القمص ملطي سرجيوس..جرجا.. سوهاج ولد عام ١٨٨قس وخطيب وثائر وطنى يُعد نموذجاً حياً لمعنى الوحدة الوطنية ولم يعبأ بمنصب ولم يخش سلطانا وينتمى إلى أسرة توارثت ( الكهنوت )
التحق (بالمدرسة الإكليركية) وتخرج فيها عام 1903 وتمت رسامته كاهنا عام
1904 وقد رُسِّمَ قساً على بلده (ملوى) باسم القس ملطى سرجيوس ثم عُيِّن( وكيلاً لمطرانية
أسيوط) فى أكتوبر ١٩٠٧ ثم إنتقل الي( مطرانية الخرطوم) وبدأ كفاحه ضد الإنجليز
أصدرالقمص سرجيوس ( مجلة المنارة المرقسية
) فى سبتمبر ١٩١٢ فى الخرطوم عندما كان وكيلاً للمطرانيه كمنبر لدعوة الأقباط والمسلمين
إلى التلاحم الوطنى
وغضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى
مصر فى 24 ساعة.وفى ثورة ١٩١٩ بزغ نجم القمص سرجيوس وسط الثائرين فكان أشبه ( بعبدالله
النديم ) إذ وهبه الله لساناً فصيحاً جعله خطيبا رفيعا مفوها إلى حد جعل ( سعد زغلول ) يطلق عليه لقب (خطيب مصر)
أو خطيب الثورة الأول.
خطب القمص سرجيوس فى ( جامع الأزهر) عده مرات معلناً أنه مصرى أولاً ومصرى ثانياً ومصرى ثالثاً
وأن الوطن لا يعرف مسلماً ولا قبطياً بل مجاهدون ضد الاستعمار فقط دون تمييز
بين ( عمامة بيضاء وعمامة سوداء ) وذُكِر عنه أنه ذات مرة وقف فى ميدان الأوبرا يخطب
فى الجماهير المتزاحمة وفى أثناء خطبته تقدم نحوه جندى إنجليزى شاهرا مسدسه فى وجهه
فهتف الجميع (حاسب يا أبونا حايموتك)
وفى هدوء أجاب أبونا سرجيوس ومتى كنا
نحن المصريين نخاف الموت ! دعوه يرق دمائى لتروى أرض وطنى التى ارتوت بدماء آلاف الشهداء..
دعوه يقتلنى ليشهد العالم كيف يعتدى الإنجليز على رجال الدين وأمام ثباته واستمراره
فى خطابه تراجع الجندى عن قتله
ووقف هو( والشيخ القاياتى) يتناوبان
الخطابة من فوق منبر ( جامع ابن طولون )فلما ضاق بهما( الإنجليز ) ذرعاً أمروا( بنفيهما
) معاً إلى( رفح فى سيناء)وهناك لم يتوقف عن كتابة الخطابات إلى المندوب السامى البريطانى
يندد فيها بسياسة الإنجليز.
وقضى( القمص سرجيوس والشيخ القاياتى) 80 يوماً فى هذا المنفى وفضلا عن مجلة
( المنارة المرقسية ) أصدر عدداً كبيراً من الكتب كذلك كتب الكثير من المقالات فى مجلات
عديدة كان يوقع عليها باسم ( يونس المهموز ) إلى أن وافته المنية فى سبتمبر ١٩٦٤ عن
عمر يناهز 82 عاما
وشيعه المصريون مسلمون ومسيحون بالدموع وأطلق اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة
تكريما له
0 comments:
إرسال تعليق