• اخر الاخبار

    الخميس، 18 نوفمبر 2021

    د. عمر كرم وقراءة فى ديوان "أوضتين وسارة" للشاعرة سارة عبد الرحمن

     


    فى إيقاع سريع متلاحق وفى لكمات كلامية خاطفة تلدغ الشاعرة ببراعة وتصيب أهدافها بدقة.

    يبطئ الإيقاع أحيانا فى تأملات ذاتية ثم ينشط فجأة بطعنة أو طعنتين فى مقتل كلاعب الشيش أو السلاح الماهر.

    هذا الإيقاع المتنوع بالفعل يربطك بتأرجح الحالة النفسية التى تتبناها الشاعرة للقصيدة هبوطا وصعودا.

    هناك بعض الكلمات - فلنسمها "القوية" - تترك تأثيرا منفردا قويا قد تخرجك من جو القصيدة أوالديوان ولكنها توضح شدة انفعال الشاعرة.

    والشاعرة حين تلتزم بتفعيلات قصيرة متكررة تبلغ قمة عالية. إقرأ معى مثلا "يا ضحكة" ص ٣٠ و"أرتب أحزانى" ص ٣١

    "وأرجو بلاش ...

    سؤال يوجع ...

    يكون رده ...

    عيون تدمع"

    كذلك "أنا الضحكة" ص ٣٥ وهذه الأخيرة بها الكثير من روح صلاح جاهين

    "أنا الضحكة

    اللى مالية الوش

    فى ذات الوقت

    برضه بكش".

    الحيرة بين الرفض والقبول تظهر بقوة فى العديد من القصائد - بين الهروب من ماض وبين الإستمرار والأمل الحذر مثل "هحاول" ص ٣٩ يشى عنوانها بالموضوع بتناغم متوافق

    "هحاول

    بس مش هوعد

    ده من امتى

    صدق موعد".

    على العكس من الحيرة فلا يوجد تردد فى "بدم بارد" ص ٤٦. حتى القافية الأخيرة (دال و حاء) قافية قوة وعزيمة

    ".خللى الفرس يجمح

    وخللى حيلك شادد".

    أعجبتنى "كما الخروف" ص ٤٢ بها تسلسل جميل ، جمل قصيرة قوية بافتتاح ذكى

    "مش عارفة ليه ...

    بقيت بخااااف ..

    جايز من كتر ..

    ما قلبى شاااف ..

    قوى واتوجع .. ".

    بها اكليشيه أو اثنان يخلون بعض الشئ بالإنسياب السلس جدا.

    أما فى "عم عشم" ص ٤٨ فالسخرية الحزينة والاستهزاء تقفز من الصفحات بمجرد قراءة العنوان الموسيقى المتجانس ثم تأتى البقية لتعزف نفس النغم بمهارة بمصطلحات مثل "كله رامى على الظروف" و "اللى يعيش .... يشوف".

    هنا أتوقف لحظة لأسأل عن لزوم "ما" فى

    "تاه الكلام (ما) بين الحروف

    واللى يعيش (ما) بينا يشوف"

    قصيدة "أوضتين وسارة" ص ٥٠ هى لواء الديوان ، معنويا ربما قبل لغويا. تسلسل تام ومصطلحات دقيقة ترسم صورة "البطلة" فى ضربات سريعة من ريشة فنان، ثم تصف موقف "الكل" منها بدون إقدام حتى يأتى الفارس "النبيل". كل هذا يهيؤنا لختام يوحى بالسعادة الأبدية. تسحبنا الشاعرة بروية لذلك ثم "تكعبلنا" ب:

    "مش ناقص بس غير إنها ..

    تكون فعلا متلذذة ..

    باللى قدر يغمز ..

    سنارته فى قلبها"

    فتصيبنا بحيرة كحيرة "البطلة" كذلك تغير الوزن بعض الأحيان! لعل ذلك مقصدها.

    "علمنى الحب" ص ٧٠ و"قال إيه" ص ٧١ بكل منها أصداء قوية لبيرم التونسى فى الوزن و"التريقة". من الهزل الخفيف واللهجة الصعيدية تشعر أن القارئ والشاعرة/المتحدث فعلا جالسان معا للكلام بخفة لطيفة!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: د. عمر كرم وقراءة فى ديوان "أوضتين وسارة" للشاعرة سارة عبد الرحمن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top