منذ 4 اعوام جلست وأستاذى المفكر الناصرى محمد عوض نتناقش فى الأمور السياسية ،واخذنا الحديث إلى بعض ما يعتنقه الإخوان والسلفيون ..وأخذنا الحديث إلى المسكوت عنه فى الدين ،والأسبوع الماضى تكرر معى نفس المشهد مع أستاذى المفكر الناصرى ،ولكن هذه المرة سرد على ما شاهده من ابداع فى مسلسل "موكب الإباء "وابداع الدراما السورية ..وكان لمشهد السيدة زينب رضى الله عنها أمام "يزيد بن معاوية أثر كبير فى أن يأخذ الجانب الأكبر من الحديث عن روعة الأداء للمثلين السوريين .
ناهيك عن ما قالته السيدة زينب رضى الله عنها ..وفجأة جرفنا الحديث عن
"آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا على وأولاده."وعن الأئمة
الأربعة ..وعن السلطة فى الإسلام..وعن الإسلام السياسى
يقول الإمام المطلبي – رحمه الله – " ماعلي
ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك " ويقول الإمام السيوطي في كتابه
"تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك " مابعد كتاب الله أنفع من الموطأ
" وفي شرح الإمام الزرقاني علي الموطأ "مابعد كتاب الله صوابا أكثر من موطأ
مالك " ... مين بقي أصح الكتب بعد كتاب الله ؟ ؟ ؟؟؟
ومن المحدثين – أي المشتغلين بعلم الحديث - المحدثين – أي من العصر الحديث
- الشيخ ناصر الألباني المتوفي 1999عندما تصدي له أحدهم منتقدا وقادحا (محمود سعيد
ممدوح ) واصفا من رأوا مثل هذا الرأي – رأي عدم إجماع الأمة علي البخاري - غامزا للشيخ
الألباني بأنهم خارجون علي إجماع الأمة وهم ممن ضلوا السبيل فرد الشيخ عليه في كتابه
" آداب الزفاف " ص54ومابعدها " هذا القول الواحد منه يكفي القاريء اللبيب
أن يقنع بجهل هذا المتعالم وإفترائه علي العلماء المتقدمين والمتأخرين في إدعائه الإجماع
المذكور فإنهم مازالوا إلي اليوم ينتقد أحدهم بعض أحاديث الصحيحين مما يبدو أنه موضع
للإنتقاد .وهذا مما لايشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم وقد كنت قد ذكرت نحوه في
مقدمة شرح الطحاوية " وعن ضلال الأمة سواء السبيل لعدم إتفاقها علي الصحيحين فيقول
الشيخ الألباني في كتابه المذكور ص60"أقول كلا ثم كلا ، إن الأمة لم تضل ولن تضل
بإذن الله تعالي وإنما ضل من إفتري عليها ونسب الإتفاق إليها في امر هم مختلفون فيه
" ... من أين أتي ذلك البعض بإجماع الأمة وإستحل بجهالته أن يقف فينا موقف العالم
وهو الجاهل يعظنا وهو به أولي أو كما قال الشاعر : لا تنه عن فعل وتأتي مثله عار عليك
إذا فعلت عظيم . ومن أعطاك موثقا أو توكيلا للحديث بإسم هذا الدين توزع صكوك الغفران
علي من تشاء ولقد كان الإمام محمد عبده وهو من مطاريد الأزهر يري أن أعظم سلطة في الإسلام
هي سلطة الموعظة الحسنة يتناول بها أعلاهم أدناهم ويصدع بها أدناهم في وجه أعلاهم
... فين بقي سلطة التكفير التي تستحل بها الدماء ؟
أعتقد أنني أستطيع مرتاح البال والضمير أن أقرر بكل ثقة شديدة واقول بملء الفم
" أن الإسلام السياسي أو المسلمون لم يعرفوا الوحدة السياسية منذ مقتل عثمان ولم
يعرفوا الوحدة المذهبية منذ مقتل علي بن أبي طالب " قولا واحدا وبعد ذلك حدث ولاحرج
، عامان هما ولاية أبو بكر وعشر هم ولاية بن الخطاب وإثني عشر عاما ولاية عثمان منهم
ست حكم فيهم عثمان وست آخري آل الأمر فيهم لمروان بن الحكم وأهل بيته يحكمون من خلف
ستار وحوالي أربع هن مدة ولاية الإمام قضاها في حروب أهلية خاصة ضد معاوية بن أبي سفيان
أول خارج علي ولي أمر المسلمين المبايع من قبل اهل الحل والعقد والمغتصب للسلطة بالخديعة
أولا ثم بالسيف محولا الخلافة الراشدة " الديمقراطية " إلي ملك عضوض وراثي
فاسد وعنصري ولما كانت هذه هي سماته ولما كان هؤلاء هم رجاله من أمثال معاوية نفسه
ويزيد إبنه وبن أبي السرح الذي أهدر النبي دمه يوم الفتح وسعيد بن العاص المطرود من
المدينة بأمر النبي والذي لم يستطع دخولها لافي عهد أبي بكر ولا عمر وزياد بن سمية
المستلحق بعد ذلك بأبي سفيان في تحد صارخ وصريح لشريعة الإسلام والحجاج السفاك ومن
غريب أنك لاتستطيع ان تنتقد هؤلاء وإلا إعتبرت خارجا علي الإسلام بينما هؤلاء مباح
لهم كل شيء ... كل شيء حتي إنتهاك الشريعة وسفك دماء أهل البيت الذين نزل فيهم قرآن
يتلي إلي قيام الساعة وإنتهاك الحرمات واغتصاب اموال المسلمين ونسائهم وحتي هدم الكعبة
، من أجل هذا كان لابد من غطاء معنوي يؤسس للاشرعية المجرمة المارقة الخائنة التي إنتهزت
الفرصة لتنقض علي الإسلام فتحوله إلي تجارة وتلك كانت مهنتهم أصلا وتلك كانت عقيدتهم
وقد لخصها عميدهم أبو سفيان ليلة فتح مكة عندما قابل العباس خارج معسكر المسلمين قائلا
له " لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما " يقصد الرسول عليه السلام فرد عليه العباس
" بل النبوة يا ابو سفيان" وهكذا إستسلم الطلقاء تحت وطأة السيف – قل استسلموا
ولاتقل أسلموا – وهكذا صار من حاربوا الإسلام يتحدثون بإسمه من يومها حتي الأن ، هنا
تقدم نفر ممن يهتبلون الفرص كساكن الصفة أبوهريرة الذي كان يغشي أرض صفين ليصلي خلف
علي بن أبي طالب لأن صلاته اتقي ثم يخترق معسكر معاوية ساعة الغذاء لأن مائدته أدسم
فإذا إشتعل القتال لزم الجبال لأن ذلك أسلم وربما كان ذلك أي أبو هريرة أفضل من غيره
ولم يعدم بني أمية من يتقدم عارضا لهم خدماته أحاديث وحكايات وروايات مؤلفة حسب الطلب
– فالجراب مليان - ولم يعدم كل فريق ان يجد محدثيه ورواته وصبغت بالمذهبية كل شيء ،
ورغم تتلمذ أبي حنيفة النعمان علي الإمام جعفر الصادق اشهر واعلم أئمة أهل البيت الذي
قال فيه ابي حنيفة " لولا السنتان لهلك النعمان " يقصد بذلك العامان اللذان
قضاهما تلميذا لدي الإمام جعفر ويستطيع أي دارس للفقه ان يري مدي تأثير الإمام جعفر
علي تشريعات الأحوال الشخصية ومحاكم الأسرة في مختلف البلاد الإسلامية ومنها مصر نقول
رغم ذلك فأئمة أهل البيت ومنهم الإمام جعفر الصادق لاذكر لهم لافي حديث ولافقه أهل
السنة والجماعة وهو الإسم الذي اطلقه الأمويون علي جماعتهم تمييزا لهم عن شيعة الإمام
علي وآل البيت وتمييزا لهم عن فصيل ثالث هو الخوارج ذلك هو أساس المذهبية في الإسلام
ويخدعك من يقول لك غير هذا..وفي السياسة الملعونة شكل الدجل المذهبي تركة بائسة نعاني
منها اليوم جميعا ندفع ثمنها ومعنا سمعة الدين الإسلامي .
للمؤرخ الراحل عبد الله عنان موسوعة "تاريخ المسلمون في الأندلس
" ويتفق الجميع يمينا ويسارا علي أن الكاتب وموسوعته اغلقا الباب امام كل مزيد
– ده بقي الكتاب اللي مفيش بعده كتاب في موضوعه وإسأل أي متخصص – واصارحكم أنني لم
استطع إكمال هذه الموسوعة ثمانية الأجزاء فعلي مدي الثلاثة أجزاء الأولي أنت تقرأ صراعات
وخيانات وغدر الإخوة – بني امية طبعا – ببعضهم البعض وكذلك غدر الاخرين بهم – من عرب
الجزيرة – وتدهش عندما تجد ان ثارات موقعة الحرة التي وقعت في عهد يزيد وإستبيحت فيها
مدينة رسول الله حتي ان بعض الروايات تقدر عدد الأطفال السفاح الذين ولدوا نتيجة إغتصاب
الجيش الشامي المسلم لنساء المدينة وعذاريها بحوالي الف طفل كانت تصفي هناك علي أرض
الأندلس ، لذا ضاعت الأندلس بأيدي المسلمين – الامويون البدو – وليس بيد أحد آخر ،
وإذا قبلت بغير ذلك فانصحك بأن تعرض نفسك علي طبيب نفسي وهو مادفع عائشة الحرة أم أبو
عبد الله محمد آخر ملوك غرناطة " إبك كالنساء علي ملك لم تحافظ عليه كالرجال
" بعد أن خان دينه ووطنه وتخابر مع الأعداء وباع المدينة ذلك هو التاريخ الذي
يحاولون إخفائه ليظهروهم أئمة ورعين يعملون بكتاب الله وسنة رسوله – يبقي مين بقي اللي
ضيع الأندلس جايز والدة حضرتك – وضيعوا من جاء من بعدهم بما دسوه في الدين في السنة
تحديدا وفرقوا الأمة شيعا وأحزابا يتبادلون التكفير – وقلة الأدب – ولقد طالعت مؤخرا
كتابا لأحد منظري التكفيريين وهو المرحوم رفاعي سرور " التصور الإسلامي للحركة
السياسية " وهو بالمناسبة متوافر علي شبكة التواصل الإجتماعي ويلفت النظر أن الكتاب
وهو يتحدث عن البعد العقائدي في سياستهم مليء بالإستشهادات ولكن كلها ، أؤكد كلها أحاديث
آحاد ... طيب والقرآن ؟! لأ مفيش ، والأمر منطقي فانت تتحدث عن السياسة وهي أمر بشري
الأساس فيها الشوري والإجتهاد تنفيذا للتوجيه الإلهي " وشاورهم في الأمر
" ... هل هذا الأمر دين ؟ بالطبع لا ، والإجتهاد في ماذا ؟ فيما لم يرد فيه نص
، كيف يكون الإجتهاد فيما لم يرد فيه نص ؟ كما قال بن القيم وإقتبسه رفاعي سرور نفسه
بما يجعل العباد أقرب للصلاح وأبعد عن الفساد وتتم به درء مفسدة وجلب مصلحة حتي لو
لم يرد به نص من الله أو رسوله – حلو الكلام – بس الأخ رفاعي ومن يأخذون عنه يبقي هذا
الأمر حكرا له وحده هو ورجاله فقط ... طيب وباقي المسلمين ؟ رعاع وهمج ، ...ودليله
قول ماثور للإمام علي ، فيه دليل شرعي تاني ؟ لأ
ويحدثونك بعد ذلك عن إجماع الأمة ، وعن إحتكارهم وحدهم للصواب وإياك إياك أن
تفتح فمك عن الإمام المقدس – صنمه الأكبر – بالرغم أنه لاكهانة في الإسلام .
0 comments:
إرسال تعليق