هذي
الْمَآذِنُ في عُلاكِ تُكَبِّرُ
وَالصُّبْحُ
يَصْدَحُ وَالأُسودُ تُزَمْجِرُ
*
هذي
الرُّبى تاريخُها مِنْ نَينَوى
حَتّى
سَما كوفانَ فيها تُمْطِرُ
*
نَثَّتْ
عَلى الدّنْيا الضِّياءَ بِشَمْسِها
وَكِتابُها
مازالَ فِكْراً يُبْهِرُ
*
بَينَ
الْكَنائِسِ وَالْمَساجِدِ عَجْوَةٌ
عيسى
سَقاها وَالنَّبيُّ وَحَيْدَرُ
*
يا مَنْ
أَضاءَ نُهاكِ آلُ مُحَمَّدٍ
بابُ
الْحَوائِجِ وَالْجَوادُ وَجَعْفَرُ
*
وَبَلَغْتِ
في عِلْمِ الْكَلامِ مَعارِفاً
أَهْلُ
الدُّنا مِنْ دونِها لا تُبْصِرُ
*
وَالنًّهْرُ
يا بَغْدادُ يَجْثو ضارِعاً
وَقَدِ
انْطَوَتْ بَينَ الضِّفافِ الْأَعْصُرُ
*
وَعَلى
الْقُصورِ نَخيلُ دِجْلَةَ وارِفٌ
وَالرَّوضُ
في الزَّوراءِ زاهٍ أَخْضَرُ
*
أَوْلى
لَكِ الْأَعْداءُ كُلَّ كَريهَةٍ
رَغْمَ
الْعِدى تَبْقينَ أَنْتِ الْأَكْبَرُ
*
وَعَليكِ
في كُلِّ الدُّهورِ عَواذِلٌ
لكِنَّكِ
الْأَحْلامُ حُبْلى تُثْمِرُ
*
لِلهِ
يا بَغْدادُ أَيُّ نَضارَةٍ
كَالتِّبْرِ
بَلْ وَسَنا جَبينِكِ أَنْضَرُ
*
ما
زُرْتُ يَوماً في رُبوعِكِ حانَةً
لكِنَّني
مِنْ عَذْبِ ثَغْرِكِ أَسْكَرُ
*
سُبْحانَ
مَنْ أجَلى بِنَوْرِ جَمالِها
لَيلاً
سَرى في بَدْرِهِ يَتَعَثَّرُ
*
فَإذا
الْهِلالُ عَباءَةٌ لِلِحاظِها
وَإِذا اللُّجُينُ
لَآلِيءٌ تَتَنَوَّرُ
*
هزّي بهذا الْقَلْبِ أَشْغَفَ عَنْدَلٍ
غَرِدٍ
مُتَيَّمٍ في رِياضِكِ يُسْفِرُ
*
وَتَجَمّلي
صَبْراً بِكَأْسِ والِهٍ
مِنْ
شَهْرَزادَ سُلافُها يَتَجَمَّرُ
*
سَجَدَتْ
عَلى أَعْتابِ مَجْدِكِ أُمَّةٌ
تَتْرى
تَدينُ لَها الشّعوبُ وَتَفْخَرُ
*
مِنْ
قَبْلُ أَهْلوكِ الْأُلى قَدْ أَرْغَموا
كُسْرى
يُسلِّمُ باخِعاً وَالْقَيصَرُ
*
وَالشِّعْرُ
مِنْ بَغْدادَ رَونَقُ سِحْرِهِ
وَالْعِلْمُ
مِنْها نَبْعُهُ يَتَفَجَّرُ
*
فَإذا
تَكَلَّمَ في الْغَرِيِّ مُفَكِّرٌ
يَمْشي
بِمِصْرَ عَلى خُطاهُ الْأَزْهَرُ
*
*
مجاراة قصيدة ( بغداد ) للدكتور السيد مصطفى جمال الدين رحمه
0 comments:
إرسال تعليق