كتبت :ساهرة رشيد
صدر عن دار المأمون للترجمة والنشر إحدى تشكيلات
وزارة الثقافة والسياحة والآثار كتاب
(الإيقاع الروائي .. تقويض حتمي وتجديد جدلي) ترجمة عبد اللطيف الموسوي يضم عددًا
من الدراسات لمجموعة مِن الباحثين.
ويأتي صدور الكتاب في إطار الخطة الجديدة التي
انتهجتها دار المأمون مؤخرًا المتضمنة تنويع إصداراتها والحرص على تقديم محتوى ثقافي يتسم بالرصانة والثراء المعرفي.
ويكتسب الكتاب أهميته من افتقار المكتبة العربية الى كتب مماثلة تتناول الإيقاع في
الرواية.
تضمن
الكتاب دراسات قيمة لباحثين وروائيين من جنسيات مختلفة عكف المترجم على ترجمتها من اللغة الفرنسية،
يمكن أن تكون مفتاحًا للنقاد العراقيين والعرب يعينهم عند تناولهم الايقاع الروائي
في كتاباتهم ودراساتهم النقدية دون ان يقتصروا على مناقشة البناء الروائي والحبكة
والزمن والمكان متحاشين الخوض في الايقاع الروائي.
بذل المترجم جهدًا واضحًا في اختيار الدراسات
المناسبة وتبويبها وتحرير مادة الكتاب الذي أرتأى أن يقسمه الى قسمين رئيسين،
أولهما نظري والثاني تطبيقي، حمل القسم الأول منه عنوان (مدخل إلى بناء الإيقاع)
وضم ست دراسات تناولت إدارة الإيقاع في الرواية واختيار إيقاع النص وتكييف إيقاع
الرواية وخمس نصائح لبناء الإيقاع في النص . أما القسم الثاني الذي كان بعنوان
(دراسات تطبيقية) فتضمن ثلاث دراسات موسعة، الاولى بعنوان (تقويض إيقاع الرواية
- مناهضة الخطية) والثانية بعنوان
(إيقاعات الحكي لدى بلزاك والمعايير الحساسة في الرومانسية الفرنسية) فيما كان
عنوان الدراسة الاخيرة (بنية الحكي وأنماط السرد في رواية "جاهلية").
وحرص الموسوي على كتابة مقدمة موسعة الى حد ما
لكتابه أختار لها عنوان (كلمة عابرة) كانت بمثابة دراسة لموضوع الكتاب بدأها في
تعريف الإيقاع الروائي قبل أن يتطرق إلى أهمية الإيقاع في الرواية، مستشهدًا بما
ذكره أمبرتو إيكو في كتابه ( آليات الكتابة السردية ) من إن (الدخول إلى الرواية
أشبه بالرحلة إلى جبل، إذ يجب اختيار نَفَس، واختيار إيقاع للسير، وإلاّ فإننا
سنتوقف في البداية)، موضحًا إن (النَفَس، في السردية، لا يعود إلى الجمل، بل مرتبط
بوحدات كبرى، أي بمقاطع حدثية، فهناك روايات تتنفس مثل غزلان، وأخرى مثل حوت أو
فيل. لكن التناغم لا يكمن في طول النَفَس بل في انتظامه).
0 comments:
إرسال تعليق