الناقد أحمد المالح يكتب عن :(بريد القلوب ) الابن العاق .

 

 

كان يحلم دوما بأن يتزوج وينجب أولاد فهو يراهم عزوة له وأنهم سيستملون مسيرة نجاحه فهو يعمل بالتجارة ويمتلك محلات عديدة..ومنذ أن حصل على كلية الأداب  وهو يعمل بالتجارة لا يريد أن يعمل بالوظيفة الحكومية يريد أن يتطلق بعيدا عن الروتين .تزوج من زوجته الأولى وتركها بعد أن أنحبت له فتاة ومرت السنوات ولم تنجب أبدا .ليفكر فى الزواج من أخرى ويتزوج ويترك زوجته الأولى . ويطلقها وينساها ويتناساها ..لترحل زوجته .الى مكان أخر ..وترفض حتى نفقته الشهرية الضئيلة ..التى كان يرسلها .وتعمل السيدة ليلا ونهارا .بمشروع خاص بها يدر عليها دخلا متميزا ..خاصة أنها كانت خريجة كلية عملية .. .وفى الجانب الأخر أنجبت زوجته الثانيه الابن المنتظر الذى يكبر أمامه كان يعطيه .كل شئ تقريبا (حتى لبن العصفور ) كمت يقولون فى الأمثال كان يوفره له ..أحس ابنه أنه أفضل من الجميع كان مغرورا بشكل كبير ..ووصلت به حالة الدلع الكبير الى شراء علب السجاير وهو  فى المرحلة الثانوية وكان والديه يضحكان له .ويعتبرونها رجولة وينحرف أكثر وأكثر  ..وكان يدخن أمام والده .الذى كان فى غيبوبة مطلقة ..وتتوالى السنوات ويظل الابن فاشلا بشكل كبير فى التعليم ويأخد السنة بسنتين كما يقولون وكان يقول لوالديه (فى التأنى السلامة ) وأنه يريد الحصول على الشهادة  الجامعية بعد أن يحفظ المناهج ويدرسها جيدا .وكبر الابن ولم يحصل على الشهادة الجامعية وتوالت  مرات رسوبه .ليترك الجامعة بعد مشاكله العديدة ..ويظل ينفق  فى الأموال على ملذاته وسهراته وانحرافه وكان يتعدى بالسب على والديه .....والضرب أحيانا ..ويأخذ الأموال من والدته عنوة .وبعد سبها ..ليمرض والده  بعد أن مات ابنه المدل العاق فى حادث ويذهب للعلاج بأحد المستشفيات الخاصة ..وهناك يرى فتاة  بها جمال ووقار تدخل عليه لتكشف عليه وكأن قلبه عرفها .وكانت الممرضة تناديها باسم الدلع الخاص بها ...(دكتورة ميرو ) كانت الطبيبة متميزة وبارعة .ولها حضورها  الكبير عند الجميع ..فيسألها عن اسمها فتجيبه ..على اسمها بالكامل فيطل الرجل فى حالة ذهول لعدة دقائق قبل أن يستفيق  من الصدمة هى ابنته من زوجته الأولى قبل أن تغمر الدموع عينيه وينهمر فى بكاء شديد فتقول له الطبيبة (انت بتبكى ليه يا حاج ) فيقول ها انها بابنته التى تركها صغيرة ..وأهملها و؟أهمل والدتها وأخطأ فى حقها خطأ كبيرا ..ويذهب الأب بعد تمام شفاءه الى منزل زوجته الأولى حتى يردها لعصمته وتعهد برعايتها رعاية كاملة هى وابنته الطبيبه لينشئ لها عيادة خاصة بها .ويرى فى ابنته ..الحنيه والاحترام والعطف  .وأن الزوجة الأولى أثبتت أنها أنجح كثيرا من الزوجة الثنية بعد أن أنتجت بذورا ..صالحة لا بذورا فاسدة ..وأن الانسان لا يعلم .أين الخير له ؟؟ فدوما بعد العسر يسر ..ودوما معكم فى قصص الحياة المتشابهه .كثيرا ..وأى تشابه بالطبع لا علاقة له بالواقع فجميع القصص من  الخيال الواقعى ..

نوفمبر 20, 2021