تختلف لغاتنا ورسائلنا للآخرين بين الحين والآخر، وبين الموقف والآخر، ومن شخصٍ لآخر، ولشخصٍ أو لآخر ، لتحمل في اﻷخير توقيعاتنا وبصماتنا عبر خطوط العبارات ، و لذيذ الكلمات أو أدنى من ذلك ، فكم منّا من يتقن صياغة الحروف ، وكأنّ هذه الأحرف قد صيغت من الذّهب الخالص ، وهذه الكلمات ك حبات اللؤلؤ حينما تسطع عليها اﻷضواء فتبهرك بلمعتها، وكم منّا أيضًا من تعجزه اللغة وتتعثر في فمه الكلمات وتخونه العبارات ؛ وقد يتلفّظ بكلماتٍ
غير ملائمةٍ للموقف أو عجزت عن إيصال مبتغاه من التعبير .
وهذا العجز يترك انطباعًا مبهمًا وسلبيًا
لدى الطرف الآخر أو المتحدث إليه.
قد تكون عندك رسالة ما فيخذلك اللسان بنطقها، وتتوراى المعاني عنك بعيدًا ،
إلاّ أن هنالك رسائل لا تحتاج للكلام ولا تحتاج للبلاغة ، رسائل أكثر فعاليةً
من الكلام ، وهي رسائل المواقف الإنسانية، أو الوجدانية والعاطفية والتي لا
تحتاج منك سوى موقفٍ يحدد هويتك اتجاه الطرف الآخر .
* فكم من مواقفَ مشرّفةٍ أوصلت رسائل للطرف الآخر .
* وكم من رسالة مودةٍ صادقةٍ أرسلتها وبرهنتها المواقف .
* وكم من موقفٍ سلبيّ ٍ خذل الطرف الآخر ، ووصلت الرسالة السوداء فارغة الكلمات
دسمة الموقف السلبية .
** إذن مكنون المشاعر ليست قضية كلامٍ وأوراقٍ أشحنها بعبارات الودّ أو الإخاء
أو الصداقة، المشاعر مواقف على الإنسان العاقل أن يبث مشاعره عبر لغة المواقف، وقبل
أن يبثها بلغة الإشارة أو الكلمات .
فلا تنس بأنّ المشاعر الصادقة وبلوغ الهدف والغاية فيها ربحية الذات، وربحية الطرف الآخر ، إن كنت تريد أن تربح قلبه،
أو صداقته، أو مودته في الله.
* أرسل للطرف الآخر رسالة موقفٍ تشدّ بها أزره ، تقف معه، تدعم رؤاه وأفكاره
الإيجابية ، تساعده في الارتقاء، وتدعم في رفع إسمه وسمعته في المجتمع ، إن كنت صادق
المشاعر بالفعل .
* والعكس هو الصحيح فكل مواقفك السلبية معه، أو استفزازك له بما يكره ،أو وقوفك
ضده مع خصمه، أو تهميشك إياه، أو صداقتك مع خصمائه، كلها رسائل مواقف أكثر تعبيرًا
من الكلام ، وأسرع تأثيرًا ، حدّدت من أنت بالنسبة له،
وماهي مكانته لديك .
0 comments:
إرسال تعليق