تحتفل
سلطنة عمان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري بالذكرى ال51 بالعيد الوطني المجيد ؛
والذي يعتبر من أكثر المناسبات أهمية لدى كل مواطن عماني، فهو بمثابة تعبير عن مدى
أهمية الوطن في قلب أبناء الشعب العماني
الأوفياء؛ فمعه يتجدد الإحتفال بمختلف
المواقف التاريخية وما تم من إنجازات كبيرة في كل أنحاء السلطنة ؛ ففي خلال سنوات قليلة، تمكنت عمان من إحتلال
مكانتها بين الأمم كداعم للحوار والسلام والإستقرار ونبذ العنف والحروب، من خلال
إنتهاج سياسة النأي بالنفس عن الحروب والخلافات التي تعصف بالمنطقة وعدم التدخل في
شؤون الآخرين ,والإهتمام بالإنسان وبناء مؤسسات الدولة، والمشاركة في العمل
والعمران وعدم الإتكال على الغير , وواجهت عمان العديد من التحديات والصعوبات في
مطلع نهضتها للخروج من عنق الزجاجة ، وبالفعل تمكنت من إحتواء كل التحديات
والصعوبات واستطاعت الخروج بالبلاد الى بر الأمان، بفضل شعبها الواعي وتحت قيادات
حكيمة تمتلك فن الإدارة بكل ما تحتويه، ليبدأ تاريخ سلطنة عمان الحديث بتحقيق
الأمنيات ، وتشهد يوما بعد يوم بنهضة حديثة ، لينعم الشعب العماني بالإزدهار
والتقدم والرخاء .. وبهذه المناسبة العظيمة يجدد أبناء الشعب العماني الأبي في هذا
اليوم المجيد العهد والولاء للســلطان هيثم بن طارق - مقرونة بأصدق وأسمى مشاعر الحب والتقدير
والعرفان والوفاء لسلطان عمان .
والمتابع
للمنطقة العربية ، يجدها تعيش فوق بركان ساخن ، فلا حديث إلا عن الحروب والإرهاب ،
والفقر والتشرد، وإرتفاع الأسعار والبطالة والفساد، والمشكلات والأزمات، ومهاترات
سياسية بين الدول العربية نفسها، وسط غليان ومخاوف من المستقبل _ لكن وكالعادة
تأتي سلطنة عمان بعيدة عن تلك المهاترات والأزمات الطاحنة، ليفرح شعبها
بالإحتفالات بالمناسبات الوطنية ، في وقت حرم الفرح على الكثير من بلدان المنطقة،
ويكون الاحتفال بالعيد الوطني المجيد الحادي والخمسين هو حديث المواطن العماني .
وانا
كمقيم على أرض هذا البلد الكريم ، عهدت العيش فيها علي الحب والإحترام ، وارتويت
بها من الأمن والسلام والذي يتعايش معه الجميع علي ارض هذا البلد الطيب من شماله
لجنوبه، ومن شرقه الي غربه، والذى لم يعهد احد فيه سوي التسامح ،وإحترام القوانين
، وعدم إيذاء الأخرين بأي وسيلة ؛ فالأمن والأمان من ميزات سلطنة عمان , ونعمة
عظيمة من نعم الله _ سبحانه _ لهذا البلد المعطاء ؛ تحت قيادة حكيمة ؛ وشعب واعي
ومتطلع لمستقبل أفضل ، فأهل عمان أهل المحبة والإحترام، أهل التآلف والتسامح
والإكرام، كأنهم يرددون دائما من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا.
وقد
رأيت بعين اليقين تلك الأخوة والمحبة في
السلطنة، فلا يحتقر شخص شخصاً أخر بسبب النسب والقبيلة وغيرها من الأسباب التى
تفرق ولا تجمع , تهدم ولا تبني ، ولهذا لم تشهد السلطنة أي نزاعات قبلية، مذهبية،
طائفية منذ بداية نهضتها ؛ فالمواطن لا يتطاول حتى على الوافد بسبب أنه مواطن
عماني وله حق أن يتطاول على الوافد _
والوافد لا يخاف ولا يهتز جسده بسبب أنه أجنبي أو غير عماني، بل كلهم
يأخذون ويؤدون حقوقهم للآخر، وكلهم يقفون في طابور واحد، ويحترمون بعضهم بعضا ،
تحت سيادة قانون واحد يلتزم به الجميع بلا إستثناء ، وأي زائر لا يرجع إلى بلاده
إلا ويتأثر بأخلاق أهل عمان ؛ بل يفتخر كل مقيم على أرض عمان بإنسانها الطيب
المستقر الهاديء والمتزن، ولذلك من الصعب ان ترى إشكالا بين الناس فيها، او تسمع
كلاما خارج التهذيب البشري ، فعمان مرآة للصفاء الإنساني في أروع صوره، غرست فيها
النهضة المباركة كل الحقائق الموضوعية التي يعيشها إنسانها، وهي على تطور وتطوير
دائم .
هكذا
كانت التربية العمانية التى تربت على حب
الوطن ؛ والمحافظة عليه؛ وحب الأخرين تحت قيادة حكيمة إستطاعت بفن الإدارة بما
تحتويه من إخلاص وحكمة وحنكة وصرامة وذكاء أن تصنع وطنا وشعبا كتب اسمه من جديد في
سجلات التاريخ بحروف من ذهب
وفي نهاية مقالي : يسرني أن أتقدم بأسمى آيات
التهنئة والتبريكات بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد إلى سلطنة عمان
-قائدا وشعبا ومقيما - أعاده الله -
سبحانه - علينا وعلى أهل عمان بالخير الدائم والرخاء والأمان، متضرعا إلى الله -عز
وجل - أن يديم على الجميع الصحة والسعادة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم وأن يحفظ
عمان على مر الزمان .
*كاتب
المقال
كاتب
صحفي مصري
أحسنتم وجزاكم الله خيرا
ردحذف