تختلف
طبيعة كل إنسان عن غيره، فما يرتاح له شخص معين قد يزعج غيره، وما يزعج غيره قد
يشعره بالراحة والسرور، فعلى كل إنسان أن يراجع نفسه ليرى ما يسبب له الإزعاج
ويتخلص من هذه المسببات كي لا تؤثر سلباً على حياته وتسبب له الأرق وعدم الراحة،
وأن يعمل جاهداً على استثمار الأشياء التي تسبب له الراحة والسرور، فأساس هذه
الحياة الراحة والرضا فمن شعر بالسعادة بإمكانه أن ينطلق نحو مجالات الحياة
والإبداع والعمل.
معاني
السعادة طاقة من الرضا بالقضاء والقدر لامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه،
وبالتالي لا يصيب الإنسان إلا ما كُتب فيسعى جاهداً برضا وسرور دون خوف من مستقبل
أو خوف على رزق. إحساس بالسرور وشعور بالارتياح وعدم الخوف والانبساط. التوكل
والاعتماد على الله في تحقيق الخير في الأمور كلها. اطمئنان القلب وانشراح الصدر
وسرور الروح.
وبحثت
عن سر السعادة جاهداً فوجدت هذا السر في
تقواك فليرض عني الناس أو فليسخطوا أنا لم
أعد أسعى لغير رضاك" إن أسوأ ما يصيب المرء هو فقدان الطاقة اتجاه الأشياء
التي سعى للحصول عليها، فقدان الطاقة ف التحدث مع الأشخاص المقربون لقلبه، فقدان
الطاقة للمناقشات والمحادثات الطويلة، العتاب واللوم ع الأشياء التي تزعجه وتثير
غضبه، وفقدان الطاقة حتى ع التعبير عن المشاعر الجميلة."
معنى أن
تتوقف رغبتك ف الحديث مع شخصً كنت لا تتحدث إلا معه، إن ينتصر عقلك ويبتعد عن شيء
لطالما كان يؤذي قلبك، أن تنسحب بهدوء م حياة شخصً كنت ترجوا إن لا يبتعد عنك، أنت
الذي كنت تغفر أصبحت لا تهتم بما يفعله حتى لو أذاك لا تعاتبه ع الأذى الذي سببه
لك، أن تنتهي رغبة العتاب وتقول ف نفسك "فليفعل ما يشاء، لن يتغير
ابدأ"، إن تكون مستعدًا لنهاية علاقة لطالما حاولت الحفاظ عليها، إن تكف عن
احتياجك له فليبقى معي إن أراد وليرحل إن أراد، إن تنطفئ رغبتك اتجاه شخص أقصد إن
يطفئك شخص لطالما كنت سببًا في إسعاده .
حتى
قرار البُعد اللي كان صعب سهّلوه علينا بتصرُّفاتهم، كُل كلمة قالوها وكُل تَصرف
عملوه بيأكد لنا إن كان لازم نمشي م زمان، ف عِلاقات استمرارك فيها بياخُد م
روحك، تضحيّاتك ما بتتقدّرش زعلك ما بيتعملوش حساب، حتى الاحترام اللي هو ابسط
حقوقك مش موّجود ف الحالة دي قرار البُعد هيبقى اعظم انتصار ليك ولكرامتك ولسلامك
النفسي..
ووقتها
يغور الحُب اللي يبهدل صاحبه. الحُزن دا حاجة وحشة جدًا يا جماعة وخاصةً الحُزن
الداخلي اللي الواحد بيعيشه بينه وبين نفسه م غير ما يحسس اللي حواليه بهمّه أو
باللي واجع قلبه، دايمًا بشوف إن الحُزن الداخلي هو الأصعب لآنه بياكُل ف روح
البني آدم، مخليك لا عارف تنام ولا تأكل ولا تشرب، كُل حاجة ف نظرك شبه بعضها،
مَفيش شيء مُبهر، دايمًا عينيك حزينة، صوتك حزين، حتى ردود أفعالك بطيئة وفيها
خيبة أمل غريبة وكأنك زعلان م الدُنيا كُلها عشان حاسس إنّك ما تستحقش كُل الحُزن
دا ولا قلبك الطيب يستحق كُل المُعاناة دي، وكُله كوم وإن الإنسان تصعب عليه نفسه
دا كوم تأني خالص. مطلوب منك تسامح وتصافح وتستحمل، مطلوب منك تعمل كل اللي يرضيهم
ومش مهم أنت حالتك تبقي أيه، مطلوب منك تبقي هادي ومتبقاش عصبي لما يتعصبوا عليك
أو يجرحوك بكلمه، مطلوب منك تضحك وتبتسم وأنت قلبك مليان بالوجع عشان ما يقولوش
عنك انك اتغيرت وبقيت كئيب الناس عايزك ع هواهم ومزاجهم ومش مهم أنت عايز أيه
تختلف أسباب السعادة من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الخطوات التي من شأنها رفع مستوى
السرور حسب الطبيعة البشرية التي فُطر عليها،
وبالتالي
تكوين السعادة لديه ومن هذه الخطوات: اتباع سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
والتبسم في وجه أخيك، فمن شأن هذه الابتسامة أن تنشر الود والمحبة والسرور بين
الناس. صنع المعروف والقيام بالأعمال التطوعية، فمن شأنها تعزيز الثقة بالنفس
وتكوين السرور لدى الأشخاص.
الرضا بالقضاء والقدر وعدم النظر لما في أيدي
الناس من خير أو مال. تجنب الغضب والابتعاد عنه فهو ينشر الكراهية والبغضاء.
القناعة بأن كلام الناس غاية لا تُدرك وأن غاية الله ورضاه هي المطلوبة في الحياة.
القيام ببعض أنواع الرياضة، فرياضة المشي أو الجري تمنح شعوراً رائعاً خاصة في
الهواء الطلق والطبيعة الخلابة.
تناول بعض أنواع الأطعمة من شأنها أن تزيد نسبة
السرور لدى الإنسان، فبعض الناس يشعرون بالسعادة لتناولهم نوعاً معين من
الشكولاتة. السفر والترحال والتعرف على البلاد والأماكن الجميلة تزيد البهجة
والسرور لدى الإنسان.
سِرُّ
أسرار الحياة، وجوهرُ سعي الإنسان مهما كان شكله وعمره وتفكيره ومعتقده، منذ أن
يفتح عينيه على الدُّنيا يستشعر معناها ولا يقع على اسمها، وربَّما عرف الإنسان
السَّعادة قبل أن يسأل عنها ويبحث في أسبابها، بل ربَّما كان السِّر في الاهتداء
إليها هو إراحة النَّفس من السَّعي الحثيث نحوها، فإنَّها رضًا يُهتدى إليه وليست
غنيمةً تتحصَّل بطحن الصُّخور. وإن كان العمل يجلب السَّعادة وأخذ أسبابها
يقرِّبها إلَّا أنَّ الرُّوح هي الأصل في كلِّ ذلك، فإنَّ من النَّاس من يسعى طوال
حياته ولا يعرف طعم الهناء ولا يلتمس الرِّضا، ومنهم من ضاقت عليه الأسباب وعدم
الوسيلة لبلوغ الغايات البعيدة إلَّا أنَّه للسَّعادة أقرب، فتلك طبائع وطرائق في
التَّفكير.
الحياة تحكم الإنسان بطبعه أكثر ممّا يحكمها،
فالسَّعادة والطُّمأنينة ورضا النَّفس هي أرزاقٌ من مقسِّمِ الأرزاق، يهديها إلى
النَّاس أكثر ممّا يهتدون إليها بأنفسهم، فإنَّ من عرف السَّعادة في الحياة صاحب
حظٍّ كبيرٍ ونعمةٍ غامرةٍ حُرِم منها كثيرون غيره،
وهو بذلك أدرك كلَّ شيءٍ وإن كان ينقصه الكثير،
وأمَّا من افتقد هذه النِّعمة فقد افتقد كلَّ شيءٍ وإن اكتملت أسباب الرَّفاه في
حياته، وهذا سرُّ الحياة الذي لا يحتكم إلى قواعد واحدة ولا إلى شروط ثابتة
يتحقَّق معها الهناء أو ينقطع دونها، ومفهوم السَّعادة هذا يوافق مفهوم السَّعادة
في الإسلام. وقد عزا الإسلام راحة الإنسان إلى التَّسليم بقضاء الله وقدره،
والإيمان
بمستقبلٍ أجمل ودوام الشُّكر في السَّرَّاء والضَّرَّاء، وقد وردت هذه المعاني في
آياتٍ كثيرةٍ، منها قول الله تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيْدَنَّكُمْ"، كما تدعو آيات الذِّكر الحكيم إلى الصَّبر وتؤكِّد على
كونه مفتاحًا للسَّعادة ودلالةً على رسوخ الإيمان الَّذي يهدي السَّعادة الحقَّة
والهناء الدَّائم الذي لا ينقطع لمؤمن، فوردت آياتٌ كثيرةٌ تربط الصَّبر بالإيمان
وتعد الصَّابرين بالثَّواب، منها قوله تعالى: "إِنَّ اللهَ مَع
الصَّابِرِيْنَ كما أكَّدت آياتٌ أخر على أهميَّة الأمل بالله كقوله تعالى:
"وَلَا تَيْأَسُوْا مِنْ رُوْحِ اللهِ" وفي سورةٍ أخرى: "لا تَقْنَطُوا
مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ"
إنَّ
إسعاد الآخرين هو إسعادٌ للنَّفس، ومن بذل الحبَّ لا بدَّ أن يردَّ إليه يومًا،
ومن أهدى السَّعادة لأحدٍ عادت إليه أضعافًا، أمَّا من آثر نفسه في كلِّ أمر
وقدَّم مصالحه على منافع النَّاس فلا بدَّ هو في حزنٍ ولو طالت الأيَّام، فإنَّه
سيجد نفسه يومًا بلا عونٍ ولا محبٍّ،
وتنتهي حياته دون أن يجد من يفتقده بعد الموت،
ودون أن يعرف لوجوده قيمة غير أنَّه حبيس نفسه لا يرعى بالًا إلَّا لنفسه فيضيعها
بذلك ويظلمها بحبِّه لها، فإنَّ حبَّ النَّفس لا يفلح ولا يؤتي ثماره ما لم يكن في
شكله الصَّحيح وصورته الصَّحيحة، وما لم يحبّ الإنسان الآخرين
فإنَّه لن يحبَّ نفسه أبدًا وإن ظنَّ عكس ذلك.
إنَّ الحبَّ مفتاح السَّعادة، ولا هناء في هذه الحياة دون حب، فكيف سيسعد الإنسان
ما لم يحب النَّاس والحيوانات والشَّجر والحجر والسَّماء والنَّجوم، وكيف سيسعد ما
لم يحبّ الله قبل كلِّ شيء، وكيف سيفهم سرَّ الحياة إن لم يطمئن إلى كلِّ ما فيها
ويرضى بما تحمله وما تأتي به من عتمةٍ ونور،
وهل من قيمةٍ للنُّور دون عتم، وهل يعرف الإنسان
طعم الرَّاحة ما لم يدرك التَّعب، وهل يعنيه الضَّحك ما لم يبك؟ إنَّها جميعًا
ألوان الحياة، لا تكتمل دون بعضها البعض،
وكما
لوحة الرَّسام لا يصنعها لونٌ واحدٌ فإنَّ الدُّنيا كذلك، وهذا التَّمازج بين
الحزن والفرح والبكاء والضحك والنَّجاح والإخفاق هو ما يصنع قيمة كلِّ شيء، ولو
انعدم هذا التَّنوُّع لما كانت الحياة حياةً ولفقد كلَّ شيءٍ قيمته وجدواه، وإن
اهتدى الإنسان إلى ذلك لصارت سبل الحزن إليه ضيِّقةً واتَّسعت أسباب سروره.
**كاتب
المقال
دكتور
القانون العام والاقتصاد
عضو
المجلس الأعلى لحقوق الانسان
مدير
مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
مستشار
وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي
للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
مستشار
الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر
والصوفية
مستشار
تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات
نائب
رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي
لحقوق الانسان والتنمية
نائب
رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا
عضو
استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة
عضو
منظمة التجارة الأوروبية
عضو
لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان
محاضر
دولي في حقوق الانسان
0 comments:
إرسال تعليق