في تيارات المجتمعات العربية اللأمتناهية المد، وتحت الغيوم السوداء أو تحت أشعة الشمس الساطعة ،تبقى النظرة المعاصرة والأنيّة التي تعيشها المرأة العربية المسلمة في معترك الحياة نظرةً ينقصها الكثير من التحليل .
فهناك
الحياة القاسية أسريًا وماديًا ،وهناك الحياة المترفة حدّ السفه والتبذير، وبين
هذه وتلك تبقى النظرة نظرةً متأرجحة الرؤى ضبابية الرؤية !
* فتارة
هي المظلومة والمسلوب إرثها وحقها وفق نظرة من يطالبون بحقوقها .
*
وتارةً هي المبذرة والمسرفة والمتنعمة بمال زوجها ومالها كما هو الحال في بعض دول
الخليج العربي لا كلّها.
*
وتارةً هي المثابرة والمكافحة بجانب زوجها لتوفير لقمة العيش ﻷسرتهما وكما هو
الحال في كل الدول العربية دون استثناء .
*
وتارةً هي المتجبرة والمتسلطة على زوجها وأسرتها والساعية لمصلحة نفسها فقط وبكل
وسيلةٍ ممكنةٍ في محاولةٍ منها لسلب أكبر كميةٍ من ممتلكات زوجها وأمواله وإدخالها
في حسابها الخاص ، بما في ذلك سكن الزوجية .
*
وتارةً هي المهضومة الحقّ والمتحملة لظلم زوجها لها ولعل يصل الحال إلى درجة النصب
حيث يستولي ذلك الزوج على ممتلكاتها ومالها ويصادره لحساباته الخاصة .
*
وتارةً هي المجرمة والخائنة لذلك الزوج الغافل، والتي لا تتردّد في ارتكاب جريمةٍ
ما تؤدي بحياته .
*
وتارةً هي المضطرة التي لا حول لها ولا قوة .
وبين
الحين والآخر نرى ونسمع صرخاتٍ تنادي وتطالب بحقوق المرأة المسلمة ، وعبر الشاشات
والمقالات مئاتُ الآلاف تنادي بهذا، وبحرية المرأة في الحقوق في التعبير والمساواة
في الإرث وغيرها الكثير من المسميات ، وفي خضم تلك الصرخات التي لا تخلو من الريبة
نستنتج ما يلي :
١- هناك
أصواتٌ لها مصداقيتها وضمن الحقوق الشرعية ، والتي كفلها الإسلام للمرأة ، وإذا
ثمّة ضياعٍ لها ،فليس العيب في الإسلام ، ولكن العيب في التّطبيق من قِبل الرّجل
المسلم، وللمرأة حق العمل الشريف ،والتعبير ، وطلب العلم وكلّ ما فيه صلاح الأمة ،
وهذا مما يشجع عليه الإسلام ، وليس مما يهضمها فيه.
٢-
وهناك أصواتٌ تهدف لإثارة البلبلة و الإضطراب ، وزرع فتيل الإنفلات الأخلاقي
للمرأة المسلمة ،ولغايةٍ في في النّفوس المريضة ، تنعدم فيها القيم الإسلامية ،
برغم من هويتهم الإسلامية!
٣- كما
أنّ هنالك من يسعى لتحطيم القيم الإسلامية ،ولأسبابٍ سياسية ، أو عقائدية من أجل
تشويه الإسلام ، عن طريق تشويه صورة المرأة المسلمة ، وهذا مما يجب على المجتمع
المسلم والمرأة المسلمة على الأخص
الإنتباه له جيدا ، و أخذ الحيطة و الحذر منه ، فنرى كيف تُجرُّ المرأة لهذا عن
طريق إثارة حبّ المرأة للجمال ، فتبتكر الفظائع من الموديلات ،وأدوات التجميل
المختلفة ، وفنون التّصوير ، والتي أغلبها بالفوتوشوب ، دجلٌ وتزويرٌ ، وتغييرٌ
مائة درجة عن شكل المرأة الحقيقي !! السمينة رشيقة والقبيحة ملكة جمال ، وغيرها من
التصغيير والتكبير ، والمرأة المسكينة تركض للأسف وراء ذلك بجهلٍ أو بعمد . فما
الهدف المنشود من وراء ابتكار هذه الفظائع التي تجلب معها الفضائح ؟!!!
تجارةٌ
وربحٌ على حساب الإسلام ، إلى أن تنطلق الشرارةُ من المرأة لتشعل مجتمع الرّجل
دمارًا وحريقًا، وعليه تتحقق الأهدافُ الطامعة لهدم القيم الإسلامية .
فتارةً
باسم حرية المرأة، وتارةً بإثارة الضّجة حول إرث المرأة في الإسلام ، وأخرى بإثارة
غيرة المرأة وتعدد الزوجات ، ما لشيءٍ إلاّ لتحقيق أغراضهم الخبيثة في زعزعة
المجتمع المسلم.
عندما
أمر الإسلامُ المرأة بالحشمة كان حفاظًا عليها ، وعلى بيتها .
فلا يرى
مفاتنها غير زوجُها ، ولا يرى زوجها جمال سواها ،ولا جسد سواها ،ولا مفاتن سواها
،لتكون هي وحدها أميرته فهل وعت المرأة هذا
؟!
وعندما
ترك لها الإسلامُ من الإرث نصف ماللرّجل لم يكلّفها بالإنفاق على نفسها، وألزم
الرّجل بالإنفاق عليها أمًا كانت ، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة ، فالمرأة شريكةٌ
له في نصفه ، بينما ربعها خالصًا لها وحدها .
فهلا
أنصفت المرأة الرّجل في هذا ؟ وهل فكرت كم سيبقى للرجل من نصفه !!
أما
تعدد الزوجات فهذا مما يدعم شوكة المسلمين ، إذا ما تمّ تربية الأولاد تربيةً طيبة
،وقد ألزم الله الرّجل بالعدل بين زوجاته ، وفي كل شيء ،و إذا ما كان ثمّة عيوبٍ
أو خللٍ فيرجع للرّجل بسبب إهماله للزوجة الثانية، وعدم توفّر العدالة الشرعية
التي اشترطها الله على الرّجل ،كما أنّ
المرأة لها دورٌ كبيرٌ في السّلبيات أيضا ،والله جلّ جلاله قد نصح الرجل بالاكتفاء
بزوجةٍ واحدةٍ في حالة عدم قدرته على إقامة العدل بينهن .
المشكلة
إذن في الأشخاص والمجتمع، وليست في الشرّع والتّشريع الإسلامي
فأغلب
الرجال تنقصهم القدرة على تحقيق العدالة بين الزوجات والأولاد ، فعندما أجازه
الشرع أجازه لتقوية شوكة المسلمين ولا يقدم العاقل عليه إلا مع المكنة الشرعية
طوتحقيق شروطها وإلا كان معضلة أخرى لا تأتي بالخير .
0 comments:
إرسال تعليق