• اخر الاخبار

    الاثنين، 15 نوفمبر 2021

    الدكتورة رسالة الحسن تكتب عن : التعليم في العراق إلى أين...؟

     

     

     

     


    ينشغل العالم اليوم بكيفية تطوير برامج التنمية المستدامة وكيفية إيجاد السبل الكفيلة بتنفيذ اهدافها، والتعليم الجيد هو احد أهدافها فتضع الخطط والبرامج للنهوض بمستوى التعليم في العالم والسعي لتوفير فرصة التعليم لكل إنسان كحق من حقوقه وكذلك الاهتمام بالمناهج التعليمية التي من شأنها رفع المستوى التعليمي للأنسان في ظل العولمة والتقدم التكنلوجي بل راحت بعض الدول لأبعد من ذلك وهي احتضان النوابغ من الطلبة من خلال دورات تدريبيه مجانا أو منحهم منح دراسية على نفقة الدولة  وتجهيز المدارس بأحدث الأجهزة العلمية والمختبرية وأجهزة الحاسوب لتطوير قابلية الطلبة وتحفيزهم على النجاح والتفوق والكثير من عوامل التحفيز من أجل التعليم وانجاحه، 

    فأين نحن من ذلك ...؟

    واقع تعليمي مزري كابسط مايمكننا وصفه به يفتقر لابسط مقومات النجاح ، الدوام في المدارس مزدوج لثلاث مدارس في نفس البناية ، يحتوي كل صف أو فصل حسب التسمية المرادة من ٩٠ تلميذ احيانا ، عدم توفر مقاعد لجلوس الطلبة حيث يفترش التلاميذ الأرض،  وأن وجدت فكل اربع طلاب في رحلة أو مقعد كل هذا الزخم في ظل انتشار وباء كورونا نعم والادهى والأمر أنه بالإضافة لكل هذة السلبيات تضاف معضلة أخرى وهي عدم تجهيز المدارس من قبل وزارة التربية بالمناهج الدراسية وقد مضى أكثر من شهرين على ابتداء العام الجديد ولم يحصل الطلبة على الكتب لحد الان ، والمطلوب من الطلبة شراء الكتب والقرطاسية على حسابهم الخاص بدلا من أن تقوم وزارة التربية بواجبها في تجهيز مخازن المديريات التابعة لها بالمناهج الدراسيه قبل بدأ العام الدراسي ، وهذا لم يحدث للأسف الشديد بل بكل بساطه وضعت الوزارة ثقلا آخر على عاتق الاهل وهو شراء المناهج لاولادهم، هنا نتسأل ماهو دور وزير التربية .. ؟ وهل منصبه مجرد منصب تشريفي ام أنه صاحب قرار ..؟ وهل يعلم بأنه يساهم في عملية افشال التعليم في العراق وعدم مواكبته لركب الدول في النهوض بالواقع التعليمي حسب أهداف التنمية المستدامة وبان العراق سيبقى متخلفا وتزداد نسبة الأمية فيه لكون أغلب العوائل هم تحت مستوى خط الفقر ولن يتمكنوا من توفير المناهج لابناءهم والتي هي ليست من واجبهم بل هي من عمل الوزارة.

    استوقفتني قصة عن المهارة والعبقرية في العمل ، فعندما يوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ويكون هذا الإنسان عاشق لعمله مطورا له لن نجد في قاموسه شي اسمه مستحيل ، القصة باختصار شديد عن عبقرية الدكتور النيجيري اولوينكا اولوتوري الذي قام بعملية لجنين بعمر خمسة أشهر بعد اخراجه من رحم أمه بتدخل جراحي لمحاولة انقاذه بعد اكتشاف إصابة الجنين بورم خطير ومن ثم قام بإعادة الجنين إلى بطن أمه،  وبعد إكمال فترة الحمل أنجبت آلام طفلة جميلة متعافية تماما،  الدكتور النيجيري مثال لمن يستحق أن يحمل لقب طبيب فمهنة الطب مهنة إنسانية تتعلق بحياة الإنسان واي خطأ يؤدي إلى الوفاة لذا فعليه عدم الاستهتار بأرواح البشر ، فعندما تشترى الشهادة بالاموال فقل على العلم السلام ، فهذا دمار لبلد باكمله،  عباقرة مشروع علماء ناجح منذ الطفولة لما يمتلكوه من قوة ذكاء تنبئ لهم كل من تعامل معهم بذلك ،وكانوا الأوائل على زملاءهم هؤلاء ثروة الوطن الحقيقية وصمام الأمان له ، أيعقل أن يتساوى مع أناس فاشلين دراسيا منذ الطفوله ولايغادروا الصف إلى بعد سنتين من شدة غباءهم وفشلهم في الدراسة،ولكن لكون حالة ذويهم الماديه جيدة وضعوا لهم مدرسين خصوصين وعملوا المستحيل من محسوبية ومنسوبيه لكي ينجح ابناءهم بمعدل متوسط وبعدها يتم التقديم لهم خارج البلاد لدراسة الطب ...!! نعم ليتفاخروا بهم ولم يعملوا حساب لارواح البشر وأن ابنهم سيكون مشروع طبيب فاشل .

    فهل يعقل أن يرفض من اجتهد وواضبط من أجل الحصول على معدل عال يؤهله للدخول إلى كلية الطب والتي هي حلمه منذ الطفوله وبذل قصارى جهوده ليقبل فيها فيرفض كون معدله ٩٥ % ويقبل في كلية أقل تخصص في حين من قضى مراحل دراسته يتسكع في كل مرحله سنتين وينتهي به المطاف للحصول على معدل ٧٠% يتم قبوله في كلية الطب الاهليه خارج البلاد وعلى نفقته الخاصه ويعود بعد سنوات يحمل شهادة طبيب !!؟ وتعهد له أرواح الناس ..؟ شتان بين الاثنان..هذا مايجعل القلب ينزف قيحا ، فعليه يجب أن تكون هنالك ضوابط صارمه لمن يتم قبوله في هذه المهنه الإنسانية

    ولا يسمح لمن حصل على شهادته بدون معدل يؤهله لذلك وتخرج من كلية أهلية قبل أن يتم اختباره للتاكد من قدراته للسماح له بمزاولة مهنته التي تمس حياة الإنسان.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتورة رسالة الحسن تكتب عن : التعليم في العراق إلى أين...؟ Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top