( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين)
نصيحة غالية من نبي الله يعقوب عليه السلام ،، ليست
لأبناءه فقط ، إنما إلى أتباعه والمؤمنيين به في كل زمان ،، تحمل إلينا جميعا"
منهج حياة ،، ليتنا نقف علي مراميها ،، فرغم أن الأخ هو العضد والسند ؛ إلا أن
معظم النفوس من طبيعتها التقلب ، بإستثناء النفوس التقية المطمئنة ،، كما أن الحقد
والحسد مرضان دفينان أصيبت بهما النفوس
البشرية ، إلا ما رحم ربي ،، نسأل الله الوقاية من شرورهما .
فسبحان الله - النصيحة هنا للإبن ، الا يقصص رؤياه علي
إخوته ،، والناصح هنا نبي ، والنصيحة مقدمة الى نبي ،، والذين تم التحذير من شر
حسدهم هم أولاد نبي ،، وإخوة نبي ؛؛ فما بالنا نحن أصحاب الإيمان الضعيف ،، وبمن
يحاكي الأغراب ويسهب معهم في كل صغيرة وكبيرة ، من منا لايبوح بأسراره ويفضفض
للقريب والغريب والصديق ،، ومن منا يمسك
لسانه ويحتفظ لنفسه ولو بجزء مما يعاني
ويتألم منه وربما بآماله وتطلعاته وإنجازاته ..
درس عملي وواقعي حذر منه نبي الله يعقوب عليه السلام ،،
وتحقق على أرض الواقع ،، رغم أن الأمور تسير بمقادير الله ،، ولا مفر منها ،، إلا
أن رؤى الأنبياء حق،، ونظرتهم للمستقبل لا يمكن أن تكون جزافا ولا عبثا ..
الشاهد من القصة ،، الا تحكي كل آمالك ولاتتحاكى بألامك
،، فإن أصابتك نعمة فأشكر الله وإن أصابك مكروه فاصبر والجأ إلى الله ،، لأنك
عندما تحكي أمورك للأخرين ، فلابد وأن تتحرك مشاعرهم ؛ إما بالحقد وإما بالبغض
والحسد .
وعلى الرغم من أن الحسد موجود والعين حق ... لكن : لا
ينبغي على الإنسان ان تتملكه الأوهام والظنون في الناس، فلا يجوز للشخص أن يسيء
الظن بإخوانه ويتهمهم بأنهم حسدوه لمجرد مصادفة أحداث قد تقع، وقد لا يكون لها
علاقة بمن يظن فيهم . وعلينا جميعا أن نسلك الطرق الشرعية التي أمرنا بها ديننا
الحنيف ؛وحثنا عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. وهو قراءة المعوذتين،
وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقراءة القرآن والذكر بصفة عامة، و بالتعوذات
النبوية، مثل ترديد "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "، مع
الإكثار من الدعاء لله عز وجل أن يصرف عنا السوء والعين والحسد ..
وعلى أهل الحسد والحقد والغل أن يكفوا أذاهم وسمومهم عن
خلق الله .. فلا فائدة من حسدهم إلا سواد القلوب وغل الصدور ولن ينالوا إلا ما
كتبه الله لهم .
حفظنا الله وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وحسد
الحاسدين وحقد الحاقدين
0 comments:
إرسال تعليق