في رحلة
البحث عن إجابة سؤال "من هو سيد قطب؟" بمناسبة ذكرى إعدامه في 29/8/1966
نجد أن كتابات سيد قطب اﻹسلامية تأثرت تأثرا واضحا يصل إلى حد التطابق واﻹقتباس
بكتابات الهنديين أبي اﻷعلى المودوي وأبي الحسن الندوي .
إلا أن
قراءة سريعة في كتاب "مذكرات سائح في الشرق العربي" لأبي الحسن الندوي
تكشف لنا عن مفاجأة من العيار الثقيل إذ ينقل لنا الشيخ اعتراف سيد قطب له بأنه
ألحد لفترة طويلة وأن العقاد هو من أنقذه من اﻹلحاد .
يقول «الندوي»
في فقرة مُعنونة بـ«نقطة التحول في حياة سيد قطب»، إنه التقى سيد قطب في 23 فبراير
1951، وتحدثا عن العقاد، ورفضه للشيوعية، وكيف أنه تأثر بكتاباته، ويعتبر نفسه أحد
تلاميذه. وفي فقرة أخرى بعنوان «الأستاذ يذكر تطورات حياته»، يقول: «ذكر الأستاذ
مراحل حياته، وكيف وصل إلى العقيدة الإسلامية أو الإيمان بالإسلام من جديد، وذكر
كيف نشأ على تقاليد الإسلام في الريف، وفي بيته، ثم انتقل إلى القاهرة، فانقطعت كل
صلة بينه وبين نشأته الأولى، وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية،
ومر بمرحلة من الارتياب في الحقائق الدينية إلى أقصى حدود، ثم أقبل على مطالعة
القرآن لدواع أدبية، ثم أثر فيه القرآن وتدرج به إلى الإيمان، وكيف أثرت فيه كتب
السيرة، ونصح أخواته بالاعتناء بدراسة القرآن وكتب السيرة».
ً
هذا
الكلام أكده الكاتب سليمان فياض، الذي كان أحد المعجبين بسيد قطب في بداية حياته،
واعتبره كاتبه المفضل، والتقاه أكثر من مرة. «فياض» قال إن «قطب ألحد 11 عاماً،
وتخلص من الإلحاد حينما كتب كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام".
يحكي «فياض»
في مقال كتبه بمجلة الهلال في سبتمبر عام 1986، تحت عنوان «سيد قطب بين النقد
الأدبي وجاهلية القرن العشرين»: «تذكرت يوما سمعت فيه عن محاضرة في قاعة على مبارك
بكلية الآداب جامعة القاهرة، فذهبت لأسمعه يتحدث خطيباً لأول مرة، ورأيت ذلك
النحيل البدن، الشارد العينين، الذي يؤثر القول بالقلم، عن القلم باللسان، خطيباً
مفوهاً، داعياً إسلامياً حاضر الذهن، بالآيات والأحاديث ووقائع التاريخ، يحث
الحاضرين في القاعة عن طريق الإيمان، وعن عدم فصل الإسلام بين الدين والدنيا،
والمادة والروح، والمسجد والدولة. يروي من سيرة حياته (سمعت ذلك بأذني)، أنه ظل
ملحداً أحد عشر عاماً حتى أخذ يكتب كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام)، فإذ به
يعثر على الطريق إلى الله، ويخرج من حيرة الإلحاد إلى طمأنينة الإيمان».
*نقلا
عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق