أقولها لوجه الله خالصة إن سيد قطب هو "ينبوع التكفير فى العصر الحديث"، وإن كل ما تتعرض له الأمة فى العصر الحديث من الأعمال الإرهابية والأفعال العدوانية للجماعات التكفيرية مهما تعددت أسماؤها لهو نتاج مباشر لفكر سيد قطب فى تكفير المجتمعات الإسلامية.
لقد بلغ
سيد قطب في التكفير مبلغا لا يصل إليه إلا من غضب الله عليه ولعنه وأضله عن سواء
السبيل.
لقد وصل
ضلال سيد قطب لدرجة أنه لم يكن يصلي الجمعة ولا العيدين مع المسلمين ﻷنه كان يعدهم
من الكفار، ولا عجب في ذلك فالرجل الذي أساء للأنبياء والصحابة لابد أن ينتهي به
الحال إلى هذا الدرك من الضلال واﻹضلال .
يقول
على عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص في كتاب "التاريخ السرى لجماعة الإخوان
المسلمين": "كان المرحوم سيد قطب لا يصلى الجمعة، وقد علمت ذلك مصادفة
حين ذهبت إليه دون موعد، وكانت بيننا مناقشة ومشادة حامية وأردت أن أهدئ الموقف
وقلت له هيا إلى صلاة الجمعة، وقد فوجئت حين قال لى أنه يرى فقهياً أن صلاة الجمعة
تسقط إذا سقطت الخلافة وأنه لا جمعة إلا بخلافة، وكان هذا الرأى غريباً علىَّ،
ولكنى قبلت على اعتبار أنه أعلم منى" (ص74).
ويقول
فى فقرة أخرى: "وجاء وقت صلاة الجمعة، فقلت له: دعنا نقم ونصلى وكانت
المفاجأة أن علمت ولأول مرة أنه لا يصلى الجمعة، وقال: إنه يرى فقهياً أن صلاة
الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة، وكان هذا الرأى غريباً
علىَّ ولكنى قبلته لأنه فيما أحسب أعلم منى" (ص209).
والسؤال:
لماذا كان سيد قطب يرفض أداء صلاة الجمعة؟
الجواب
نجده في كتاب القيادي اﻹخواني الراحل اﻷستاذ فريد عبد الخالق "الإخوان
المسلمون في ميزان الحق" عندما قال عمن ينتهجون الفكر التكفيرى لسيد قطب:
"إن أصحاب هذا الفكر وإن تعددت جماعاتهم، يعتقدون بكفر المجتمعات الإسلامية
القائمة وجاهليتها جاهلية الكفار قبل أن يدخلوا في الإسلام في عهد الرسول، ورتبوا
الأحكام الشرعية بالنسبة لهم على هذا الأساس، وحددوا علاقاتهم مع أفراد هذه
المجتمعات طبقاً لذلك" (ص118).
إن رفض
سيد قطب أداء صلاة الجمعة جاء لأنه يعتبر نفسه فى مجتمع جاهلى كافر، وهو ما يعبر
عنه على عشماوى عندما يقول: "فإن بعد المسلمين بنفس القدر وإذ فرطوا فهم بذلك
قد استحقوا أن يقال عنهم أنهم ارتكنوا إلى الجاهلية هم أيضاً، وأنه لابد من إعادة
تصحيح عقيدتهم مرة أخرى، وقد رأينا حين قيل لنا هذا القول أن الناس ليسوا مسلمين
ويترتب على هذا الإحساس أمور كثيرة وخطيرة منها اعتبار الناس كفرة ويترتب على ذلك
ألا نأكل ذبيحتهم وألا نتزوج منهم وأن نعتزلهم وأن نستبيحهم .. وأن .. وأن .. الخ"
(ص68-69)
لقد
ارتدت اﻷمة بالفعل مئات السنين إلى الخلف وضاعت وتاهت واستنزفت طاقاتها وأهدرت
ثرواتها بفعل فكر هذا الشقي الهالك الذي يحلو ﻷتباعه وصفه بالشهيد، يقول على
عشماوى: "هذا الفكر كان الأم المخزية لجماعات كثيرة انتهجت هذا النهج وصارت
عليه، بل زادت انحرافاً عنه منها جماعة التكفير والهجرة وبعض الجماعات الأخرى حتى
أن تنظيم القاعدة يعتبر فكر سيد قطب نبراساً له ودليلاً يهتدون به فى وضع خططهم"
(ص69).
إننا
يجب أن نعترف بأن فى مجتمعنا الكثير من البُعد عن الشريعة الإسلامية، وأن هناك
مفاسد بل وكبائر تجتاح المجتمع، لكن كما قال على عشماوى: "فلقد كانت مثل تلك
السلبيات موجودة، ولكنها لم توجب تكفير المجتمع، ولا تكفير الحاكم أو الخروج عليه"
(ص30).
*ملحوظة
هامة: صلاة الجمعة معطلة عند الشيعة الروافض منذ مئات السنين لغياب الإمام
المعصوم، وخطبة الجمعة في إيران بعد عودة الخميني سياسية وليست دينية.
نقلا عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق