ما
نشاهده الآن على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فهو بعيد عن هذه الضوابط
الشرعية، ويعمل على نشر الفساد في الأرض، وإثارة الفتن والقلاقل بين الناس، بنشر
الإشاعات والأكاذيب والافتراءات. وللأسف الشديد هناك من رواد ومستخدمي ومتابعي
مواقع التواصل الاجتماعي من يفعل الشر عالماً به، وعامداً له،
يجب أن يلتزم بها مستخدمو مواقع التواصل
الاجتماعي، أولها الابتعاد عن الكذب والافتراء ونشر الإشاعات والأكاذيب
والافتراءات
«نعيش
الآن في عصر غريب عجيب، فقد بعض الناس فيه المعيار والمقياس الذي يقاس به الحق
ويقاس به الباطل، والذي ينكر به المنكر، ويرد به الخطأ، وخيمت علينا حالة من
التيه، وذلك في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ما يبدو مواقع
هدم ونشر الرذيلة والآراء المنحرفة، وكل ذلك تحت ستار «حرية الرأي»، وكأنها حرية
مطلقة من دون ضوابط أو قيود، وهي رؤية سلبية ومرفوضة ترى أن الحرية هي التحرر من
القيود والضوابط جميعها، بحيث يستطيع أن الإنسان أن يفعل أو يقول أو يكتب ما يشاء
وكل ما يريد، وهو الأمر الذي يحول الاجتماع البشرى إلى حالة من الشتات والضياع،
حيث إن بتطبيق المفهوم السلبي للحرية تعم الفوضى، ويتشتت الناس، ويفسد الأمر».
أن
الرؤية الإيجابية والمفهوم الصحيح للحرية يرى أنها تعني استقلال الإرادة في
التعبير بما يتلاءم مع الاجتماع البشري، والالتزام بالضوابط التي يتفق عليها جماعة
البشر، كالضوابط الدينية والأخلاقية والعرفية التي يتصالح عليها المجتمع، والحرية
بهذا المنظور توجه على أنها الوجه الآخر من المسؤولية، فقبل أن يعلم الإنسان أنه
يتمتع بالحرية يعلم أنه مسؤول عنها وتلك الاختيارات والأقوال والأفعال أمام
المجتمع البشري الذي يعيش فيه. سلوكيات مرفوضة أعربت الباحثة والكاتبة
الإسلامية،
أن
الأمة التي تخلو من حرية التعبير المضبوطة تنتشر فيها الفوضى والمفاسد، مشيرة إلى
أن الإسلام حقق للإنسان حرية الرأي والتعبير، وجعلها أمراً واجباً على الناس، ولكن
بضوابط وشروط، أما ما نشاهده الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو بعيد كل البعد
عن هذه الضوابط، ويعمل على نشر الفساد في الأرض، وإثارة الفتن بين الناس بنشر
الإشاعات والأكاذيب والأباطيل والافتراءات.
كما
نعلم فان خطاب الكراهية هو حديث مشحون بالضغينة والنفور اتجاه مكون او اكثر من مكونات
المجتمع ، وهو يكرس نظرة استعلائية او اقصائية لهذا المكون الاجتماعي فردي او
جماعي ، وفي كثير من الاحيان فان خطاب الكراهية يعتمد على التلاعب بالحقائق
وتزييفها والتضليل الاعلامي ضد هذه الفئة فهناك كراهية اجتماعية وسياسية ودينية
وذلك حسب الزمان والمكان والاسلوب وليس هناك حدود معينة لخطاب الكراهية ولا ضوابط
تضبط ايقاعه .
وهناك دول كبرى توجه خطاب الكراهية لدول ضعيفة
من خلال تضخيم المتناقضات الاجتماعية او السياسية او الدينية تمهيداً لخلق الازمات
واثارة الفتن والتعصب القبلي كل ذلك لتدمير الاوطان لغاية في انفسهم ، كذلك اثارة
معارك جانبية مفتعلة دون ان يكلف مفتعلي ذلك اية تكاليف فهو استثمار قبيح لزرع
الفرقة والانقسام وتشجيع العداء بين شرائح المجتمع وبين الشخصيات السياسية
والاجتماعية ، خاصة ان الوان الطيف الاجتماعي تشكل النسيج الوطني في كل بلد ولا
يستجيب لهذا الخطاب الا كل ضعيف وتوفر نزعة العنف لديه والانفصال على قيم التسامح
والتجانس والوحدة الوطنية في الوطن الواحد
أن
السكوت على هذه الممارسات الممنهجة والتهاون بحق مروجي الفتن ومثيري الفوضى دون
انزال العقوبات الرادعة والمغلظة بحقهم، غير مقبول، ولا يجوز السماح بأن تصبح
الممارسات ظاهرة في مجتمعنا وواقعا مقبولا لأن سيادة القانون فوق كل اعتبار.
في
العالم الحديث لا مكان للدول التي تعتمد على وهم النقاء الديني والعرقي لأن
المجتمعات الحديثة كلها مبنية على التعددية الثقافية والاجتماعية والدينية ويجمع
بين كافة مواطنيها ميثاق واحد وهو المواطنة والحقوق المتساوية ضمن دولة دستورية
حديثة. لا مجال للاستمرار في خداع أنفسنا ووضع اللوم على إسرائيل والولايات
المتحدة والأنظمة المختلفة بدون أن نمتلك الشجاعة في نقل مجتمعاتنا من مرحلة
الانقسامات والتناقضات إلى مرحلة المواطنة متساوية الحقوق وكلما تأخر الوقت زادت
الصعوبة.
ولإزالة
أثار العنف ومسبباته يجب إشاعة مفاهيم التسامح والحب وإحلال مبادئ العدالة
والمساواة في المجتمع وفسح المجال لعلماء الاجتماع للنهوض بمهمة التوعية ووضع
برامج خاصة لاستئصالها من وجدان المجتمع ونشر مفاهيم التسامح والمحبة ومن مظاهر
تماهي الإنسان المقهور بسلطة الاستبداد اختلال أنماط السلوك الاجتماعي السلوك
المتوارث لاذعان والخنوع في المجتمع.
ومن
مسببات العنف ونتائجه على أفراد المجتمع تراكم الحقد والكراهية في الذات والتي
تمارسه السلطة المستبدة العنف المفرط ضد السكان المسالمين غير القادرين على مواجهة
العنف بالعنف المضاد تحتقن ذاتهم بالحقد والكراهية بانتظار الفسحة الملائمة
لتفريغها على شكل عنف مضاد للقصاص من رموز سلطة الاستبداد.
وأيضاً
السلوك العدواني فحين تغرس الأعراض السلبية في كينونة الإنسان المقهور يصبح سهل الانقياد
من قبل مجموعات الشر ويجري توظيف عدوانيته في محاربة أصحاب النسب الرفيع والمرتبة
الاجتماعية المرموقة والمستوى العلمي المشهود لتحقيق نوع من التوازن النفسي
والإقناع الكاذب للذات بأنها لا تقل شأناً عن مستوى النخبة في المجتمع.
لقد
أيقن العالم أجمع ووقر في عقيدته بأن آفة الفساد على اختلاف مظاهرها تُعد المعوَّق
الأكبر لكافة محاولات التقدم، والمقوَّض الرئيسي لكافة دعائم التنمية ، مما يجعل
آثار الفساد ومخاطرة أشد فتكاً وتأثيراً من أي خلل آخر ، فإنه لا يقتصر دوره
المخرب على بعض نواحي الحياة دون البعض الآخر ، بل يمتد إلى شتى نواحي الحياة
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وعلى
الصعيد الاجتماعي يؤدي الفساد إلي: انهيار النسيج الاجتماعي وإشاعة روح الكراهية
بين طبقات وفئات المجتمع نتيجة عدم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. التأثير
المباشر وغير المباشر لتداعيات الفساد الاقتصادية والسياسية على استقرار الاوضاع
الامنية والسلم الاجتماعي.
أن
المؤامـرة قائمـة طـوال الوقـت فـي عالـم النظـم السياسـية والعلاقـات الدوليـة،
بـل حـدث تحـول مـن المسـاحات الخفيـة إلـى المؤامـرات العلنيـة، الأمـر الـذي
يفـرض علـى دول الإقليـم امتلاك آليات محددة لمنع وقوع تلك المؤامرات أو تقليــص
خطرهــا علــى أمــن الــدول واســتقرار المجتمعــات وتماسـك الاقتصاديـات وتقويـة
الهويـات ، إلا أن الإيمان بمقولات ونتائـج تلـك النظريـة يغـري الحكومـات بـل
والنخـب للاستعانة بها بشكل مستمر
لقد
أصبحت الفتن ظاهرة ملازمة لمسيرة العرب في التاريخ، ولم نتعلم من تكرارها شيئا. وها
أن الفترة الانتقالية لما بعد ثورات وحراكات الربيع العربي المبهرة الساطعة في
سماء العالم تبتلى بكثير منها، بل لم تبق فتنة في قاموس الفتن إلا وتم إشعالها. لقد
استعمل حطب التاريخ والجغرافيا والعرق والدين والمذهب والجنس لإشعال فتن لم تخطر
قط على البال السوى.
لا بد
من تأهيل المشايخ الذين يخرجون على القنوات الإعلامية للحديث عن الإسلام، وأن
الموضوع ليس بالقوانين وإنما الأزمة في تطبيق القوانين ومعالجة المواد بشكل
صحيح
شير
مفهوم الانتماء إلى الانتساب لكيان ما يكون الفرد متوحداً معه مندمجاً فيه ،
باعتباره عضواً مقبولاً وله شرف الانتساب إليه ، ويشعر بالأمان فيه ، وقد يكون هذا
الكيان جماعة ، طبقة ، وطن ، وهذا يعني تداخل الولاء مع الانتماء والذي يعبر الفرد
من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه .
*كاتب
المقال
دكتور
القانون العام
عضو
المجلس الأعلى لحقوق الانسان
مدير
مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
مستشار
وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي
للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
مستشار
الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر
والصوفية
مستشار
تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات
نائب
رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي
لحقوق الانسان والتنمية
نائب
رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا
عضو
استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة
عضو
منظمة التجارة الأوروبية
عضو
لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان
محاضر
دولي في حقوق الانسان
0 comments:
إرسال تعليق