• اخر الاخبار

    الاثنين، 4 مارس 2019

    حسن بخيت يكتب عن : المعلم متهم .... مهما ثبتت براءته !!

    حسن بخيت يكتب عن : المعلم متهم .... مهما ثبتت براءته !!


    "ضعف منظومة التربية والتعليم جعلت المعلمين وسط الطلاب مجرد طراطير لأن مفيش بإيدك طريقة لتأديبهم رغم غلطهم الدائم فيك" ، وبعض الطلاب أصبح من النوع البلطجية واللي بيغيبوا كتير ، وإحنا بنعاني معاهم ولما نشتكي للمدير بيقول لي عدي يومك"، ولما نتعرض للتحقيق في النيابة او الشئون القانونية بسبب ضرب طالب ، بيكون المعلم مننا هو المدان والمتهم بحجة أنه هو التربوي والانسان والكبير ، وواجب عليه الا يهتم بما يصدره الطلاب من سلوكيات غير أخلاقية لأنهم عيال صغيرة ...
    بتلك الكلمات لخص المعلم "أشرف عطيه" ، 51 سنة، معلم خبير بالتبريد النظري بمدرسة الثانوية الصناعية بمنطقة أبيس الرابعة، المعتدي على الطالب فى الإسكندرية، حال منظومة التعليم الحالية التي دفعت أحد طلابه لإهانته وسبه بأمه مما اضطره لضربه ضربا مبرحا ، وظهر ذلك بمقطع فيديو تم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ظهر فيه المعلم وهو يعتدي على أحد تلاميذه، وينهال عليه بالضرب المبرح باستخدام عصا خشبية وسبه بألفاظ بذيئة والبصق على وجهه، بينما حاول التلميذ الفرار منه ما ترتب عليه إحالة مديرية التربية والتعليم المعلم للتحقيق واستبعاده من المدرسة لحين انتهاء التحقيقات.
    وبرر " عطيه" خطأه قائلا : الواقعة كانت في الحصة الأخيرة بعدما صادف جدوله 5 حصص في فصل أولى ثانوي، وأثناء كتابته على السبورة سمع الطالب يقول له "يا مستر" فالتفت إليه يستفسر منه عما يريد، فرد عليه الطالب بكلمة خادشة للحياء تحمل تعبيرًا جنسيًا ، ما أدى لسخرية الطلاب منه.
    وأضاف عطية، لم أجد ردًا مناسبًا سوى أني أوضح له أمام زملاءه أنه لم يجد من يربيه وأنه تربية تحمل فيما معناها أنها تربية قذرة، فاستخدم الطالب ذات التعبير لسب والدتي، وهى متوفية منذ 3 سنوات: "مشوفتش قدامي ومحستش بنفسي إلا وأنا بضربه لأني رجل صعيدي"، وقام أحد الطلاب بتصوير الواقعة وشاركها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" .
    إنتهى سرد الواقعة ، لكن لن ينتهي تكرارها ، فالواقعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ..
    السؤال الذى يطرح نفسه
    هل مازالت الأبيات الشعرية التي سطرها أمير الشعراء أحمد شوقي والتي قال فيها: قم للمعلم وفه التبجيلا - كاد المعلم أن يكون رسولا" تجد صدى لدى الغالبية من الطلاب في كافة المراحل التعليمية هذه الأيام؟!
    المعلمون يؤكدون ان الصورة اختلفت تماما حيث ضاعت هيبة المعلم المعهودة ، فأصبح المعلم يهان ويعتدى عليه مما أفقده الكثير من هيبته، وباتت مواجهة المعلم للطلاب أو الاحتكاك بهم أمرا مرعبا، لأن المعلم سيعرض نفسه للخطر في جميع الحالات سواء كان صديقا للطلاب أو بعيدا عنهم .
    فمنذ عشرات السنين ونحن نساهم في إهانة المعلم بطريقة مباشرة كانت أو غير مباشرة ، حتى وصل المعلم الى الدرك الاسفل من الاحترام وبالتالي جعلنا منه موظفا فقيرا ، ذليلا، متهما بجرائم الضرب والعنف ضد الطلاب، بعد ان كان صاحب رسالة ، قائدا ومرجعا وقدوة ،و بات الجميع يلعن المعلم ويحمله مسؤولية كل خلل في الأنظومة التعليمية ، ويلقون باللوم عليه ويدعمون تشويه وضعه الاجتماعي والمجتمعي بأقاويل وقصص كاذبة ، ويحاولون ايقاعه بمكائد لأسباب واهيه حتى اصبحت أماكن التحقيق من نيابة إدارية ونيابة عامة وشئون قانونية مؤئلا للمعلم بعد غرفة صفه بسبب عمليات التبلي الكاذبة التى بات الطلاب وأولياء أمورهم يتعمدوها بسبب قيام المعلم بتوبيخ طالب ما لتصرف او سوء سلوك داخل الصف او بسبب تراجعه على المستوى العلمي ، وللأسف وضعنا كل اسباب فشل طلابنا وتلاميذنا على عاتق المعلم وبرأنا انفسنا كأولياء امور من كل ذنب فكنا نحن الملائكة الأطهار وبات المعلم هو الشيطان الرجيم.
    تساؤلاتي المعتادة والتى أطرحها في معظم كتاباتي ، والتى يتجاهلها المسئولون دائما ،، لكن لن نيأس ولن نمل، لعل وعسى ....
    لماذا يتفنن الجميع في إهانة المعلم واذلاله عملا وقولا؟
    من المسئول عن تلك الحالة المزرية التي وصل اليها المعلم ؟
    أين الآليات الواضحة لمعاقبة الطلاب ؟ والتى ساهم عدم وجودها في ضياع هيبة المعلمين .
    كيف تحظر وزارة التربية والتعليم معاقبة الطلاب أو توبيخهم ، أو ضربهم لحماية حقوقهم في الحفاظ على كرامتهم وتجنب تعرضهم للايذاء البدني أو النفسي دون وضع معايير وآليات واضحة تكفل حماية حقوق وهيبة المعلمين ،وحالته النفسية أيضا ؟
    أين دور ومهمة ادارات المدارس والتى تتقاعس في اتخاذ الاجراءات التأديبية والعقابية ضد الطلاب الذين يسيئون التعامل مع المعلمين؟ .. حيث أن اجراءات الفصل او النقل من المدرسة عند ارتكاب الطالب خطأ جسيما في حق معلمه تستغرق فترة طويلة .
    لماذا تم تقليص وتجريد المعلم من كافة صلاحياته في المدارس من ضرب أو توبيخ ،أو حتى نقص للدرجات ،مما أدى ذلك الى ضياع هيبته أمام الطلاب.
    لماذا لا تقرر وزارة التربية والتعليم مادة الأخلاق والسلوكيات ، وإعتبارها مادة أساسية ، ولاينتقل الطالب الى الصفوف الأخري الا بالنجاح فيها ؟
    لماذا لا يرى المعلم من وزارته -أدام الله ظلها - سوى الإتهام والشك والريب قبل البراءة وحسن الظن ؟
    لماذا لا يتم تطبيق المعايير السلوكية بشكل فعال في المدارس؟ .... وقد سلبت جميع الصلاحيات من المعلم فأصبح المعلم مكبل الايادي في تعامله مع الطالب فلا يوجد عقاب او رادع لتصرفات وسلوكيات الطلاب غير اللائقة كما ان عدم وجود سياسة واضحة مثل عدم الايذاء سواء بالكلام او الايدي ،فعلى ماذا يستند المعلم وهو مكبل الايدي؟ وأصبح دوره الأساسي تضبيط الأوراق وإنهاء الملفات والسيطرة على الطلاب داخل الصف وتسكين الحصص .
    وأختم بمقولة لمعلم صديقي ، حيث يقول كل صباح " اللهم اجعل هذا اليوم يمر على خير" خوفا من اساءة طلابه - فإلى هذه الدرجة وصل حال المعلمين في المدارس، فأصبح المعلم يخاف من الذهاب الى المدرسة ، ويفرح لأيام العطلات والأجازات ، ويردد دائما مقولته المشهورة " متى تأتي الأجازة ؟!
    نلتقي في المقال القادم ان شاء الله تعالى .." لماذا يكره الطالب والمعلم المدرسة ؟
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : المعلم متهم .... مهما ثبتت براءته !! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top