في 29/8/1966 تم إعدام سيد قطب في عهد الزعيم
الراحل جمال عبد الناصر، رحمه الله تعالى رحمةً واسعة ، فمن هو سيد قطب ?
هذه
محاولة متواضعة مني لكشف جوانب من شخصية سيد قطب قد تكون مجهولة بالنسبة لكثيرين
من المعجبين به وبفكره .
وأبدأ
بهذا المقال الذي كتبه سيد قطب ونشره في جريدة اﻷهرام المصرية في 10/7/1938 ، أي
منذ ثلاثة وثمانين عاما، وقبل ثمانية
وعشرين عاما من إعدامه بتهمة التطرف واﻹرهاب .
وفي هذا
المقال يدعو سيد قطب إلى العُري الكامل والتعري على الشواطئ المصرية !
لا تستغرب يا صديقي ، فقد كان سيد قطب متطرفا في
كل فكرة يعتنقها ، فالمسألة ليست كما يحلو للبعض تصويرها على أنها رحلة تحول من
الضلال إلى الحق؛ ولكنها في حقيقة اﻷمر رحلة
تحول من مغالاة في التفريط إلى مغالاة في التطرف، فالسمة الغالبة على فكر
سيد قطب طوال حياته هي غياب الوسطية والاعتدال.
وإليكم
نص المقال الذي كتبه سيد قطب تحت عنوان:
"خواطر
المصيف، الشواطئ الميتة"
إن
الذين يتصورون العرى على الشاطئ فى صورته البشعة الحيوانية المختلفة واهمين، وهم
لم يذهبوا إلى الشاطئ، ولكن قرروا أو رأوا الصور منشورة فى الصحف، أو ذهبوا وفى
نيتهم أن ينتقدوا، فعاشوا فى الصورة الخيالية المشوهة فى أذهانهم، ولم يعيشوا على
الشاطئ والأمواج.
ليس فى
الجسم العارى على "البلاج" فتنة لمن يشاهده ويراه فى متناول عينه كل
لحظة، وفتن الأجسام هناك وهى المنتشرة فى "البرنس أو الفستان"، أما (المايوه)
فهو لا يجذب ولا يثير، وإن أثار شيئا فهو الإعجاب الفنى البعيد بقدر ما يستطاع عن
النظرة المخوفة المرهوبة!
لقد كنت
احسبنى وحدى فى هذه الخلة، ولكنى صادفت الكثيرين، ممن لم يوهبوا طبيعة فنية، ولا
موهبة شعرية فلاحظت أن "الأجسام" تمر بهم عارية فلا تثير كثيرا من
انتباههم، بينما تتسع الحدقات وتتلفت الأعناق إذا خطرت فتاة مستترة تخفى الكثير
وتظهر القليل، وحدثتهم فى ذلك فصدقوا رأيي. فالذين يدعون إلى إطالة "لباس"
البحر وإلى ستر الأجسام بالبرنس، إنما يدعون فى الواقع إلى إثارة الفتنة النائمة
وإيقاظ الشهوات الهادئة، وهم يحسبون أنهم مصلحون.
إن صورة
واحدة عارية مما ينشر فى الصحف أفتن من شاطئ كامل يموج بالعاريات، لأن الصورة
المصغرة تثير الخيال الذى يأخذ فى تكبيرها والتطلع إلى ما ورائها من حقيقة، وهذا
هو الخطر، أما الجسم العاري فواضح مكشوف، وصعب على الكثيرين تصديق هذه الحقيقة،
أما الذين ذهبوا إلى الشاطئ وهم مجردون من الرأي السابق فيها ومن التحفز لمرائيها،
فيعلمون فى ذات أنفسهم صدق ما أقول.
أطلقوا
الشواطئ عارية لاعبة، أيها المصلحون الغيورون على الأخلاق، فذلك خير ضمان لتهدئة
الشهوات الجامحة، وخير ضمان للأخلاق.
*نقلا
عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق