التّعريفُ الإصطلاحي للمسمّى هي شبكاتٌ تتيحُ للإنسان التّواصل مع العالم من خلال بيئةٍ افتراضيةٍ معينة ، فهي وسيلةٌ مجانية ، ومتوفرة على مدار السّاعة ، مما يُسهّل عملية التعامل معها ، وهناك أكثر من 22 شبكةٍ عالميةٍ مشهورةٍ عدا الشبكات الجديدة والمستحدثة .
وقد أحدثت التكنولوجيا هذه ثورةً ضخمةً كبيرة ، وتغيراتٍ
في حياة الفرد والمجتمع ، ترجعُ عليه بالإيجاب أو السّلب أو بهما معا ، فقد وفّرت
هذه الشبكات سهولةً في التواصل مع العالم ، ولا يمكن إنكار الفوائد الضخمة التي
حققتها هذه الشبكات للفرد والمجتمع على المجال العلمي ، والتعليمي والثقافي ،
والفني والأدبي، والطبي والترفيهي ، والتجاري والإجتماعي لقضايا الإنسان ، ومدى ما
حققته من التواصل بين مجتمعات العالم بمختلفٍ توجهاتها ، وقد واصلت هذه الشبكات
أقصى درجات التطور لتحقيق التواصل صوتًا وصورةً وبالمجان للجميع ، ووفّرت كلفة
الإتصال ، وهذا كلّه يُعدُّ من إيجابيات هذا التّطور العلمي التكنلوجي، فهي تخدم
كافة أطياف وأفراد المجتمع التاجر، والسياسي، والطالب، و الباحث، والأديب،
والطبيب، ومن لديه هواية التعارف، وكذلك القراصنة فهي لا تميّز ضمائر الناس وهذا
وضعٌ طبيعيٌ لها .
إلاّ أنّ مع هذه الإيجابيات هنالك سلبياتٌ كثيرة وأضرار
صحيّة وأخلاقية ونفسية لمن يُسيء استخدام هذه التكنولوجيا من سن سنتين فما فوق
ولحسن الإستخدام علينا ملاحظة الآتي :
1. تحديدُ وقتٍ زمني لها بحيث لا تزيد عن ساعتين للهاوي
أو ثلاث ساعاتٍ متفرقةٍ وليست متزامنة لضرورةٍ كالتعليم أو إدارة موقعٍ ينفع
المجتمع، مع ملاحظة الأضرار الصّحية أيضًا وتجنّب كافة الدردشات الجانبية إلّا
فيما يخصّ إدارة الأعمال والمصالح النافعة المشتركة بين المتحدثين .
2. الإختيار السّليم والأمثل للمواقع والبرامج التي
نتعاملُ معها، ولنوعية الأصدقاء وأخلاقياتهم ،والحذر ممن يدخلون كأصدقاء ورؤاهم
غير نزيهة .
3. ليكن دخول الإنسان إليها مكسبًا لآخرته ولدنياه، وليس
حطبًا مشتعلا يحتطبه على ظهره لآخرته، فالبعض يعتقد بأنه طالما أنّ تعامله
افتراضيٌّ عبر الشبكات فهو مرفوعٌ عنه القلم ولا تسجل أخطاءه وهذا هو عين الخطأ
الفادح والجهل ، فالخطأ والمعاصي على الشبكات الافتراضية أكثر انتشارًا وفسادًا
وعلى المذنب فيه تحمّل كافة تبعات أفعاله أمام الله وأمام المجتمع من قولٍ وفعلٍ
وعلى السواء كان أخلاقيًا وانحرافًا أو مدعاةً للفتن والطائفية والمذهبية بين
المسلمين، والتي تولد البغضاء والتناحر والتنافر .
4. ملاحظة الأهل للأطفال بشتى مراحل العمر لهم لنوعية
البرامج التي يستخدمونها ،وتحديد المدة المسموحه لهم من قبل الأهل.
أما السّلبيات والأضرار الصّحية والنفسية الناجمة عن سوء
الإستخدام نلخصها في الآتي :
1. الإدمان : فلا
شكّ بأنّ هذه الشبكات الإفتراضية تسبب الإدمان الحقيقي عليها ، وإن سُميت إفتراضية
إلاّ أنّ من نتعامل معهم من الناس حقيقةً لا افتراضًا ولا خيالا .
2. خطر تعرّض
دماغ الإنسان للشحنات الكهرومغناطيسية
والتي تسببها الأجهزةُ التي تُستخدم لهذا التواصل كالكمبيوتر والهاتف والنت وغيرها
.. فهي تخترق الدماغ والجسم دون الشعور بها ومن أعراضها الأرق وعدم القدرة على
النوم ، والتوتر النفسي ، وتلف العصب التدريجي ، وإذا ما تطوّر الحال تُحدثُ نوبات
من الهزّات والنّفضات ، وقد يفسرها بعض الأطباء بالصّرع ، إلاّ أنها نوباتٌ تخلّص
الجسم من الشّحنات الكهرومغناطيسية .
3. هدرُ الوقت
إذا لم يكن في منفعةٍ علميةٍ، أوثقافيةٍ، أو صحّية، أو إصلاحٍ بين الناس.
4. إهمال الأسرة والأولاد بمنح الشبكات الوقت الذي هم
أولى به منها .
5. خطرُ الإبتزاز والنّصب والإحتيال وكثرة القرصنة
الفكرية، والأدبية، والعاطفية، والمادية، وصناعة المؤسسات الوهمية لأغراضٍ معينةٍ
تحقّق منفعةً لأصحابها.
7. إنتشار المحرمات والفساد الجنسي والأخلاقي والأفكار
المدسوسة .
8. حدوث التّفككُ الأسري، وحدوث المشاكل بين الزوجين
بسبب إدمان أحدهما على هذه الشبكات أو كلاهما مما يساهم في حدوث الشقاق بينهما،
والذي قد يصلُ إلى الطلاق أو الأنفصام .
9. إضاعة صلة الرّحم والتّواصل مع الأقرباء، بسبب
الإنشغال بتلك الشبكات الإفتراضية.
10. الإساءة لسمعة النّاس، والإطّلاع على خصوصياتهم من
قِبل اختراق صفحاتهم ، ولا يقتصر الأمر على هذا بل يتجاوزه الهاكر لصناعة
الفيديوات المركبة وغيرها .
فمتى سنستفيدُ من الأمور الإيجابية من هذه الشبكات
الإفتراضية بعلمٍ وتطورٍ ينفع الإنسان والمجتمع .
{ وَقُلِ
اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } التوبة (105)
0 comments:
إرسال تعليق