كثيرٌ من الناس أعجبهم ما يقوم به هذا الوزير، وهذا الوزير بكل المقاييس بعيد تماما عن الإنصاف، كما أنهم بكل تأكيد ليسوا على صلةٍ بالتعليم من أية جهة، وليس لهم أي أبناء يعانون ويلات هذا النظام الفاشل، وهذا ليس بالغريب؛ فالناس في بلادي أصبحوا لا ينظرون لشيء إلا لمصالحهم الشخصية؛ فما يحدث على أرض الواقع من معاناة لعامة الشعب لا يعنيني طالما أنه لا يمسني بسوء، وهذا رأيناه كثيرا وآخرها في موضوع الخبز.
ثلاثة أعوام مضت وكل من ينخرط في مسار
التعليم في مصر يعلم علم اليقين فشل هذا النظام، وهذا الرجل المغموس في مستنقع
الديكتاتورية لا ينصت لأي رأي، ولا يرى إلا أفكاره وآراءه وحسب، عانى الكثيرون ولا
يزالون في معاناة..
تحت شعار ضرورة التغيير في سير التعليم
وضرورة التطوير الذي كنا في حاجة إليه قام بابتداع نظام يؤكد أنه ليس على ذرة علم
بمستوى الطالب المصري.
ثلاثة أعوام هي عمر هذا الجيل الذي كان موضوع
التجربة التي باءت بالفشل في نظر كل عاقل إلا هذا الرجل الذي لا يسمع.
في البداية ظن المعلمون أن هذا النظام سيخلص
الطلاب من كمية الحفظ الذي كان مَنْ قبلهم يعانون منها.. لكن المسألة ليست كذلك،
وإنما هو نظام وُضِعَ خصيصا لتعقيد الطالب المصري!! فمن الذي يقول إنَّ على الطالب
أن يجتهد ويذاكر من كل مصادر التعلم ثم عليه أن يجيب عن الامتحانات من غير ما تدرب
عليه بحجة أنَّه يعودهم الفهم؟!! أي فَهمٍ هذا في أسئلة في منتهى السخافة ليس
وراءها طائل سوى تعقيد الطالب وتدمير نفسه وإحباطه؟!
مرت الأيام وضرب الوزير بكلام كل الناس عرض
الحائط وأصَرَّ وحده دون مشورة على رأيه.. ثم ها نحن نرى مصائب هذا الموقف الغريب..
فما بين انتحار وإغماء واحتجاجات وإحباط نفسي لدى متفوقي الثانوية العامة الذين
ذاقوا المرَّ أضعافا مضاعفة؛ حتى لأصبحنا نرى كل ساعة وأخرى من الطلبة مَنْ أصابهم
الذهول من درجاتهم غير المعقولة، وكذلك الحال بالنسبة لأولياء أمورهم الذين لا
يجدون ما ينفِّسُ عما في صدورهم من ضيق سوى أن يبتهلوا إلى الله بالدعاء على هذا
الرجل الذي دمَّر نفوسا كثيرة وسبب الإحباط الكبير لدى الطلبة وأضاع مستقبل
الأبناء، والمفاجأة أنه لا يزال في منصبه إلى الآن!!
إنَّ ما قام به هذا الوزير من تجربته
الفاشلة يستحق المساءلة القانونية ليس فقط؛ لأنه أهدر المال العام على ما لا فائدة
منه؛ بل لأنه أضاع الثقة في نفس الطالب المصري... فالطالب أصبح لا يعرف الصواب من
الخطأ في هذه الامتحانات العقيمة!!
لقد تصورتُ بعد هذه الفضيحة من الامتحانات
أنَّ هذا الوزير سيتغير ويأتي من يستشير غيره من الناس من أهل العلم ليعرف كيف يتم
التطوير الحقيقي المناسب للطالب والمجتمع المصري!! لكننا دائما نتمنى ولا ندرك كل
ما نتمناه، فقد كُتِبَ على بلادنا أن تشقى في مجال التعليم شقاء لا يرتقي بالعقول،
إنَّ ما أضاعنا أنَّنا أهملنا قيمة العلم الحقيقية ونظرنا وحسب إلى مجرد شكليات لا
تتناسب مع طبيعة العقول على أرض الواقع؛ فليس المطلوب لتطوير التعليم أن توجد شكلا
جديدا ذا منظر نتفاخر به أمام الدول وعلى أرض الواقع لا نملك العقول التي تناسب
هذا الشكل، إننا نريد أجيالا تعي قيمة العلم ومسئولين يعرفون جيدا قيمة هذه العقول
التي يقومون ببنائها، وقيمة هذه الأجيال التي نريد لها أن تؤثر في مستقبل هذه
الأمة..
ولا
يزال التساؤل مطروحا؛ فمتى نرى تغييرا حقيقيا في هذه الوزارة البائسة؟! متى نرى
وزيرا يستمع إلى آراء ذوي الخبرة وغير ذوي الخبرة؟! متى نرى وزيرا يحترم المعلم
ولا يهدر كرامته؟! ومتى نرى هذا الوزير الذي يهتم بالطالب اهتماما حقيقيا وليس
مجرد اهتمام عبثي على شكل جهاز متطور يحمله الطالب دون أدنى أهمية؟!!!
**أحبُّ
الاستماع إلى آرائكم قرائي الأعزاء على البريد الإلكتروني الخاص بي
وعلى صفحتي على الفيس بوك بنفس العنوان :
a_ha3im@yahoo.com
أصبت أستاذي الفاضل والله أنا متفقة مع حضرتك في كل ما تقول وأسأل الله أن يستجيب لدعاء الملايين في إقالة ما يقال عنه وزير التربية والتعليم
ردحذفآمين يارب العالمين .. شكرا جزيلا لحضرتك
حذففعلا كلامك صحيح هذا الوزير لابد من إقالته لأنه يجعل التعليم ينحدر تماما وفعلا الاجيال الجديده بقت لاتعى ما يدرس لهم
ردحذفشكرا جزيلا لحضرتك
حذفتسلم والله على الكلام السليم لابد ان يكون الشخص فى الموقف لكى يحس بالاخرين
ردحذفشكرا جزيلا لحضرتك
حذف