في
كتابه "كتب وشخصيات" استكمل سيد قطب ما بدأه في كتاب "العدالة
الإجتماعية في الإسلام" من وصلات سب وتجريح الصحابة بجهالة عمياء وسوء أدب
منقطع النظير، وكأنه يريد أن يصل في اﻹنحطاط إلى درجة أسفل السافلين ، وأراه قد
بلغ ما أراد .
وإليكم
بعض تقيؤات سيد قطب ضد الصحابة ، وأنقل من كتابه "كتب وشخصيات– دار الشروق– الطبعة
الثالثة 1983" .
يتهم
قطب الصحابيين الجليلين معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص بالكذب والغش والخداع
والنفاق، فيقول: "إن معاوية وزميله عَمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه
بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في
استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية
وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌ أن
يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".
(كتب وشخصيات– صفحة242)
و يقول بحق خال المسلمين معاوية رضى الله عنه:
"... فلقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام.... لقد تكون
رقعة الإسلام قد امتدت على يدى معاوية ومن جاء بعده. ولكن روح الإسلام قد تقلصت،
وهُزمت، بل انطفأت". (كتب وشخصيات– صفحة243)
وبمنتهى
سوء الأدب مع الصحابيين الجليلين يكتب: "ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً
لينتصر للخُلُق الفاضل المترفع عن (الوصولية) الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلى على
معاوية وعمرو، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة". (كتب وشخصيات– صفحة243).
هذا
السباب الصريح لصحابة رسول الله دفع العلامة المحدث الشيخ محمود شاكر للرد على سيد
قطب برسالة ماتعة عنوانها حديث النبي "لا تسبوا أصحابي" ، قال شاكر في
آخرها : "وأختم كلمتي هذه بقولِ النووي في “شرح مسلم “(16/93) :”اِعلمْ أنّ
سبَّ الصحابة رضي الله عنهم حرامٌ من فواحش المحرمات، سواء من لابَس الفِتَنَ منهم
وغيره ؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأوّلون. و قال القاضي: سبُّ أحدِهم من
المعاصي الكبائر، ومذهبنا مذهب الجمهور أن يُعزَّر ولا يُقتل، و قال بعض المالكية :يقتل
“.
و
أُسدِي النّصيحَةَ لمن كتبَ هذا و شبهه:أنْ يبرَأَ إلى الله علانية مما كتبَ، و
أنْ يتوبَ توبة المؤمنين مما فرط منه، وأنْ يُنَـزه لسانَه و يعصمَ نفسَه و
يُطَهِّر قلبَه، وأنْ يدعو بدعاءِ أهل الإيمان:”ربّنا اغفِرْ لنا ولإخوانِنا الذين
سبقُونَا بالإيمانِ و لا تجعَلْ في قلوبِنا غِلاً للذين آمَنُوا ربّنَا إنّكَ
رءوفٌ رحيم “.
فما كان
من سيد قطب إلا أن تكبر وتمادى في غيه وقال في صلف وغرور يليق بأمثاله من أصحاب
الضلالة والجهالة :" وما كان لي بعد هذا؛ وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى
الحق الذي أحاوله ، أن ألقي بالاً إلى صخب مفتعل ، وتشنج مصطنع وما كان لي إلا أن
أدعو الله لصديقنا شاكر بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني ، والله لطيف بعباده
الأشقياء" !
*نقلا
عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق