الحقيقة
المفجعة التي يكشف عنها هذا الكتاب هو أن سيد قطب لما عاد من إلحاده لم يعتنق اﻹسلام
على مذهب أهل السنة والجماعة ولكنه اعتنق مذهب الشيعة الروافض والخوارج الحروريين.
ترك سيد
قطب كتابة الروايات والمقالات اﻷدبية واتجه إلى الكتابة عن اﻹسلام فبدأ بسب
الصحابة والجرح في عدالتهم، وهو ما يفسر تكريم ملالي إيران له وإصدار طابع بريد
يخلد ذكراه العفنة .
يكتب
قطب عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان فيكيل له الاتهامات والسباب وينسب إليه كل
نقيصة ويرميه بكل أباطيل الخوارج والرافضة .
وأنقل
عنه ما كتبه فى كتابه "العدالة الاجتماعية فى الإسلام- الطبعة الثالثة عشرة- دار
الشروق- 1993م".
- إسقاطه
لخلافة عثمان، حيث يقول: "ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه
امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله, وأن عهد عثمان الذى تحكم فيه مروان كان
فجوةً بينهما". (العدالة الاجتماعية – 172).
- ويقول
عن علىّ ابن أبي طالب ، قاصداً لمز عثمان: "جاء علىّ ليرد التصور الإسلامى
للحكم إلى نفوس الحكام ونفوس الناس..... وسار علىّ فى طريقه يرد للحكم صورته كما
صاغها النبى –صلى الله عليه وسلم- والخليفتان بعده" (العدالة الاجتماعية – 162).
- ويقول
أيضاً: "هذا التّصوّر لحقيقة الحكم قد تغير شيئاً ما دون شك على عهد عثمان -وإن
بقي في سياج الإسلام- لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير. ومن ورائه مروان بن
الحكم يُصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام. كما أن طبيعة عثمان الرّخيّة،
وحدبه الشّديد على أهله، قد ساهم كلاهما في صدور تصرّفات أنكرها الكثيرون من
الصّحابة من حوله، وكانت لها معقبات كثيرة، وآثار في الفتنة التي عانى الإسلام
منها كثيرا" (العدالة الاجتماعية – 159).
إنه
يتهم "ذا النورين" بالضعف واللين ومجاملة أهله على حساب المسلمين،
وانحراف فترة حكمه عن الإسلام، بل ويتهمه بأنه أحد أسباب الفتنة التى قُتل فيها
شهيداً "بشهادة النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث (اثبت أُحُد)".
- واتهمه
بالانحراف عن روح الإسلام، وبأنه استسلم لمروان بن الحكم مسلماً له زمام الأمور
فقال: "ولقد كان الصحابة يرون هذا الانحراف عن روح الإسلام، فيتداعون إلى
المدينة لإنقاذ الإسلام وإنقاذ الخليفة من المحنة، والخليفة في كبرته لا يملك أمره
من مروان، وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان، ولكن من الصعب كذلك
أن نعفيه من الخطأ، الذى نلتمس أسبابه فى ولاية مروان للوزارة فى كبرة عثمان".
(العدالة الاجتماعية – 159).
- ويبارك
سيد قطب ثورة الخوارج على عثمان ويقول إنها كانت من روح الإسلام، رغم اعترافه
بتدبير اليهودى بن سبأ لها: "وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان، واختلط فيها
الحق بالباطل، والخير بالشر. ولكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر
الأمور بروح الإسلام، أن يقرر أن تلك الثورة فى عمومها كانت فورة من روح الإسلام،
وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودى ابن سبأ عليه لعنة الله". (العدالة
الاجتماعية – 160 : 161).
- حتى
عندما أراد سيد قطب التماس العذر لعثمان فيما رميه به بالباطل، كان اتهامه له بضعف
الشخصية وتسليم الأمور لبنى أمية: "واعتذارنا لعثمان رضى الله عنه أن الخلافة
قد جاءت إليه متأخرة، فكانت العصبة الأموية حوله وهو يدلف إلى الثمانين، فكان
موقفه كما وصفه صاحبه علي بن أبي طالب: "إني إن قعدت في بيتي قال: تركتني
وقرابتي وحقي، وإن تكلمت فجاء ما يريد، يلعب به مروان، فصار سيقة له يسوقه حيث
شاء، بعد كبر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم" (العدالة
الاجتماعية – 161).
- ويقول
طاعنا فى الذمة المالية لعثمان: "منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن
الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال
المسلمين، وقد بدا في وجهه الحزن وترقرت في عينه الدموع، فسأله أن يعفيه من عمله؛
ولما علم منه السبب، وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين، قال مستغرباً: "أتبكي
يا ابن أرقم أن وصلت رحمي"؟!. فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف:
"لا يا أمير المؤمنين! ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضاً عما كنت
أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيراً!،
فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب
خليفة المسلمين، وقال له: "ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم! فإنا سنجد غيرك".
(صفحة 159).
ويقول
أيضا: "والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات، فقد منح الزبير ذات يوم ستمائة ألف، ومنح طلحة
مائتى ألف، ونفًّل مروان بن الحكم خمس خراج أفريقية، ولقد عاتبه فى ذلك ناس من
الصحابة وعلى رأسهم على بن أبى طالب، فأجاب: "إن لى قرابة ورحما" فأنكروا
عليه وسألوه: "فما كان لأبى بكر وعمر قرابة ورحم؟" فقال: "إن أبا
بكر وعمر كانا يحتسبان فى منع قرابتهما، وأنا أحتسب فى إعطاء قرابتى" فقاموا
عنه غاضبين يقولون: "فهديهما والله أحب إلينا من هديك". (صفحة 159).
وفى
سياق افتراءاته المتكررة يقول: "وغير المال! كانت الولايات تغدق على الولاة
من قرابة عثمان، وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحمص؛ وجمع
له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع
المال والأجناد. وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله الذى آواه عثمان وجعل ابنه
مروان بن الحكم وزيره المتصرف. وفيهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أخوه من
الرضاعة... إلخ". (صفحة 159).
وعما
خلفته سياسة عثمان فى نفوس المسلمين، يقول سيد قطب: "ومضى عثمان إلى رحمة
ربه، وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكن لها فى الأرض... وبفضل ما
مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام.... وليس بالقليل ما يشيع فى نفس
الرعية –إن حقا وإن باطلاً- أن الخليفة يؤثرأهله ويمنحهم مئات الألوف؛ ويعزل أصحاب
رسول الله ليولى أعداء رسول الله". (صفحة 161).
*نقلا
عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق