يكشف
هذا الكتاب عن عقلية مشوشة ونفسية مريضة وقلب أعياه الكبر والتعالي؛ فقطب الذي
تتلمذ على يد العقاد -الذي كتب العبقريات للكشف عن جوانب العظمة في شخصيات اﻷنبياء
والصحابة- يخالف أستاذه ويسخر قلمه للطعن في هؤلاء المكرمين، ويرى نفسه فوق
الصحابة واﻷنبياء ويحق له نقدهم وتقييمهم والنيل منهم والطعن فيهم.
يقول
سيد قطب بحق كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام
(والنقل من كتابه "التصوير الفنى فى القرآن" الطبعة السادسة عشرة
- دار الشروق عام 2002):
" لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع
العصبي المزاج". (صفحة 200)
ويعلق على الآية الكريمة {فَوَكَزَهُ مُوسَى
فَقَضَى عَلَيْهِ} فيقول: "وهنا يبدو التعصب القومى، كما يبدو الانفعال
العصبى". (صفحة 200)
ويقول
معلقاً على الآية {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}: "وسرعان
ما تذهب هذه العصبية، فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين". (صفحة 200)
ويستمر فى اتهاماته لكليم الله، ففى الآية {فَأَصْبَحَ
فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}، يقول سيد قطب: "هو تعبير مصوّر
لهيئة معروفة: هيئة المتلفت المتوقع للشر فى كل حركة. وتلك سمة العصبيين أيضاً".
(صفحة 201)
ويقول فى فقرة أخرى من الكتاب: "ومع أنه
قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين، فلننظر ما يصنع. إنه ينظر {فَإِذَا الَّذِي
اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} مرة أخرى على رجل آخر، {قَالَ لَهُ
مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} ولكنه يهم بالرجل الآخر كما همَّ بالأمس،
ويُنسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقبه، لولا أن يُذكِّره من يهم
به بفعلته، فيتذكر ويخشى". (صفحة 201)
ويعود فيقول فى فقرة أخرى كلاماً بالغ السوء عن
موسى عليه السلام: "فلندعه هنا لنلتقى به فى فترة ثانية من حياته بعد عشر
سنوات، فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس. كلا..... إنه الفتى العصبى
نفسه ولو أنه قد صار رجلاً". (صفحة 201)
ويصل سوء الأدب مع أحد أولى العزم من الرسل إلى
ذروته عندما يقول: "ثم ندعه فترة أخرى، لنرى ماذا يصنع الزمن فى أعصابه.... ثم
يقول معلقاً على الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا
وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}: "ثم حدث ما لا تحتمله أية أعصاب إنسانية –بله
أعصاب موسى-". (صفحة 201 - 202)
ويتبع ذلك بالقول: "عودة العصبى فى سرعة
واندفاع". (صفحة 202)
وعندما يذكر الآية {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ
لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ
تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا
لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}، يتبعها بالقول:
"هكذا فى حنق واضح وحركة متوترة". (صفحة 202)
ومن أسوأ ما كتب سيد قطب مقارنته بين النبيين
موسي وإبراهيم عليهما السلام، بهدف الانتقاص من موسى، فيقول: "تقابل شخصية موسى
شخصية إبراهيم. إنه نموذج الهدوء والتسامح والحلم". (صفحة 203)
وإذا
كان ما كتبه سيد قطب عن كليم الله مؤسفا فإن كلامه عن داوود وسليمان عليهما السلام
يعد مؤلما وموجعا لقلب كل موحد يؤمن بعصمة اﻷنبياء . (والنقل من كتابه "التصوير
الفنى فى القرآن" الطبعة السادسة عشرة - دار الشروق عام 2002):
يعرض
سيد قطب لقصة سيدنا سليمان مع بلقيس فيقول -ولاحظ الإيحاءات التى لا تليق عند
الحديث عن نبى من أنبياء الله-: "إن سليمان النبى لملك، وإنه كذلك لرجل..... وهنا
يستيقظ "الرجل" الذى يريد أن يبهر "المرأة" بقوته وسلطانه (وسليمان
هو ابن داود صاحب التسع والتسعين نعجة الذى فُتن فى نعجة واحدة) فهاهو ذا يريد أن
يأتى بعرش بلقيس الملكة قبل أن تجئ".. (صفحة 213)
وفى
الفقرة السابقة طعن فى النبيين سليمان وداود عليهما السلام، فهو يرمى إلى فتنة
سليمان ببلقيس كما فُتن داود من قبل بامرأة، ويستخدم قصة من الإسرائيليات التى لا
تصح عن داود، فيقول فى هامش الصفحة 213 تعليقا على قوله السابق: "فى قصة داود
فى القرآن إشارة إلى فتنته بامرأة –مع كثرة نسائه"...
ويستمر
سيد قطب فى حديثه عن قصة بلقيس فيقول: "ثم ها هو ذا (الرجل) يستيقظ في سليمان
مرة أخرى: ]قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ
مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ[ (صفحة 214).... فإذا بهرتها المفاجأة الثانية, وأحست
بغريزتها أن إعداد المفاجأة لها دليل على عناية (الرجل) بها، ألقت السلاح، وألقت
بنفسها إلى الرجل الذي بهرها وأبدى اهتمامه بها, بعد الحذر الأصيل في طبيعة المرأة,
والتردد الخالد في نفس حواء.. وهنا يسدل الستار" (صفحة 215).
*نقلا
عن : وائل شفيق
0 comments:
إرسال تعليق