• اخر الاخبار

    الخميس، 3 أبريل 2025

    ذاكرة الزمان المصرى ..دراما مصر الخالدة..مسلسل الوسية

     


    كتب:حافظ الشاعر

    في شهر رمضان الذي وافق عام 1990، قام التليفزيون المصري بعرض عمل درامي، مسلسل كان عنوانه "الوسية" .. عن قصة للأستاذ الجامعي خليل حسن خليل (سيرته الذاتية) .. سيناريو وحوار يسر السيوي .. ومن إخراج إسماعيل عبد الحافظ

    العمل ضم في بطولته كوكبة كبيرة من النجوم، أحمد عبد العزيز نجم دراما التسعينات الصاعد وقتها، والذي قام بدور خليل، بجانب شيرين، محمود حميدة، ومن الممثلين الكبار محسنة توفيق، عبد الرحمن أبو زهرة، حمدي أحمد، محمد الدفراوي .. وغيرهم كتير من النجوم.

    تدورأحداث العمل في العهد الملكي، حيث يحكي السيرة الذاتية لخليل حسن خليل، الطفل النابه، الذي كان من أوائل محافظته، والذي اضطرته ظروف الحياة إلى العمل في وسية الخواجة اليوناني، نتيجة ظروف والده المالية المتعثرة. والده الذي كان ميسور الحال، وفجأة ضاعت منه كل الثروة والأملاك!!

    خليل الذي أصبح كما العبد في وسية الخواجة، ولكن نتيجة إصراره وكفاحه على مواصلة تعليمه، ومواجهة ظروف المعيشة القاسية التي عاشها، أخذ يترقى حاله بعد ذلك، ليكتشف أن الوسية لم تكن فقط في عزبة الخواجة، ولكن الأمور كلها من حوله كانت أشبه بوسية كبيرة، وكان هو أحد ضحاياها، أو أحد عبيدها بالأحرى!!

    تأتيه الفرصة بعد ذلك، ليسافر ويتعلم خارج البلاد، ثم يعود حاملاً للدكتوراة، ويصبح أستاذًا جامعيًا مرموقًا .. محققًا حلمه، بعد سنوات العذاب والقهر والحرمان .. وكأنها مكافأة قدرية له، بعد كل هذا الألم والعناء!

    الوسية هي الجزء الأول لرباعية صاغها الكاتب، يحكي فيها كلها سيرته الذاتية، بدأها بالوسية (والتي أراها أفضل وأجمل أجزاء الرباعية) .. ثم الجزء الثاني "الوارثون" .. فالثالث "السلطنة" .. وأخيرًا الجزء الرابع "الخلاص".

    عندما عُرض المسلسل في عام 1990، كنت وقتها طفلاً صغيرًا في المرحلة الإبتدائية

    أتأثرت كتير بالعمل، وكنت مترقب أحداثه، علشان أشوف الفلاح اللي حب يبص لفوق شوية ويكسر قيود حياة الوسية اللي كان عايشها وشايفها هيعمل أيه

    أفتكر وقتها أستاذي في مدرسه كفريوسف سلامه الإبتدائيه رحمه الله لما لقاني مشدود اوي للعمل ومعجب به، لقيته مطلع كتاب من مكتبته وقال: أقرأ القصة من صاحبها علشان تعرف الحقيقة كاملة وتقدر تحكم على المسلسل بنفسك .. آه والله استاذ غريب قال كده، وأداني الكتاب اللي هو كان "الوسية" الجزء الأول .. وقرأته واستمتعت به أيما استمتاع

    طبعًا التمثيل كان حاجة عظيمة جدًا، فنانين كبار، وكل أجاد في دوره، وأحمد عبد العزيز كان وقتها موهبة واعدة جدًا، واللي جعلته بعد كده يبقى أحد فرسان الدراما المصرية الكبار في عقد التسعينيات.

    مقدرش أنسى دور العملاق عبد الرحمن أبو زهرة في دور الشيخ سالم .. مبدع كالعادة

    كنا بنتعامل مع المسلسل وكأننا بنتابع ملحمة إنسانية، بنعيش مع خليل وعالم الوسية كل تفاصيلهم، ويوصلنا الشعور من خلال الأداء البديع اللي صنعوه.

    أهو ده كان من نوعية المسلسلات اللي بتوصفلك قصة الكفاح الشريف، في وقت كانت فيه الدنيا عناء وقهر وظلم، وفيه محدودية كبيرة في الترقي والوصول .. قصة كفاح ونجاح حقيقة .. يقدر ياخد منها أي إنسان القيمة والهدف والطموح .. لأن ببساطة وقتها الدراما المصرية الرائدة كانت كده .. كان الهدف والقيمة والإضافة هو أساسها .. وطبعًا المتعة بتيجي من الحالة الفنية البديعة اللي بيظهرها كل أبطال العمل وصُنَّاعه على الشاشة.

    مقدرش أنسى التتر البديع اللي صاغ كلماته عم سيد حجاب، وقام بغنائه محمد الحلو بصوته القوي المعبر، على ألحان المبدع ياسر عبد الرحمن

    محمد الحلو بدأ التتر في العالي، أعلى جواب ممكن تسمعه، وكانه بيطلق صرخة مدوية ويقول:

    مين اللي قال الدنيا دي وسية

    فيها عبيد مناكيد وفيها السيد

    سوانا رب الناس سواسية

    لا حد فينا يزيد ولا يخس أيد

    وبعد كده بيهدى خالص .. ويبدأ يحكي، كل ده في التتر، ومعاه وتريات ياسر عبد الرحمن العذبة:

    جينا الحياة زي النبات أبرياء

    لا رضعنا كدب ولا اتفطمنا برياء

    طيب ليه رمانا السيف على الزيف

    وكيف نواجهه غير بالصدق والكبرياء

    ويعلى تاني بالجواب، ومعاه اللحن اللوذعي

    طبعًا التتر البديع ده كان احد عوامل بقاء هذا العمل خالدًا في ذاكرة الكثيرين

    عمل درامي مصري خالد حبيت أفكركم به .. وكان في رمضان من 35 سنة بالضبط

    افتكروه .. وافتكروا دايمًا أن التراث الفني المصري به درر وكنوز، ولو قعدنا نتكلم عنها كتير مش هنخلصها .. في وقت كانت فيه القيمة والهدف والرسالة هي الأساس

    *المصدر:قناة الخلاصة

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ذاكرة الزمان المصرى ..دراما مصر الخالدة..مسلسل الوسية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى