• اخر الاخبار

    الجمعة، 4 أبريل 2025

    احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : عندما يعبر الأدب عنا ؟!..قراءة فى مجموعة "اللعب مع طائر مخيف" للأديب حسين عبد العزيز

     

     


    صدرت عن الهيئة العامة للكتاب مجموعة قصصية اسمها اللعب مع طائر مخيف للقاص والكاتب حسين عبد العزيز  عام ٢٠١٨  ..ابن المنصورة

    وقبل أن عرج إلى محتويات المجموعة علينا أن نلقى الضوء سريعاً على شخصية الأديب حسين عبد العزيز .

    فعبد العزيز بدأ حياته محرراً صحفياً في منتصف التسعينيات ؛وكان وقتها مولعاً بالثقافة والأدب ،وهو من المدرسة الواقعية ..فنشأته وسط الريف جعلت الطبيعة تسبغ مفرداتها عليه ؛فتجده في معظم رواياته وفصصه يفرد مساحات للوصف ـ وهنا يذكرنى بالأديب يحيى الطاهر عبد الله.

    الأديب حسين عبد العزيز لا تكفى هذه السطور للكتابة عنه ؛فهو يحتاج لمجلدات ،ولكن المقام هنا لمجموعته القصصية ..فلنعد إليها.

    فالمجموعة القصصية مكونة من ثلاثة وعشرين نصا ما بين الطويل والقصير جدا ونحن سوف نبدأ بقراءة نصا قصيرا لكنه معبراً عما يحدث لنا وفينا ،والنص اسمه ( حيرة )

    ( كلما وقعت عيناى على خارطة الوطن العربى أتذكر زوجتي التى رحلت منذ بضع سنوات إثر عملية ولادة متعثرة ، فأبكى ولا أدرى ..هل أنا ابكى على رحيل زوجتى أم أبكى على الدول العربية التى كانت ......!!)

    والنص هنا رغم التكثيف العالى جدا ، إلا أنه واضح المعانى،فقد نجح حسين عبد العزيز فى ربط الحزن الخاص بالحزن العام ، اى حزنه على رحيل زوجته ، وحزنه لما أصاب الوطن العربى ، الذى كان يملأ السمع والبصر ، كما زوجته التى كانت تملأ عليه حياته ووجوده.

    وهذا يوضح لنا قيمة وعظمة القص وتكثيفه العالى والذى من خلال هذا التكثيف والنص يلخص مأساة الوطن العربى ..تلك المأساة التى ليس لها بداية أو نهاية ..وكل هذا فى كلمات قليلة تمكن القاص من أن يعبر عن مأساةََ بلا حدود ، وهذا يجعلنا ننظر فى المجموعة التى عمودها الأساسى هو الإنسان المصرى و معاناته فى الحياة ومشاكلها  ..كما فى نص مشاهد من الجحيم  ..

    والجحيم هنا هو الذى تحدث عنه( دانتى) عند وصف الآخرون بأنهم هم الجحيم ..وسارتر عندما وصف العين الثالثة بالجحيم .. وأيضا نجد الموت وعلاقته بالإنسان ومحولة الإنسان الهروب من الموت بشتى الطرق والمحولات ، كما فى نص اللعب مع طائر مخيف ، والطائر فى العنوان هو الموت ، الذى يلاعب البطل مجهول الاسم والذى ينجح دائما فى أن يهرب منه ..

    ونحن سوف نقف عند نص "المعركة الكبرى" وننظر فيه.. لأنها هى معركة الوطن وأنا سوف أركز على نص واحد  لأنى أرى أن به كل شىء من فن الحكى الى التشويق السينمائى  وتقطيع النص إلى مشاهد  كأى سيناريو .

    فنص( المعركة الكبرى) ،اسم أول نص فى المجموعة واسمها يوضح لنا انها تصلح ان نكون اسم فيلم سينمائى وان الحدث يمكنه ان يتحول الى عمل سينمائى والفكرة يقال عنها وفيها الكثير .

    الأم تجد فى غرفة نومها فأرا لعيناَ فتصرخ وتلطم لأنها تخاف من الفئران ،فيأتي أولادها الثلاث فتصرخ فيهم وتحذرهم بان لم يقتلوا هذا الفأر فسوف تحدث كارثة فى البيت.

    وينكسف الشباب الثلاثة من موقفهم المخزى وأخذوا يفكرون كيف يقضوا على الفار...

    فوضعوا أكثر من خطة وأكثر من برنامج عمل للقضاء على المشكلة التى تهدد كيان البيت ( الوطن) ،لان البيت هنا هو الوطن الذى نعيش فيه ويجب على الكل أن يتحمل مسؤوليته ويعمل المطلوب منه وزيادة..وبالفعل ينجح الشباب فى القضاء على الفأر ..عندما أرادوا أن يكونوا  على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم .

    وهنا نخرج بأن اى عمل عظيم فى حياة العائلة (الوطن) لابد أن يكون جماعيا كحرب أكتوبر ،التى كانت فعلا عملاً جماعيا ..اتفق الجميع على تحقيقه ، وقد ساهم الجميع فى هذا النصر الذى سوف يقال فيه الكثير  ، ولن يمل القول و الحديث عنه وفيه ؟!

    ونخرج  من تلك القراءة بشىء مهم للغاية وهى أن الأدب قادر على أن يعبر عن كل ما يقابله الإنسان ويمكنه أيضا أن يتخيل كل شىء ..

    ويبقى نص "اللعب مع طائر مخيف" ، و"الطائر" هنا هو "الموت" الذى يطير ويحوم حولنا ، ونحن كل ما نقوم به ما هو إلا لعب مع الموت ،لكى نهرب وتأتى كورونا لتجعل اللعب مع الموت أمر حيوى وهام جدا وكلما كان اللاعب ماهراً فى لعبه ، فيحسن الهروب من "كورونا "اى الموت .. ثم نجد الصراع الأسرى فى نص" امرأة قوية "اسمها" السيدة" ،نجح من خلالها الكاتب ان ينقل لنا جزءاً من الريف المصرى الذى نجده فى كل مكان ،

    وفى النهاية نقف عند نص الأطفال والكبار واسمه( ام يسرى والعصاية) ، والصراع الذى يدور بين الأم وأولادها.

    فى النهاية بقى أن نقول ؛ الأديب حسين عبد العزيز في مجموعته القصصية رصد حالة التفكك الملازم لأهالينا بالوطن العربى الكبير من خلال قصة "المعركة الكبرى".. أما قصته التى سمى المجموعة القصصية بإسمها وهى "اللعب مع طائر مخيف" استغل أزمة كورونا ونسج قصته حولها ؛فكان الطائر المخيف الذى يحط على كل منزل في تلك الأزمة هو "الموت"

     هنيئاً للصديق والزميل الأديب حسين عبد العزيز تلك المجموعة القصصية ونرجو أن تكون منارة لأدبائنا الشبان.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : عندما يعبر الأدب عنا ؟!..قراءة فى مجموعة "اللعب مع طائر مخيف" للأديب حسين عبد العزيز Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى