التأييد حاجة وتصريفه لواقعٍٍ
مُعاش حاجة ثانية، بالمُطلق المُساعِد للتحرُّك على القاعدة المعنيّة ثانية بثانية
، لم يتأخَّر عرب الجوار به سراً أو في الجهر بسخاء شعوراً بالروابط الأبوية ، و
كذا تصرفوا حتى في أقصى الغرب بشهامة وأنفة وشديد حِنِّية ، التأييد التام المتبوع
بتضحيات جسام المادية و الأدمية ، فكانت فلسطين به عاصمة كل دولة عربية ، حاضرة
مهما كان المقام يتشرَف بها مانحاًَ لها حقَّ الأولوية ، ما ظلَّت صامدة مدافعة
برفع لواء الحرية ، في مواجهة لا تتوقَّف إلا بسحق كل المؤامرات الصهيونية ،
والإعلان عن قيام دولة فلسطينية ، قائمة على إنصاف الصابرين والأخذ بيد العائدين
من الأمصار البعيدة كالدانية ، وزرع الطيبات على ارض تسعى من زمان لمثل المهمة
لتصبح بما تنتج عن مد اليد جد غنية .
... دارت الرحى الإسرائيلية بدهاء
الجنيّة ، لتطحن التحام الشعب الواحد بتدخل غير مباشر لعملاء منهم من لا زال حيّ
في حماية الأعداء ومنهم من غيبتهم المنية ، فدُفنوا في حفر الخيانة أسماء أصحابها
غير منسيّة ، فانقلبت الوضعية لتنفرد "غزة" بأصحاب أللحي الكثيفة و"الضفة
الغربية" بمن أيديهم مكَتّفة وعن كلاهما المقاومة (الحَقَّة الموجَّهة
للاستقلال وليس للضرب والهرب) مُستغنية ، ويصل صاحب الفخامة الرئيس المدرب على
الكياسة لمسايرة ما أملته عليه إسرائيل من سياسة المراهنين ،على ضياع ما تبقى من الأرض الفلسطينية ،
القضية قضية وقت ليس إلاّ ليصبح مثل القول يعكس رغبة انجاز تلك النية ، ليستمر
وجودهم على كراسي وهمية أدخل بحبوحة مرحلة آتية لمُخيّخهم دُهاة مخابرات الصهاينة
، المطلوب وفوراً إنهاء مثل المهزلة التي طالت حتى تميّعت لتؤشر عن قرب موعد حصول
المصيبة العظمى "غزة" تنظم (خلالها) للمساحة اللبنانية ، باتفاق بين
المموّل "القطري" والهيمنة الإيرانية ، و"الضفة الغربية" تتم
قراءة الفاتحة عليها بسلطتها الآنية ، فعلى "فتح" تكسير القيود والتخلي
عن تلك العهود الصبيانية ، والتوجه من جديد لتنفيذ ما اجتمع الرواد علي تحقيقه
بتأسيسها ، وصولاً بالكفاح للهدف الأمنية ، تحرير فلسطين كل فلسطين من تلك
الزبانية ، المغموسة يديها في دم الأبرار يصبغون بأحْمَرِهِ حقوق الفلسطينيين عامة
شبه المنتهية ، اللهم بصيص أمل سكن قلوب شباب يترقبون الفرصة من لنضالهم المستقبلي
بانية ، ولتكن "فتح" نِعْمَ الراعية بدل جلوسها أثار بعد عين محاطة بكل
مُقلقة نابية ، ممَّا لمرجعيتها النضالية غدت نافية ، ولولا ما يرتديه أفرادها من
زيّ عسكري لنعتوها بالفانية ، ولتبحث تلك المنظمة التي كان شعارها مركزا على "التحرير"
لتصبح آلية يركب عليها مَن يلبسون بتجميدها الحرير ويرشون أبدانهم بالعطور
الفرنسية ، ويقودون افخر السيارات الألمانية ، ويأكلون بالمُحضّرة على الطريقة
الأمريكية المصحوبة بالأجبان الهولندية ، ويجوبون الأقطار بصندوق فارغ يرجعون به
مملوءا بالعملة الصعبة ونقداً ما دامت الشيكات تقيدهم بأدلة لا تنفيها حتى
المفهومة عند الإفرنج بالبائِنَة ، بل ولتسأل تلك المنظمة الموقرة عقلها عمن يدفع
أجورها السنوية ، وبالتالي هل فكَّرت في مصيرها كحامية كانت لكل الثوابت والقيم
والركائز الأساسية الوطنية ، حالما يصل التوقيت الذي نبَّهنا لوصوله وبإمكانها
السؤال عنه السلطات المختصة الأردنية ، أم ذكرى ما وقع لتستقّر وقائدها آنذاك
الراحل ياسر عرفات فوق الأراضي التونسية ، تجنبها الوقوع في مأساة إن لم تستعد
لإنقاذ كيانها .
0 comments:
إرسال تعليق