كم أدمنتْ عيني الدّموعَ الجاريهْ
أمّا الفؤادُ فكم بهِ من ناعيَهْ
يتناقلانِ الدّمعَ من جفنيهما
فكأنّما يتبادلانِ الباكيَهْ
وإذا سألتُ القلبَ عن أسبابِهِ
يأتي الجوابُ وبالجراحِ كما هيَهْ
وكعاشقينِ تبادلا حُزنَ الجوى
كلٌّ بهِ دمعُ النّوَائبِ ناحيَهْ
وكأنّما تلك الدّموعُ تكاتفت
بدمٍ على دمعٍ رمَتهُ الهاذيَهْ
ولكم بنا كأسُ المنايا أضرمت
هولَ الرّزايا في العيونِ الباكيَهْ
يبكيكَ قلبيَ ياحُسينُ مودّةً
لولاكمو ما لِلبكاءِ
وماليهْ
نبكي اﻷحبّةَ ثُمّ نَنسى موتهم
إلاّ نواعي حُبّكم هيَ باقيَهْ
فكأنّما نجني لها من ودّهمْ
عنبَ الجنانِ وبالقصورِ العاليَهْ
يا كربلاءُ قفي لهُ وتوَدّدي
ما مثلهِ
سبطٌ أتتهُ داهيَهْ
لم تُنصفي آلَ النّبيّ المصطفى
أولم تري تلك السيوفِ الباغيَهْ
أعداؤهم كم أجمعوا فرسَانهم.
وخيولهم صَهَلَتْ بنارٍ حاميهْ
جيشٌ إذا عَلتِ السّيوفُ أكفَّهُ
لم يُبقِ من تلك النّفوسِ بواقيَهْ
حكمٌ وفي طغيانِهِ فيهِ ارتَمت
بئسَ العقولِ وكُلُّ نفسٍ طاغيَهْ
فمصائبُ اﻷيّامِ أمست عندنا
تَلهو بها تلك الرّموزُ الباغيَهْ
لهفي على رأسِ الحُسينِ مُعلّقًا
فوق الرّماحِ كصحبِهِ مُتحاديا
طوبى لكم يابنِ البتولِ بمَوردٍ
نيلُ الشّهادةِ نَبعُهُ والباقيهْ
أجسادُهم تحت السّنابكِ رُضرِضَت
وكأنّها صُفرُ العواصفِ عاتيَهْ
فغدو لهُ بالرّامياتِ وزلزلوا
والبِيضُ تَبرقُ بالحدودِ الهاجيَهْ
نحرُ الحُسينِ من الدّماءِ مُرمّلًا
وبِقَمِيصِهِ تأتي البتولُ الشّاكيَهُ
هذا الحُسينُ وقرّة العينِ الذي
طلعَ الصّباحُ بقتلِهِ والواعيَهْ
يلقى الرّدى لسيوفهم مُتحدّيًا
أهل الرّزايا والعقولِ الباليَهْ
لم يلتزم أهلُ الخيانة عهدهم
تركوا الحُسينَ وأهلَهُ للطاغيَهْ
أين الرّسائلُ جُلّها أين الوفا
تبًّا لمن أعطى
عهودًا باليَهْ
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ الكامل
0 comments:
إرسال تعليق