ساهم التعليم في التخلّص من
الأمية والجهل، ولعب دورًا أساسيًا في انتشار المعرفة بين شعوب العالم، وبفضله
تمكّنت بعض الدول من أن تتحوّل من بلدان فقيرة تعيش على المعونات إلى بلدان ثرية
تملك من الحضارة ما يجعلها من الدول المتقدّمة، إذًا التعليم حاجة وضرورة لكل
إنسان، لكن في بعض الأحيان يرغب الشخص في الدراسة بمعهد أو جامعة غير موجودة في
بلداه وهذا ما يشكّل عائق أمام تحقيق أحلامه وانطلاقًا من هذا المبدأ ظهر ما يسمى
اليوم بالتعليم عن بعد، سنتحدث عن هذا النوع من التعليم بالتفصيل في الأسطر
اللاحقة.
أصبح التعليم عن بعد بجميع أنواعه
من الأمور التي تهتم بها أعرق الجامعات ومراكز التعليم والمدربين مع التطور الهائل
الذي يشهده العالم اليوم خاصة في مجال تقنية المعلومات واتساع آفاق تقنيات
التعليم، وذلك من خلال الإفادة من كل أسلوب جديد من شأنه تسريع عملية التعلم
الإنساني وتطويره، والتي من أبرزها ما يعرف بالتعليم عن بعد، هذا وقد شهدت السنوات
الأخيرة اهتماماً متزايداً في تقديم التعليم والتطوير من خلال الإنترنت. وأصبح
هناك الكثير من الجامعات الإلكترونية والمؤسسات التعليمية والمراكز التي تقدم هذا
النوع من التعليم، إضافة إلى البرامج المتكاملة والشهادات العلمية التي يحصل عليها
من يكملون المنهج المقرر. كما تبنته عدة شركات لتدريب الكوادر البشرية لصقل
المهارات أو تحديث المعلومات في مجال العمل.
لماذا التعليم عن بعد؟
يساعد بشكل واضح وكبير في رفع
سويّة الأفراد والمجتمعات العلميّة؛ إذ إنّه يقدّم بدائل للأشخاص غير القادرين على
الذهاب إلى مؤسسات تعليميّة لظرف ما يمنعهم عن ذلك؛ حيث تعمل هذه الطريقة على
توظيف قدرات الأشخاص بل وتنميتها بدلاً من إهدارها وضياعها. يساعد على سد الثغرات
التي قد تنجم من نقص هيئة المدرّسين في مؤسسة ما، إلى جانب أنّ هذه الطريقة في
عملية التعلم تساعد وبشكل كبير جداً على زيادة الطالب من اعتماده على نفسه، ممّا
يؤدّي إلى زيادة تمكّنه من المعلومات التي يدرسها ويطّلع عليها أثناء رحلته
التعليمة. يساعد في التغلّب على المشكلات والتحدّيات التي قد تواجه الأفراد أثناء
انتظامهم في الدراسة في مؤسّسةٍ تعليميّة ما،
فقد يتعرّض الطالب خلال فترة
دراسته إلى ظلم أو فصل، أو حرمان لسبب من الأسباب، ممّا يؤدّي إلى عدم تمكّنه من
مواصلة تعليمه وحصوله على الشهادة التي تفتح له الآفاق المستقبلية، فتأتي هذه
الطريقة المبتكرة في التعلّم لتعالج هذا الموضوع؛ إذ إنّه بإمكان أيّ شخص واجه
مشكلةً ما خلال دراسته في مؤسسة تعليمية بشكل نظامي أن يكمل تعليمه من خلال طرق
ووسائل التعلّم عن بعد، ممّا يمكّنه من نيل شهادته، وتحقيق مراده. وهناك مشكلة
أخرى قد تواجه المؤسّسات التعليميّة وهي قلّة المساحة المناسبة لجمع عدد كبير من
الطلاب، بسبب نقص في الموارد لسببٍ أو لآخر،
فتأتي هذه الطريقة وتعمل على حلّ هذه المشكلة
أيضاً. يتيح العديد من الوسائل التعليميّة أمام المتعلّمين على عكس الطرق
التقليديّة في التعليم، إلى جانب أنّ هذه الطريقة تساعد بشكل أو بآخر على إضفاء
نوعٍ من المرونة في قبول الراغبين بإكمال تعليمهم.
خصائص التعليم عن بعد:
الملائمة
:-
حيث توفر تقنيات التعليم عن بعد
المواقع الملائمة لكل من المحاضر و الطالب (المتدرب) في كثير من الأحيان, فالعديد
من هذه التقنيات مثل الإنترنت , أشرطة الفيديو , الهاتف يمكن بسهولة استعمالها في
المنازل أو في مواقع العمل وفي أوقات قد تناسب جميع المشاركين. بينما مثلاً تقنية
اجتماعات سطح المكتب عبر الصورة فيمكن أن
تبث من مكان واحد إلى عدد من المواقع, أما في حالة النقل أو التوصيل عبر الأقمار
الصناعية فإن هذا الوضع يتطلب إعداد جيداً
وقبل وقت كافي من موعد البث.
المرونة:-
العديد من أشكال التعليم عن بعد
يتيح للدارس خيار المشاركة بحسب الرغبة, و لتوضيح مفهوم المرونة في مجال التعليم
عن بعد نسوق المثال التالي من واقع الطلاب عموماً حيث نجد أن بعض الطلاب يفضلون
مراجعة شريط الفيديو الخاص بالمادة الدراسية في أوقات تتناسب معهم متى ما شاءوا صباحا
كان أو مساءا أو قد يفضلون قراءة البريد الإلكتروني خلال ساعات الصباح الباكر و
غيرها من المتطلبات الذاتية.
التأثير والفاعلية
الكثير من البحوث التي أجريت علي
نظام التعليم عن بعد , أثبتت انه يوازي أو يفوق في التأثير و الفاعلية نظام
التعليم التقليدي , وذلك عندما تستخدم التقنيات التي سنتطرق إليها بكفاءة
المقدرة:
كثير من أشكال التعليم عن بعد لا
تكلف كثيراً من المال مثال على ذلك التعليم عبر جهاز التلفاز , فمعظم المنازل
اليوم يوجد فيها جهاز تلفاز وكذلك هنالك العديد من المكاتب والشركات لديها خطوط هواتف
, مما يمكن من استعمال البريد الصوتي والاجتماعات التلفونية الجماعية.
الإحساس المتعدد:
هنالك العديد من الخيارات في طرق
توصيل المواد الدراسية التي تلبي جميع الاحتياجات ولأي فرد, فهنالك من يتعلم بصورة
أفضل من المادة الدراسية المتلفزة , وهنالك من يفضل التفاعل مع برامج الكمبيوتر , وهنالك
من يتعلم أفضل من المادة الدراسية المسجلة في أشرطة الكاسيت وغيرها من الوسائل.
التفاعل:
يتيح نظام التعليم عن بعد زيادة
التفاعل بين المحاضر والطلاب , وخصوصاً
أولئك الطلاب الذين يخجلون من طرح الأسئلة والاستفسارات أمام زملائهم , كما يتيح
إمكانية تلبية المحاضر لاحتياجات دارس معين دون علم بقية زملاؤه
المساواة:
عدم المساواة في التعليم يعتبر من
القضايا الهامة جداً التي تؤرق بال معظم الدول, وخصوصاً في المناطق الريفية , حيث
تعاني مدارسها من نقص حاد في الأساتذة المتخصصين والمؤهلين , وضعف البرامج
التعليمية التي تقدم فيها مقارنة مع المستوى الذي تمتاز به المدن الكبرى حيث تكون
فيها البرامج التعليمية معدة إعداداً جيداً. فالتعليم عن بعد يقدم حلولاً عظيمة
لهذه القضية الهامة وذلك من خلال الاستفادة من التقنيات المتوفرة وتطويعها لتلائم
واقعنا ومن ثم إضفاء قدر ولو بسيط من المساواة في حق مشروع يعتبر من مقومات
وأساسيات الحياة في كل المجتمعات.
التعليم الإلكتروني:
هو خدمة تعليمية تقوم بتقديم
وإدارة المقررات الدراسية والمحتوى التعليمي والأنشطة التعليمية وتوثيق الاتصال
بين الطالب والمعلم من خلال الأنظمة والبرامج المصممة والموظفة لخادم الإنترنت ومن
خلال بيئة للتعليم والتعلم مصممة لتناسب العناصر الفاعلة في تقديم هذا النوع من
الخدمة التعليمية .
وتتضمن بيئة التعليم الإلكتروني
أنماطا متعددة للتعلم لتناسب الطرق المختلفة التي يرى بها الفرد الأشياء أو يجمع
بها المعلومات ويعالجها تصنيفا وتقييما واستخداما .
الأهداف:
1- تبني استراتيجية للتعليم
الإلكتروني تتوافق مع الاستراتيجية العامة للجودة والأجهزة التعليمية
2- تطبيق أحد أنظمة التعليم
الإلكتروني
3- ربط المشروع بمراحل مشروع نظام
التعليم الإلكتروني الوزاري.
4- تأسيس مركز للتعليم الإلكتروني
من اجل إدارة النظام الإلكتروني ومتابعة تنفيذ المراحل الزمنية الانتقالية لتطبيق
النظام في التعليم .
5- تطوير طرق التدريس التقليدية
في العملية التعليمية في للكليات والمعاهد
بواسطة تطبيق التعلم الإلكتروني بحيث تؤثر إيجابيا على مسيره التعليم الحالية وأن
يتم تنفيذها .
نظام التعليم الإلكتروني يتكون من
أربعة عناصر رئيسه وهي:
1- المحتوي العلمي للمادة : يشمل
المحتوي العلمي للمادة على العروض الإلكترونية للدروس مدعومة بالأنشطة المساندة التي تنتقل بالمنهج من أسلوب العرض
ألتقديمي التقليدي إلى أسلوب أكثر تفاعلا وواقعيه .
2- الخدمات التعليمية : تشمل
الخدمات المساندة للخدمة التعليمية مثل الأنشطة الإضافية والبحث عن مصادر جديدة
للمحتوي العلمي وروابط لمصادر إضافية في قواعد البيانات والمجلات الإلكترونية.
3- نظام إدارة التعلم : هو نظام
متكامل لإدارة العملية التعليمية كليا أو جزئيا عبر الانترنت ويتعامل مع النظام
ثلاث مجموعات رئيسيه وهي :
- مدير النظام : يقوم بوضع
الإعدادات وتوفير المقررات وتوزيع الصلاحيات.
- المعلم : يقوم بتأليف ووضع
المحتوى والاختبارات , طرح المناقشات.
- الطالب: يقوم بالتفاعل مع
المحتوى , الإجابة عن الاختبارات بأنواعها المختلفة .
4- التطوير والمتابعة : يهتم
بقياس وتقييم أداء عمليات التعليم الإلكتروني ونتائجه.
*كاتب المقال
دكتور القانون العام والاقتصاد
عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان
مدير مركز المصريين للدراسات
السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد
العربي الأوربي للدراسات السياسية
والاستراتيجية بفرنسا
مستشار الهيئة العليا للشؤون
القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
مستشار تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات
نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق
بالمركز المصري الدولي لحقوق الانسان
والتنمية
نائب رئيس لجنة حقوق الانسان
بالأمم المتحدة سابقا
عضو استشاري بالمركز الأعلى
للتدريب واعداد القادة
عضو منظمة التجارة الأوروبية
عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس
الأعلى لحقوق الانسان
محاضر دولي في حقوق الانسان
0 comments:
إرسال تعليق