في الحياة مكنونات ومخزونات مما ملكت أيادي عموم البشر وحتى الكائنات من غيرهم ، فمنها من نحسن التصرف عندها ومنها من لانوفق في حسن تدبيرها بقصد أو دونه ، وهي على العموم تجارب في قسم منها نخطيء وفي آخر نصيب ، وإن أخطأنا فهذا لايعني نهاية المطاف ، كوننا لسنا معصومين منه ولا متقصدين لفعله ، وفي كلا الحالتين ثمرة ذلك أن نتجاوزها بأيسر الطرق وأقل الخسائر ، على الرغم من أن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي ، هو العارف بما تكنه الصدور وتخفيه السرائر هو ألله عالم الغيب والشهادة وهو بكل شيء بصير سبحانه .
والعتاب هو الخطاب للطرف الآخر عن قطع وصال
المودة ومعرفة أسبابها وهو ليس تجريح أو توبيخ أو غيره ، أو إنه على خطأ وأنت على
صواب ، ومن تعاتبه هو الأقرب إليك في الود منزلة ، وعكسه من يبعد عنك في الود
منازل ، وحين ذلك لايكون للعتاب قدر .
والعتاب
هو ذر الغبار وإبعاده عن سوء الفهم وغرضه الإحتفاظ بمن تحب .
إن الذي تحبه هو من يعرف قدرك ويريح قلبك ويزيل
همك ولا يمل منك أبدا ماحييت ولو تمرغت على صدره دهور ودهور ، بل يجد الربح في ذلك
ولا يعده خسران .
فطوبى لمن عاتب حبيبا ولم يمل منه أو يرحل ،
وطوبى لمن عفى عن زلة من يحب ولو بعد حين .
0 comments:
إرسال تعليق