للعقول الراقية..بقلم : د. رسالة الحسن

 

سألني شيخ كبير مامعنى الأقلام المأجورة ..؟  ، فقلت له هي الأقلام التي تمجد من لا يستحق وترفع من شأنه مقابل مبلغ من المال ، فرد علي وهل هذا خطير ..!! ،ربما هم بحاجة إلى المال ، فقلت وهل يحق للسارق أن يسرق أموال الناس بحجة انه محتاج ..؟ فقال لا هذا حرام ...

فنظرت إليه وشعرت بأنه لم يقتنع ومازال التساؤل في عينيه فأحببت أن ابسط له الصوره فقلت له الأقلام المأجورة

 سلاح فتاك أخطر من القنبلة الذرية لانه يسمم العقول ويغير القناعات ويخدع البسطاء ويغير مفاهيمهم ويحول الباطل حق والحق باطل خصوصا ان كان صاحب القلم الماجور يجيد اللعبة اقصد لعبة ايهام الناس بما يريد باستخدام عبارات رنانه وشواهد رؤوسها صحيحة وبقيتها تلفيق يجيد حبكة القصص والروايات ،ويستغل الشائعات ، مقدام في التحايل واستغلال عدم وعي الجهلاء ، يحاول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن يحقق المرام ولو كان على حساب تشويه سمعة الأنام ،مخادع ذو وجهين ، يظهر للناس بأنه صاحب مبدأ ولكنه للأسف انتهازي يجيد المسح على الأكتاف للوصول لغايته ، وهذا النموذج يبيع نفسه مقابل دراهم معدودات يمجد هذا وذاك ويرفع الوضيع ويحط من مكانة الكريم ، ويزور التأريخ ، يجعل من العدو المحتل فارس همام ، ومن أبناء الوطن الشرفاء خونة وأعداء يجيد لعبة قلب الأدوار ويماطل ويلوك الكلام وكأنه نابغه ولا يوجد له في الكون مثيل ، تراه يستميت من أجل من ان تدفع له الأموال، فيضعه موضع الابطال المدافعين عن الوطن والمضحين بالارواح ، ويمكنه تغيير مسار قلمه وأن يذم اليوم من مدحه امس أن رفع غيره له الاثمان فالعملية بسيطة خطت قلم وعنوان وضمير بيع بأبخس الاثمان ، متلون كالحرباء ينهش في المجتمع كالوباء ،لا يعرف معنى مسؤولية حمل قلم فكل شيء عنده مباح لايحمل قيم أو مبادئ أو احترام للذات فكرامته مهدورة من أجل الحصول على المال حتى وإن اهانه سيده أمام الملأ فحسب وجهة نظره يفسر اهانته بالمزاح..

القلم مسؤولية ورسالة لا يحملها سوى الشرفاء الذين يحاربون الجهل والجهلاء أصحاب المبادئ الذين لا تغريهم من أجل كلمة حق الأموال،  صادقين لا يعرفون المكر والخداع ويعتبرون الكلمة شرف وميثاق ،وينقلون الحقيقة كما هي   دون زيف وخداع،  ويواجهون الباطل باقلامهم الصادقه وأن طارت منهم الاعناق ، فقال أعوذ بالله من أصحاب الأقلام المأجورة كفاك شرح فقد وضحت الصورة،

يامن تحملون القلم وتجيدون لعبة الكلام اتقوا الله وكونوا اهلا لحمل الاقلام فالقلم النظيف يسمو بحامله نحو السماء ويذكره التاريخ بكل زهو وأباء أما الاقلام المأجورة فهم على وسط الصحافة دخلاء وسينكشف زيفهم مهما ارتدوا من أقنعة ليمثلوا دور النبلاء ،وستتساقط الأقنعة أمام الحقيقة فالقلم  أقوى سلاح وقد يقتل صاحبه أن لم يجيد استخدامه وسيكون مصيرهم التهميش والاقصاء.

 

١٣/ ٩/ ٢٠٢١

سبتمبر 13, 2021