قصيدةٌ
للشاعر والروائي والناقد الأدبي المصري السيد فاروق من أحدث دواوينه " مشكاة
الروح " ، للأديب السيد فاروق العشرات من الدراسات النقدية المتميزة ، حاصلٌ
على الماجستير في إدارة الأعمال، وفي طريقه للحصول على الدكتوراه ، شق طريقه في
الآفاق الأدبية بكلّ جدارةٍ وعزيمة ، من خيرة ما أنجبته مصر العظيمة من الأدباء
الجدد ، نسأل الله له التوفيق .
***
وَهَاجَتْ
فِي مَرَاسِي الشِّعْرِ رِيْحٌ
وَأَحْجَارٌ
لَهَا لَهَبٌ وَنَارُ
***
وَأَلْقَتْ
فِي مِيَاهِ الشِّعْرِ قَذْفًا
وَثَارَ
لِسُوءِ فِعْلَتِهَا الْغُبَارُ
***
بِسُوقِ
عُكَاظِنَا قَامَتْ بِرُشْدٍ
عُبَيْقِرُ
ضِدَّ فِكْرٍ فِيهِ حَارُوا
***
فَمَنْ
هَذَا الَّذِي حَفَرَ الْخَطَايَا
لِيَبْنِيَ
تَحْتَ أَقْصَانَا الصِّغَارُ
***
وَيَزْرَعَ
هَيْكَلًا بِالْإِفْكِ قَهْرًا
وَأَصْنَامًا
لَهَا الْأَقْزَامُ زَارُوا
***
فَيَا
فُرْسَانَ لَهْجَتِنَا أَفِيقُوا
لِيَهْرَبَ
عَنْ مَدِينَتِنَا الْحِصَارُ
***
فَسَلْ
مُوسَى إِذَا مَا شِئْتَ عِلْمًا
يُجِبْكَ
الْخَضْرُ أَنَّ الْجَهْلَ عَارُ
***
كَلِيمُ
اللَّهِ لَمْ يُدْرِكْهُ صَبْرٌ
فَكَانَ
الْفَصْلُ لَمْ يَكْمُلْ حِوَارُ
***
وَسِرُّ
الْحَرْفِ فِي لَفْظٍ تَلَوَّى
كَثُعْبَانٍ
لَهُ سُمٌّ عَقَارُ
***
وَيَعْبَثُ
فِي جَنَانِ الشِّعْرِ حَتَّى
يُقَتِّلَ
حُلْمَ مَنْ لِلشِّعْر ثَارُوا
***
سَأَلْتُ
اللَّهَ مَبْعُوثًا نَبِيًّا
كَيُوسُفَ
وَاعِيًا حَرْبًا أَدَارُوا
***
فَيَرْأَبُ
صَدْعَ مَن بِالْحِقْدِ ظَنُّوا
وَيُلْجِمُ
ثُلَّةً أَضْحَتْ تَغَارُ
***
أَلَيْسَ
الشِّعْرُ نُورًا قَدْ تَجَلَّى
بِعَبْقَرَ
حِينَمَا وَلَّى النَّهَارُ
***
وَلَوْلَا
اللَّهُ لَمْ تُدْرِكْهُ عُرْبٌ
وَلَمْ
يُسْمَعْ بِنَادِيهَا افْتِخَارُ
***
فَمَنْ
لِلشِّعْرِ حِينَ يُسَاءُ حَرْفٌ
وَيَلْمَعُ
فِي الْمَحَافِلِ ذُو الْعَوَارُ؟!
***
وَمَنْ
لِلَّفْظِ وَالْأْعَلْامُ وَلَّوْا
مَتَى
يَبْقَى لِلَهْجَتِنَا قَرَارُ؟
***
وَكَيْفَ
يَكُونُ وَالْأُدَبَاءُ ضَلُّوا
وَيَنْهَشُ
فِي مَرَاعِينَا الْبَوَارُ
***
فَقُمْ يَا
سَيْفَ دَوْلَتِنَا بِعَدْلٍ
فَإِنَّ
الْعَدْلَ وَالتَّقْوَى جِدَارُ
***
وَلَا
تَرْفَعْ بِوَجْهِ بَنِيكَ سَيْفًا
فَإِنَّ
السَّيْفَ فِي الْقُرْبَى انْتِحَارُ
***
أَلَا
فَانْفُضْ غُبَارَ الْجَهْلِ عَنَّا
فَمَا فِي
الْجَهْلِ إِلَّا الاِنْكِسَارُ
***
وَمَزِّقْ -إِنْ
تَشَاءُ- رِدَاءَ كِبْرٍ
فَمَا فِي
الْكِبْرِ إِلَّا الِاحْتِقَارُ
***
وَكُنْ يَا
صَاحِ ذَا عِلْمٍ وَفَضْلٍ
فَإِنَّ
الْعِلْمَ لِلْمَرْءِ الْفَخَارُ
***
فَمَنْ
يَلْبَسْ رِدَاءَ الْفَضْلِ طَوْعًا
يَكُنْ
لِلْعَالَمِينَ هُوَ الْمَنَارُ
***
وَكُنْ
مُتَوَاضِعًا سَمْحًا كَرِيمًا
فَفِي
بُخْلٍ مَعَ اللَّهِ افْتِقَارُ
***
أَلَا فَاصْدَعْ
بِنُورِ الْحَرْفِ هَيَّا
فَإِنَّ
الشِّعْرَ فِي الْكَوْنِ الْمَدَارُ
******
0 comments:
إرسال تعليق