البرزغ لغةً : هو الحاجز الّذي يفصل بين شيئين ، و يحول دون أن يختلطا .
البرزخ اصطلاحا : هي الفترة الزمنية التي بعد الموت مباشرةً
، و قبل البعث . وهي فترة افتراق الرّوح
عن الجسد المحسوس .
أين تعيش الروح بعد الموت ؟
كما ورد في العديد من روايات أهل البيت عليهم رضوان الله
وسلامه
أنّ هذه الأرواح تعيش بعد الموت في عالم البرزخ إلى يوم
القيامة ، حين رجوعها لصاحبها بعد البعث في عملية تزاوج الروح بصاحبها ( وإذا
القبور بعثرت) ( وإذا النفوس زوّجت ) ، ويسمي الله هذا الرجوع زواجًا وهي عملية
اقتران الروح بالجسد المادي المحسوس لحمًا وعظمًا وتُعدُّ تلك المرحلة هي المرحلة
السادسة واﻷخيرة من حياة الإنسان .
أمّا المرحلة
الخامسة لمراحل الإنسان فهي الحياة البرزخية محور هذا المقال، حيث تعيش الرّوح في
هذه الفترة ، فترة ما بعد الموت في القالب المثالي الجزء الثالث للإنسان ، وعلى
صورة صاحبها تمامًا في جنةٍ أو نارٍ أو هي متروكة لأمر الله.
فهي أمّا مُتنعمة ، وأمّا مُعذبة ، و أمّا مؤجلة، حسب ما
لصاحبها من أعمالٍ حسنة أو سيئة.
أين هو موقع البرزخ
وهل هو موجود ؟
نعم هو موجودٌ فالبرزخ عالمٌ قائمٌ بذاته ، ليس من الدّنيا ، و ليس من
الآخرة .
خصوصياته مختلفة جدا فهو فترةٌ زمنية تحيط بثلاثة مواقعَ
مهمةٍ هي :
أولا : الجنة البرزخية .
ثانيا : النار البرزخية .
الثالثة : المتروكة والمؤجلة .
والدليل على هذا القول من شقّين :
الشق الأول : القرآن
الكريم الآية وفي الآية الشريفة التالية ما يشير إلى هذا :
{{ حَتَّى إِذَا جاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ
ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ
هُوَ قائلها وَمِن ورائهم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَإِذَا نُفِخَ في
الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يتساءلون* فَمَن ثَقُلَتْ
موازينه فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ موازينه فأُوْلَئِكَ
الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ
النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ* أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ* قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا
وَكُنَّا قَوْماً ضالين* ربنا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا
ظَالِمُونَ* قَالَ اخْسأوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ* إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ
مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
وَأَنتَ خَيْرُ الرَحِمِينَ* فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ
ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إني جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا
صَبَرُواْ أَنَّهُمْ هُمُ الفائزون}} (99ـ111).
سورة المؤمنون.
« فمن بعد الموت
تأتي مرحلة حياتنا الخامسة في عالم البرزخ وقبل نفخة الصور »
ما هو البدن الذي يعيش فيه الإنسان في عالم البرزخ ؟
بما أنّ البرزخ هو مرحلة الحياة الخامسة للإنسان فإنّ
المرحلة اﻷخيرة هي مرحلة البعث التام روحًا وجسمًا، وعليه فلا وجود للجسم المادي
المحسوس في عالم البرزخ بل يبقى في قبره أو في عوالم الأجداث .
و على إثر هذا عليك أن تعرف أيها الإنسان بأنّك مركبٌ من
ثلاثة أجزاءٍ وليس من جزءين كما يعتقد الكثير من روحٍ وجسدٍ فقط .
والثلاثة أجزاءٍ
هي :
١- جزءٌ محسوسٌ و هو الجسم .
٢- جزءٌ غير محسوس وهو الرّوح .
٣- جزءٌ غير محسوس و هو الجسم المثالي الرّقيق الهوائي
،فهو ألطف من الريح خفة (( Perispery )) ، وهذا الجسم المثالي هو الهالة التي تحيط
بكلّ إنسانٍ وقد أثبت العلم وجوده مؤخرًا وهي على هيئة صاحبها تماما.
قد يسأل أحدنا كيف يكون العقاب و التّنعم في الحياة
البرزخية ؟!
وعلى أيّ ٍ من
الأجزاء الثلاثة يقع العذاب أو التّنعم في عالم البرزخ ؟!
فالجسد المادي بالٍ لم يُبعث بعد !
والرّوح لا ذنب لها بذنوب صاحبها الإنسان !
هناك مؤشرات ، تشير إلى أن العذاب ، أو التّنعم ، يقع
على الجسم الهوائي ، الشّفاف المثالي ، الّذي بصورة صاحبه ، دونما أن تتأذى الرّوح
فسبحان الله العادل الحكيم { ولا تزر وازرةٌ وزر أُخرى }.
والتّألم أو التّنعم
يكون أشدّ وقعًا من ألم الدّنيا ، والتّنعم فيها أكبر بكثيرٍ من التنعّم
بالحياة الدنيا .
والدّليل على ذلك من الآيات القرآنية الكريمة ، و من
الرّوايات ..
يقول الرسول عليه وعلى آله الطّاهرين وصحبه المنتجبين
أفضل الصّلاة و السّلام
( القبر روضةٌ من رياض الجنة ، أو حفرةٌ من حفر النار )
ويقول (ص ) ( أعوذ
بالله من عذاب القلب )
وعنه (ص) عندما
استشهد جعفر أبن أبي طالب في غزوة مؤتة (( رأيته وله جناحان يطير بهما مع الملائكة في
الجنة ))
كما أنّ رحلة الإسراء والمعراج للرسول الكريم " ص"
فيها من اﻷدلة مما يكفي لوجود الجنة البرزخية والنار البرزخية لما حدثنا به صلى
الله عليه وآله وصحبه المتقين عمّا شاهده في تلك الرحلة في النار البرزخية .
هل سألنا أنفسنا أيّ جنةٍ تلك التي رأها رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه المتقين وأيّ نار ؟
إذن فهي جنة ونار البرزخ ، لا جنة المأوى ، حيث لم يحن
بعد يوم القيامة ولا البعث.
وقد اتفقت الأمّة الإسلامية جمعاء ، على وجود الحياة
البرزخية ، باستدلالات القرآن الكريم ، و الأحاديث النبوية الشريفة ، فلنستعد لها
ولما فيها .
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
الممصادر :
١- القرآن الكريم .
٢- الأحاديث النبوية الشريفة .
٣- كتاب الإنسان في مراحله الست .
٤- الإطلاعات الثقافية للكاتبة .
0 comments:
إرسال تعليق