(يقولون ان الوقت سيغير كل شيء ،ثق ان لاشيء
سيتغير ان لم تتغير انت).الفيلسوف سبنسر فولترتون...
.١٩٠٠ او المدعو(داني بوودمان ت د ليمون)،اعظم
عازف بيانو في المحيط.ولد لقيطا وعاش بعناية الهية في سفينة تجوب عرض المحيط بين امريكا
واوربا ،رباه رجل بحار فقير ومنحه اسمه،تركه
بلا هوية او تسجيل حكومي ليبقى شخصا بلا هوية او ذكر بأي دائرة تسجيل،توفي الرجل البحار
( داني)، وبقي الطفل وحيدا،قاده ذكائه الى تعلم العزف على البيانو وشكل فرقة بسيطة تعزف على الدوام للمسافرين،ولم يغادر السفينة
ابدا ،يروي قصته عازف البوق الذي التقاه صدفة بالسفينة كان عمر العازف حينذاك سبعة
عشر عاما اصبح عضوا بفرقة ١٩٠٠..اما افرادها فهم يعزفون على الكلارينيت،والترومبيت
،والبوق والغيتار،اعظم افرادها هو المدعو ١٩٠٠،يؤلف معزوفات من خياله وتعزفها انامله.
السفينة بها من الغرابة مايكفي،فالقبطان
مصاب برهاب الاحتجاز ويعيش في قارب الانقاذ بينمامسؤول الاتصالات الكن،وربناها اعمى،كلهم
على متن سفينة واحدة،سفينة من دون مطبخ هكذا قرروا تصميمها.
توطدت الصداقة بين ١٩٠٠ وصاحب البوق،عرف
من حديثه ان يسافر مع العزف الى دول شتى واماكن خلابة دون ان يراها بالواقع انما يشم
عطرها ويعرف تفاصيل اماكنها من حديث الاخرين.،لينطلق عنانه بالخيال ويسرح في اماكن
عديدة.شرقا وغربا يلتقي بفتيات ويرى ملامح وجوه الناس ويتشرب كل الاماكن والاصوات والروائح،ذلك
كله لانه يرى الناس يأتون من بلاد شتى خلال عمره الذي قضاه هنا في السفينة وعلى مدىسبعة
وعشرين عاما.العالم يصعد معه على متنها ويتقمص روحه.عبقريته وفن الاصغاء والقراءة مد
له العون ليكسب عيشه،ويبقى حيا ومقيما في السفينة.
في صيف١٩٢١ وصلت اخبار عنه الى مسامع اشهر
عازفي الجاز(جيلي رول مورتن)،حيث كثيرا مانزل الناس من السفينة وهم يمتدحون ١٩٠٠ومعزوفاته
الغريبة وانه يمتلك اربع اياد تضج بالموسيقى والجمال المنفرد.
تحدى مورتن الاخرين في تمكنه العزف ،وكونه
سيكون هو الفائز لو حصلت المنازلة ،فكر ان يحطم اسطورة عازف المحيط الى الابد،رفض
١٩٠٠ ان تطئ قدماه ارض اليابسة فهو معتاد على المحيط.مادفع مورتن الى دفع ثمن بطاقة
ذهاب واياب الى اوربا،وصعد على متن السفينة.ودع الصحفيين من مرفأ بوسطن.بدا النزال
فعلا وابهرهم مورتن بسحر موسيقاه فيما كان ١٩٠٠ مسحورا بما يسمع،حتى عزف لهم موسيقى
سحيفة ومعتادة .كانت اغلب الجولات الفائزة لمورتن،الى ان استوعب ١٩٠٠الامر وعاد الى
تركيزه عزف وابهر المستمعين وفاز على غريمه الذي غادر القاعة ولم يرد اللقاء بعازف
البيانو مرة اخرى.
في قلب المحيط وفجأة يقرر ١٩٠٠ ان ينزل
من متن السفينة الى اليابسة،
استعد للنزول بعد اهداه سترة جلدية ليبدو
رجلا محترما لم يتعدى ثلاث سلالم وعاد ادراجه واختفى في السفينة،غير قراره وبقي فيها
خوفا مما لم ير.الرجوع غيره بدا اكثر غرابة،صار حديثه اقل من المعتاد وبدا مشغولا.اما
عازف البوق ،فنزل عن متن السفينة فرجينيان عام ١٩٢٢بعد ان قضى ستة اعوام.مرور السنين
واختلاف الطرقات اختفت اخبار ١٩٠٠ والسفينة حتى جاءت الحرب اللعينة ،وصلت رسالة تقول ان السفينة استخدمت كمشفى متنقل واصبحت معطوبة من الحرب وقرروا تدميرها بل ملؤوها
بالديناميت ليفجروها لاحقا،اثارت ملاحظة نهاية الرسالة حفيظة عازف البوق حيث ان
١٩٠٠ لم ينزل للان من السفينة رغم افراغها من ركابها.ممادعاه ان يسافر اليها باحثا
عن صديقه ليجده في طابق المحركات جالسا على
الديناميت،بعد ان قرر عدم النزول من متنها.
وفق الكاتب في توصيف حياة شخص ولد على سفينة
وقرر الا يغادرها،حتى وان خطر ذات مرة ان يغادرها وقرر استعدادا النزول عن سلالم السفينة
تردد وعاد ادراجه وانزوى في اركانها،خوفا مما لم يرى،المحيط هو حياته ومستقبله،كان
هو الاوكسجين الذي يستنشقه ،الهمه عذب الالحان والنوتات التي تخلب القلوب وتأسرها سحر
مسامع الناس واصبح اشهر العازفين ،تتولد انغامه في كل رحلة ذهاب واياب مابين اوربا
وامريكا.
عرف اغلب الاماكن والبلدان دون ان ينزل
من سفينته بل شم رواىح الاطعمة والازقة من خلال افواه الراكبين من مختلف الجنسيات من
خلال وصفهم لمذاق الاطعمة وتمكن من وصفها كانه راءها بالفعل.
اشار الكاتب الى التفكير الانساني واختلافه
والتمسك بقرارات قد تكون منبعها صلب وقوي وقرارات لا معنى لها.قدرة الانسان على التخلي
والانزواء وتركيب البشر النفسية التي تخشى الاختلاط والخروج عن مألوفها.اختيار الحياة
ومكانه ،كذلك اختيار اسلوب الموت بالجلوس في سفينة مدججة بالديناميت المجهز لتفجيرها
بعد الحرب.
استخدم الكاتب عدة طرق في السرد تارة اسلوب
مسرحي حيث المشاهد واسدال الستائر وتارة مونولوج وحوار داخلي يقوم بسرده لنا صاحب البوق،كما
اختصر الشخصيات بشخصيتين اساسيتين ،١٩٠٠ وعازف البوق وبعض الشخصيات الثانوية كان وجودها
ضرورة لمعرفة تفاصيل بعض الاحداث،الانفعالات البدنية والجسدية قليلة وتكاد لاتذكر انما
هناك تعبيرات نفسية وهادئة عبر عنها بالموسيقى والانغام التي تندرج بين امواج المحيط
وحركة السفينة،،الاحداث جاءت حسب بناء الرواية من مقدمة واحداث ووقائع ثم الحبكة والنهاية
،جاءت كترتيب منطقي سلس،لغة سهلة وبسيطة خالية من الاطالة والبلاغة والفلسفة.
الساندروا باريكو المولود عام ١٩٥٨ في تورنتو
هذا الكاتب الايطالي الاكثر شعبية في ايطاليا ،تتلمذ على ايدي ابرز الاساتذة الايطاليين
في مجال الفلسفة والادب والموسيقئ ،اخرجها في البداية كمسرحية ثم كتبت كفلم سينمائي وحقق نجاحا كبيرا وترجمت الى عدة لغات.كتب روايات
اخرى،قلاع الغضب عام ١٩٩١ والبحر المحيط عام ١٩٩٢ واراضي الزجاج وحرير.
0 comments:
إرسال تعليق