• اخر الاخبار

    الاثنين، 30 يناير 2023

    إشراقات وإضاءات بلاغية وأدبية ولغوية في تفسير سبع آيات من سورة المدثر.. قام بالدراسة والإشراقات والإضاءات البلاغية والأديبة الناقد/رفيق فهمي واصل

     


     

    من الأدب الإسلامي :                              

        3- من أدب القرآن الكريم  :                             

    قال تعالى : " ما سلككم في سقر . قالوا لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذب بيوم الدين .  حتى أتانا اليقين .فما تنفعهم شفاعة الشافعين "  الآيات من سورة المدثر من الآية 42 : 48                 بسم الله الذي لا تتم السابغات من الأقوال والأعمال والأفعال إلا به وحده لا شريك له والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين وبعد هذه دراسة في أدبنا الإسلامي وأعلى وأسمق وأرفع شأناً وأبلغ الكلام مرتبة ومنزلة هو كلام رب العالمين القرآن الكريم الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "  ولطالما الكتاب مفتوح ليتدبره المعتبرون  !!!!                        

      " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " سورة محمد الآية 26                                  

     فهو معين لا ولن ينضب حتى يأتي من يفتح الله تعالى عليه ليشير إلى معنى غائب لم يكن موجوداً لدى المفسرين السابقين فيفيض الله تعالى عليه به - بعد الرجوع إلى أهل الذكر المتقدمين - وهو نوع من التفسير بالرأي المحمود غير المذموم ( الذي ليس له أصل يرجع إليه ) وخير من تحدث في هذا الشأو العلامة محمد رجب البيومي عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف سابقاً  !!!     

       ولنبدأ التفسير مستعينين بالله رب العالمين بعد الرجوع إلى أقوال المفسرين  .                                           

       أولاً : اللغويات  :

    1-      سلككم : أدخلكم         

        ٢- سقر : أحد أسماء جهنم         

          ٣- نخوض : نتحدث بالباطل    

         ٤- يوم الدين : يوم القيامة  

          ٥- اليقين : الموت .    

       ثانياً  : التفسير  الإجمالي  :         

       ما سلككم ؟؟؟ قيل : هذا سؤال أهل الجنة للمجرمين الذين دخلوا النار مع الكافرين والمشركين  .

       وقيل : هو حكاية قول المسئولين : يجيبون على من سألوهم ما جرى وحدث فيما بينهم وبين المجرمين فيقول المشركون والكافرون لبعض أهل القبلة ممن دخلوا معهم سقر : ( ما سلككم في سقر ؟؟؟ )  فيجيبون عليهم :                         ( لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذب بيوم الدين . حتى أتانا اليقين ) .                          

    قال ابن مسعود ( تشفع الملائكة والأنبياء والشهداء والصالحون فلا يبقى في النار إلا أربعة ) ثم تلا  :  ( قالوا لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين  وكنا نكذب بيوم الدين ) .                                           قال ابن الحصين :  

    الشفاعة نافعة لكل واحد دون هؤلاء  !!!!!       

     قال المفسرون صح أن : جهنم - أعاذنا الله تعالى منها - سبع طبقات تناديهم الملائكة كالآتي :                                                  ١- من كان في الطبق الأول :  " ويل يومئذ للمكذبين " .  

     ٢- من كان في الطبق الثاني :  " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " 

        ٣- من كان في الطبق الثالث :  " ويل لكل همزة لمزة " .    

    4- من كان في الطبق الرابع :   " فويل لهم مما كسبت أيديهم " .   

       ٥- من كان في الطبق الخامس :     " الذين لا يؤتون الزكاة " .  

       ٦- من كان في الطبق السادس  :  " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " .     

      ٧- من كان في الطبق السابع  :  " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " .                         

     ثالثاً : التفسير البلاغي والأدبي واللغوي للآيات السابقة  :                                                         

       ما سلككم في سقر ؟؟؟  

     ما : استفهامية لغير العاقل لأن التساؤل المطروح عن سبب السلوك والدخول في جهنم  !!! وسلككم : الفعل سلك يدل على يسر الدخول فالطريق السالك غير الطريق غير المعبد !!! والسلوك هنا : ليس عن اختيار لهم بل هو اختيار ومشيئة الملك الجبار القهار فالكل تحت قهره وسلطانه !!! ومن ذا الذي يختار السلوك في الجحيم في الدنيا ؟؟ فما البال بمن يختار السلوك في جحيم الآخرة ؟؟؟ !!!!!         

    وإذا كان هذا سوف يحدث في الآخرة وقد جاء الحدث بذكر صيغة الماضي للدلالة والتأكد من وقوعه آجلا " لمن ألقى السمع وهو شهيد " . 

      ثم لا حجة لأحد ما  !!!!!!    لمه ؟؟؟؟؟؟ 

    لأن هذه الآيات القارعات لم تنزل قبل نزول العذاب بساعة !!!!! بل . أنزلها رب العالمين على عبده ورسوله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ أكثر من أربعة عشر قرناً قرآن يتلى إلى أن    " يقوم الناس لرب العالمين " .                          فما العذر ؟؟؟ وما الحجة ؟؟؟ وهل ينفع الندم وقتئذ ؟؟؟    

     س 1 : ما العذر لمن ترك الصلاة بالكلية  ؟؟؟     " قالوا لم نك من المصلين "  !!!!!                                               س 2 : وما العذر لمن يداوم على تأخير الصلاة حتى يقترب وقت الصلاة التي بعدها  ؟؟؟  

      " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " .        

    س 3 : أو يجمع الصلوات في غير عذر وجمع كالسفر ونزول المطر الغزير والرعد والخوف مما هو مدون في مظان الفقه لمن فقه ؟؟؟         

       س 4 : وما الاعتذار والحجة لمن أجاد وأفاض الله تعالى عليه بالرزق الوفير وبخل على المحتاجين والمساكين حتى على أقرب الأقربين ؟؟؟ " ولم نك نطعم المسكين "  !!!!!          

      س 5 : ما حجة واعتذار من يجالس أصحاب السوء الخائضين في أعراض الناس ويتخذهم فكاهة على لسانه ؟؟؟ !!!                                  "وكنا نخوض مع الخائضين "  !!!!!                

     س 6 :  وما قبح وحجة وبرهان واعتذار الذي يكذب بوقوع الحساب يوم البعث يوم الدين ؟؟ "وكنا نكذب بيوم الدين " فإذا كنت أحد هؤلاء الأربعة أو فيك صفتان أو ثلاث صفات مما ذكر في الآية الكريمة الحكيمة البليغة السامقة الرائقة البديعة فارجع سريعاً حبيب الله إلى ربك مولاك فإنه في أشد الشوق لعودتك إليه ليكتنفك ويعفو عنك إنه الكريم الذي ترجى جوائده !!!!!                              

     وأنا أعلم تمام اليقين أنك لست من أهل هذه   الصفة الرابعة " وكنا نكذب بيوم الدين " .       

    والله يا حبيب الله لن ينفعك مالك  !!!   ولن ينفعك جاهك ولا سلطانك  !!!!  

     ولن ينفعك زوجك ولا ذريتك !!!!!    ولن ينفعك وقتها أملاكك جميعها ولو بلغت عنان السماء لتقدمها خالصة بمفاتيحها إلى الله تعالى ليعفو عنك ويخرجك من سقر ساعة  !!!!!        

    كلا . لا لا يحدث  !!!!! ولن يحدث  !!!!!!   ولن ينفع البكاء أوالندم  !!!!!!!     " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد . وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد . هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب . ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود . " . ق من الآية 30 : 34      

    ....................................

       المصادر  :                                              

    1-      كتاب رب العالمين القرآن الكريم .              

    2-      التفسير الميسر  :  محمد سيد طنطاوي - رحمه الله تعالى - .                                

            3- التفسير القرآني  :  الأستاذ الدكتور /   محمد رجب البيومي عميد كلية اللغة العربية الأسبق جامعة الأزهر الشريف  .                                 

    3-      معالم التنزيل  :  تفسير الإمام البغوي المتوفى عام 516 هجرية  .                          

    4-      معترك الأقران في إعجاز القرآن للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هجرية  .  

    ................................................................................................................                                                                       ولئن وفقت ففضل من الله تعالى علي  " ليبلوني أأشكر أم أكفر " .  " ولئن شكرتم لأزيدنكم " .                            ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فمن نفسي ومن الشيطان . 

    " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " .   

    " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .

    .......................................................................................      

    ** جمعه وكتبه وحرره الراجي عفو ربه

     رفيق فهمي واصل

    ناقد أدبي وكاتب صحفي

     بالقسم الثقافي بجريدة

     الزمان المصري الغراء .            

     القاهرة في فجر الاثنين المبارك الموافق 30/1/2023 

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: إشراقات وإضاءات بلاغية وأدبية ولغوية في تفسير سبع آيات من سورة المدثر.. قام بالدراسة والإشراقات والإضاءات البلاغية والأديبة الناقد/رفيق فهمي واصل Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top