• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 31 يناير 2023

    إشراقات وإضاءات حول تفسير خمس آيات من سورة الزمر قام بالإشراقات والإضاءات والدراسة الأدبية والبلاغية واللغوية الناقد/ رفيق فهمي واصل

     

     


    من الأدب الإسلامي  : 

         4- من أدب القرآن الكريم  :                              

        أولاً عرض الآيات القرآنية  :                              

        قال تعالى :                                                    

    " وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون . ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون . وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين . قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين . وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخولها خالدين . " .  الزمر الآيات من الآية  69  :  73                       ثانياً  : المقدمة  :                                        

        بسم الله تعالى الذي بنور وجهه أشرقت السماوات والأرض والصلاة والسلام على أشرف الخلق والسماء والأرض سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد بن عبد الله مرشد العباد إلى صراط الله المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وبعد .

     ثالثاً  :  اللغويات  :                                         

    1-      وأشرقت : أضاءت بنور ربها .            

    2-      ووضع الكتاب : سجل الأعمال التي اكتسبناها في الدنيا من خير وشر .   

    3-      وجيء بالنبيين : أحضرت الرسل وشهودهم .    

     4- وقضي بينهم بالحق : بالعدل .      

     5- ووفيت : أخذت كل نفس تمام حقها مما قدمته من خير أو شر في الدنيا .                       

    6- وهو أعلم : وهو عالم سبحانه وتعالى .  

           7- وسيق الذين كفروا : جيء وأوتي بهم في تعنيف .                                       

                     8- زمرا : أفواجاً وجماعة بعد جماعة .          

         وأصل الزمر : الصوت قيل : لا تخلو جماعة من زمر أي من إحداث صوت !!!                  

                     9- حتى إذا جاءوها : إلى أبواب جهنم  .  فتحت أبوابها : أي السبعة .                

                 10- وقال لهم خزنتها : حراس النار من الملائكة وقيل : سدنتها من ملائكة العذاب يرأسهم خازن           11- ألم يأتكم رسل منكم : تقرع وتوبخ الملائكة أهل النار عند دخولها .                       

                 12- ولكن حقت : وجبت .                 

                13- فبئس مثوى المتكبرين : المثوى المقر والقرار والاستقرار السيئ والمخصوص بالذم محذوف تقديره جهنم .                            

          14- وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة :         

       السوق والمجيء بأهل الجنة هنا يكون في لطف وطمأنينة !!!                                   

                   15- وقال لهم خزنتها  : حراسها من الملائكة يرأسهم سيدنا رضوان - عليه السلام - .          

         رابعاً : التفسير الإجمالي  :                         

        وأشرقت أرض المحشر ( عرصات يوم القيامة ) بنور خالقها وبنور عدله للفصل بين العباد وحسابهم على ما قدموا واكتسبوا في حياتهم الدنيا ويطلب منهم الملك الجبار القهار أن يقرأ كل فرد كتابه وسجل أعماله من خير وشر على حدة " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة "  الله تعالى رب العالمين ورب الخلائق أجمعين يطلب منا قراءة سجلاتنا - وليس سجلا واحداً - يا لهول الموقف المهيب أمام رب العالمين !!!!!!! يارب سلم سلم !!!!!! ثم يؤتى ويجاء بالنبيين والشهداء من أمة محمد وستكون أمتنا أمة محمد شهيدة على كل الأمم وشاهدة لنبيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة على أكمل وأتم وأشرف وأسمق وجه ومسئولية !!!!!        

         ولأن الله تعالى تبارك هو العدل فيقضي بين العباد جميعاً بالعدل - ومن قال أو اعتقد غير ذلك كفر برب العالمين - ثم من كمال عدله توفية الحقوق لأصحابها ولو كان قطميرا  !!!!!  

              ثم تعرض الآيات مشهداً مهيبا صعباً عند سوق الكافرين إلى جهنم وعنصر المفاجأة من فتح أبوابها السبعة على غير توقع وفي تعنيف فتتساقط أنفسهم وأنفاسهم قبل إقحامهم فيها مع فيه من الذلة والصغار والمهانة على خلاف ما كڤانوا فيه من التنعم بالملذات والشهوات والرفاهية المطلقة ( مفهوم المخالفة في علم أصول الفقه ) أو هو من باب المشاكلة كما قال البلاغيون !!! وقد قال النحاة : ( إن إذا هنا فجائية ) ثم التوبيخ والتقريع والإذلال والمهانة لأهل النار بسؤال الملائكة الموكولين بالعذاب لهم ( ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ) ؟؟؟ !!!! وجاء الاستفهام للإنكار على حالهم المزري فلم يكتفوا برسوبهم في امتحان الدنيا بل . عند إعلان النتيجة التوبيخ والتقريع والإذلال زيادة في العذاب المعنوي والنفسي فوق العذاب المادي والحسي توطئة للعذاب المادي الحسي الذي سوف يرونه رؤية العين بعد قليل " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .    

           هذه هي الحقيقة الدامغة التي لا جدال ولا فصال فيها البتة " وأنى لهم التناوش " ؟؟؟ !!! ثم تعرض الآيات السامقات ذوات العذوبة في الألفاظ بما تحمله من معان لا تدانيها معاني البشر جميعاً ولا معاني الثقلبن مجتمعين                 " ولو اجتمعوا له " .  تعرض الآيات الموقف النقيض والصورة المغايرة الصورة والمشهد الآنف ( سوق وسياق الملائكة الموكولين بإدخال المؤمنين جنات النعيم جنات عدن - نسأل الله تعالى ربنا العفو أن يلحقنا بهم مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا - ) وقبل التفسير يتبادر إلى الأذهان المشيئة الإلهية المطلقة يوم العرض فلا مشيئة ولا اختيار لملك مقرب ولا لنبي مرسل أن يفعل ما يحلو له إلا بعد أن يأذن الله تعالى له !!!!!!!

     فسوق المؤمنين أيضا دلالة على أنه لا تصرف ولا اختيار للمؤمنين أن يتقدموا - دونما إذن - بدخول جنات عدن جنات النعيم المقيم إلا بعد إذن وسماح ومشيئة الرب سبحانه وتعالى للدخول !!!!!!! ( أعني ليست فوضى كما يحدث في الدنيا )  !!!!!!!!                                    

        عود على بدء  :                                         

          لكن الذي نلحظه في عرض المشهدين مشهد أهل النار - أعاذنا الله تعالى بلطفه وعفوه من أن تمسنا - ومشهد أهل الجنة عنصر المفاجأة والإخافة لدى أهل النار حيث التفاجؤ بفتح أبواب جهنم السبعة دفعة واحدة لهم بعد أن كانت موصدة مغلقة وليتخيل المعتبر هذا المشهد في بؤرة شعوره  !!!!  بينما المشهد المضاد لهذا هو عدم المفاجأة حيث إن الضيف زيادة في الترحيب به تعد له الموائد وتفرش له الأرض وتفتح وتفتح ( بتشديد التاء ) له الأبواب كلها أبواب الجنة الثمانية قال الشاعر :  وترى الناس إلى أبوابه..... زمرا تنتابه بعد زمر   وقال الآخر  :                                                  إذا ما راية نصبت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين   أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ؛ والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة ) !!!!! وكذا أخرجا أيضاً ( البخاري ومسلم ) عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال  : ( في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ) !!!!!                    عود على بدء :                                        

            تسوق الملائكة المتقين إلى جنات النعيم المقيم جنات عدن سوق إعزاز وتشريف وتكريم !!!        قال قتادة :  بعدما عبروا جسر جهنم - بفضل وكرم وجود وعفو الله تعالى عنهم وعليهم - ثم بعد أن حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص بعضهم من بعض حتى إذا هذبوا أدخلوا الجنة وسيقوا إليها  !!!!! وقيل : ( حكاية أقوال ) إن على باب الجنة شجرة تحت ساقها عينان  :                                

    1-      فيغتسل المؤمن من إحداهما فيطهر ظاهره !                              

    2-      ويشرب من الأخرى فيطهر باطنه  !!!!!! ؟؟؟ خامساً الملامح البلاغية واللغوية في الآيات القرآنية الكريمات  :                            

                1- الفعل أشرق ( وأشرقت الأرض ) :       عنى الإضاءة والإشراقة والبهجة بينما الفعل شرق : بمعنى طلع !!!                                

    3-      بنور ربها : قيل : ( بنور خالقها على ظاهر الآية )  وقيل : ( بعدل ربها بتفسيرها بالمقتضى قاله البصري وقيل : ( بحكم ربها بتفسيرها بالمقتضى قاله الضحاك ) وقيل : ( يخلق الله تعالى نورا يوم القيامة يلبسه وجه أرض الجنة فتشرق به - وهو غير نور الشمس والقمر )  !!!!     وهو أعلم بما يفعلون : أي وهو سبحانه وتعالى عالم شديد العلم بأحوال عبيده دون حاجة إلى كاتب أو شاهد أو ملك وإنما ( وضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء لإتمام البرهان عليهم وقطع سبل الاعتذار ) !!!                   

    4-         في قوله تعالى : ( ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ... ) الاستفهام حمل معانيا سامية أبسطها :

    1- التقريع ٢- التوبيخ ٣- التخويف بالعذاب الآتي ٤- فيه معنى مستشف هو وكأنه إشفاق من الملائكة على حال هؤلاء الداخلين العذاب الأليم الدائم  وكأنهم أرادوا ( ألم يكن أفضل لكم الإيمان برب العالمين وحده لا شريك له من أن تقحموا في هذه النار الشديدة التي لا يستطيعها أحد من خلق الله تعالى ) !!!!!   

          ٥- في ردهم وقولهم : ( بلى )  : عدم استطاعتهم الجدال والسفسطة والثرثرة التي كانوا يفعلونها في الدنيا  !!!!!                    

         6- وفيه إقرار واعتراف بالخطأ الوارد منهم واكتسبوه في الدنيا - لكنه وآسفاه لا ينفع -            وأكتفي بهذه الإشراقات والإضاءات والدراسة الأدبية والبلاغية واللغوية حول الآيات القرآنية في سورة الزمر من الآية  69 : 73  من كتاب رب العالمين الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " .    " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " . " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .   

    .............................................................................

       مصادر البحث  :                          

    1-      القرآن الكريم ( كتاب رب العالمين ) .   

    2-      التفسير الميسر : للإمام محمد سيد طنطاوي - رحمه الله تعالى - شيخ الأزهر الأسبق .

    3-      فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية للإمام الشوكاني المتوفى سنة  1250 هجرية .

    4-      تفسير الجلالين :                                

           لجلال الدين المحلي المتوفى عام  864 هجرية                               جلال الدين السيوطي المتوفى عام911 هجرية

    5-      تفسير معالم التنزيل للإمام المفسر المحدث الفقيه الحجة الفراء البغوي المتوفى عام 516         

    .........................................................................................

      ولئن وفقت ففضل من الله تعالى علي       " ليبلوني أأشكر أم أكفر     " ولئن شكرتم لأزيدنكم " .  

      ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فلأنه عمل بشري يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار والزلل !!!                                                   " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " .      

    ..................

    *كاتب الدراسة

    ناقد أدبي وكاتب صحفي بالقسم الثقافي

     بجريدة الزمان المصري الغراء .                          

      القاهرة في فجر الثلاثاء الموافق   31 / 1 / 2023

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: إشراقات وإضاءات حول تفسير خمس آيات من سورة الزمر قام بالإشراقات والإضاءات والدراسة الأدبية والبلاغية واللغوية الناقد/ رفيق فهمي واصل Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top