أولاً التمهيد :
بسم الله الذي لا تتم السابغات من الأقوال
والأعمال والأفعال إلا به وحده لا شريك له والصلاة والسلام على أشرف الخلق والأنبياء
والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين .
ثانياً
: المقدمة ( حول أدب الكاتب )
:
يمكن القول :
إن الأديب المبدع محمد إبراهيم علواني يعد أحد كتاب
المقال الأدبي البارعين يمتاز أسلوبه بالعذوبة وجمال التصوير ودقة التعبير !!!
ثالثاً : الدراسة الأدبية والنقدية على
المقال :
يمكن القول :
إنها سطور تكتب بماء العسجد من أديب رقراق جمع بين الأدب والدين والفهم الصحيح
لما ينبغي أن يسير عليه الإنسان في هذه العاجلة الفانية !!!
استخدم الكاتب الرمزية كأداة للتعبير حيث
:
1-
رمز للأيام التي تمر من أعمارنا بشجرة تتساقط أغصانها يوماً بعد يوم
!!!
ما يدل على ذلك قول مبدعنا : ( وغصن من أغصانك أسقطته يد الأيام ) .
2-
ورمز للأعمال الصالحة التي يكتسبها المرء بالبياض بينما رمز للأعمال الطالحة
بالتحبير وعنى ( الحبر ) الذي هو مضاد الصفحات البيضاء فكأن الأعمال الصالحة لا تسجل
على العبد فصارت صفحاته بيضا وكأنما الأعمال المحبرة هي سجله الأسود الذي اكتسبه في
محياه !!!
ويمكن القول :
إن لفظة التحبير في تصويرها بالأعمال غير الصالحة جاءت غير موفقة ذا لأن التحبير يرادفه كمال وجودة العمل الذي يقوم به المرء فلأن نضعها موضع الأعمال غير الصالحة فأرى إنه غير مناسب !!! ؟؟
حيث قال : ( فصل من فصول كتابك قد انتهى به الوقت سطرت فيه وعبرت وبيضت فيه
وحبرت ) أستطيع أن أقول :
كفى بالمقال حسنا أنه تنبيه وإيقاظ
للهمم !!! وإثارة الأذهان بالحوبة قبل التوبة !!!
وحث على رفع ودفع الهمم !!!
وتشمير السواعد بالتوجه إلى رضوان الله تعالى قبل فوات الأوان وترك الخلان والأهل والصبيان !!!
كما أبدع أديبنا محمد إبراهيم علواني في تصوير كل عام منصرم بفصل من فصول كتابك
وسجلك الذي سوف تقرأه بنفسك يوم العرض
"خشعا أبصارهم لا يمتد
طرفهم وأفئدتهم هواء" ولا تنفعك أموالك
بله . لا لا تنفعك شهاداتك التي كدحت لنيلها والحصول عليها وواصلت الليل بالنهار ولم
تقف ركعة للملك الجبار !!! ؟؟
حيث قال :
( فصل من فصول كتابك قد انتهى به الوقت ) والجمال يكمن في عزو الحول والقوة إلى رب العالمين ودفع الإيهام بأن للعبد يدا وحولا في معرفة مصيره المحتوم وهذا من كمال التوحيد الذي هو حق الله على العبيد !!!
حيث قال :
( دون حول منك ولا قوة ولا
خيار ولا إعلام ) !!
وجاءت لفظتا ( ولا خيار ولا إعلام ) تعلن إسناد المشيئة والاختيار لله رب العالمين وحده لا شريك له أو معه !!!!!
كما تظهر سيطرة وقهر الرب سبحانه وتعالى على خلقه وأنهم لا اختيار لهم في تحديد آجالهم !!! ؟ ورمز كاتبنا إلى الذنوب والآثام ب(الآفات ) وهو تصوير رائع !!!
لكن جاء تصويره للتوبة بالمبيد
غير موفق !!! ؟؟ حيث قال :
( وعجل بغسل أوراقك وأغصانك
بماء التوبة فهي أقوى مبيد ) !!! ؟؟ ويبدو أن تخصص الأديب الرئيس له تأثير على كتاباته !!!
ثم البراعة تكمن في نقلته بنا
من ترك الغفلة إلى السموق المفاجئ بفعل الحسنات تعويضاً وجبرا للخلل فيما فات بالنظر
إلى ما هو آت !!!
حيث قال :
( وأقبل على القربات والذكر
والتكبير والتحميد )
ثم جعل العام الجديد كفصل جديد
وجب تعهده بالقربات والطاعات والأعمال الصالحات وسقي تلكم الأعمال المتضمنة للأفعال
بشجرة التوحيد بفروعها الثلاثة :
1-
توحيد الألوهية .
2-
توحيد الربوبية .
3-
توحيد الأسماء والصفات .
رابعاً : الخاتمة :
وأكتفي بهذه القراءة والدراسة الأدبية والنقدية على مقال الأديب المبدع محمد
إبراهيم علواني فلئن وفقت فبتوفيق من الله تعالى وفضل منه وحده ؛؛؛ ولئن زللت أو قصرت
في بعض الجوانب فلأنه عمل بشري يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار والزلل
.
" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
**كاتب الدراسة الأدبية والنقدية
ناقد أدبي- القاهرة في
مساء الاثنين الموافق 2/1/2023
0 comments:
إرسال تعليق