إن من المعلوم أن الأزمة لا تتشكل إلا بتراكم
المشكلات، فإن لم نقم بحل المشكلة في وقتها، تبقى لتتبع غيرها من المشكلات، الأمر الذي
يجعلها تتراكم فوق بعضها إلى أن تكون أزمة، والأزمة إن لم نتعامل معها ونقم باحتوائها؛
تأخذ مجرى المشكلات، الأمر الذي يسهم في ولادة أزمة تلو أزمة، ولكن: هناك الكثير ممن
يصف الأزمة على أنها فرصة، أجل! هي فرصة إذا اعتبرناها درسا لعدم الوقوع بأخطاء تكرر
حدوثها، فرصة إذا كان حلها يغير وجهة نظر المجتمع تجاه شخص أو مجموعة تمثل المجتمع
وتتحدث بلسانه، فإن كان غلاء الأسعار أزمة يتهم بها المجتمع مسؤولا معينا؛ فلا بد منه
أن يتعامل معها على أنها فرصة، ليغير بها نظرة المجتمع تجاهه ومؤسسته وقراراته، وإن
كان تدني الرواتب أزمة يتهم بها الموظفون أرباب العمل؛ فلا بد وأن يتعامل معها على
أنها فرصة، حتى يضمن استمراريته بكسب ولاء وانتماء الموظفين تجاه منظمته، وعلى هذا
فقس.
إذن: من كان يريد التغيير الإيجابي والنهوض
بنفسه ومجتمعه ليكون في الواجهة، لا بد وأن يتعامل مع كل أزمة على أنها فرصة، فرصة
للتطوير والتغيير وكسب الثقة والود، ولا بد أن نتعامل مع الأزمة هكذا، حتى نكون قادرين
على احتوائها، قبل أن تتحول إلى كارثة، عندها لن نكون قادرين إلا على أن نحاول الخروج
منها بأقل الخسائر لا غير، والأعظم من هذا كله؛ ألا نتعلم من أخطاء من سلف، فندخل في
أزمة تلو أزمة، ونحاول إقناعنا بأن لا حل سوى التعايش معها دون احتوائها، وهذا ليس
إلا دليل على عظم الفساد والإفساد من المفسدين، فلا بد من أن نأخذ الدروس والعبر من
دول تحدث أزمة وهمية، للتدرب على كيفية احتوائها وتحويلها إلى فرصة قبل حدوثها، ومحاولة
منهم تفادي وقوع الأزمات! وليس أن ننتظر حدوث الأزمة؛ بل وننتظر من يتدخل لحلها باتكالية
فوضوية عمياء، أوما آن الأوان لنستيقظ من سبات أخشى أن يدوم لا أن يطول؟!
0 comments:
إرسال تعليق