لا يخفى على أحد ان مواقع التواصل الإجتماعي
وما يقدم من خلال برامجها وأنظمتها المختلفة وما يصدر منها من محتويات سلبية او إيجابية
تلعب دورا كبيرا في التأثير على أذواق المستخدمين وتغيير سلوكياتهم الإجتماعية ، المحتوى
الإيجابي القيم يستحق التقدير والثناء بينما المحتوى السلبي لابد من الوقوف عليه ومقاطعته
كونه يضعف ويهدد تماسك المجتمع وبنيته الإجتماعية ، حيث يلجأ الكثير من صناع المحتوى
إلى عمل واختراع محتويات فيها من التنمر والانتقاد والتقليد حيث لا حسيب ولا رقيب لكسب
العديد من المشاهدات والمتابعين يستهدفون فيها
مرحلة الشباب لأنها الفئة الأكثر تأثرا بالمحتوى ، وهذه الإنفتاح في مواقع التواصل
الاجتماعي بكل أشكاله الذي حدث للفرد العراقي وبشكل مفاجئ ولد هزات ارتدادية للمجتمع
العراقي أضعفت كثيرا العلاقات الأسرية والتماسك الإجتماعي ، الرقابة على المحتويات
المقدمة وما يقال وحذف غير المقبول منها وأتباع سياسة خاصة في تقديم المحتوى هو الحل
الأمثل إضافة إلى ان يكون المحتوى يناسب واقعنا وتقاليدنا ولا يأثر على حضارة العراق
وتاريخه العريق ولا يضعف من تماسك مجتمعنا ، قبل سنوات ليست بالبعيدة كانت مسألة صناعة
المحتوى وتقديمه مقتصرة على دارسي الصحافة والإعلام ، بينما نحن الآن امام كم هائل
من صناع المحتوى وبات المتابع وحدة صاحب القرار ، إلا ان الأمر المستغرب ان هناك جرأة
كبيرة من قبل الكثير في ان يكونوا ضمن هذه المجال اما للشهرة او لكسب المال وكسب المتابعين
، ولا يمكن إنكار دور بعض صناع المحتوى في تقديم المضمون العلمي والمعرفي الجاد والأشياء
الهادفة،من سلبيات المحتويات هي مشكلة هدر الوقت والجهد بالنسبة للأشخاص فيما لو كرسها في أشياء أخرى كالإبداع او البحث او أمورا تعود
إليه بالنفع،لذا يجب التفكير في العواقب التي ستخلفها هذه المشكلة ومدى أضرارها على
المجتمع لأنها ليست أمرا عاديا كما نتصور نحن بل تتطور وتتشعب لتصبح معقدة وشائكة وتأخذ
بنا إلى مشكلات لا تحمد عقباها لتشكل لنا تحديات فيما بعد للجميع،ما يدفع الأغلبية
في إتجاه صناعة المحتوى هو كون الحضور في مواقع التواصل الإجتماعي أحدث تغييرا في حياة
الكثيرين بهدف كسب الشهرة والأموال او بناء قاعدة إجتماعية يرتكز عليها مستقبلا ان
كان يبحث عن وظيفة او يبدع في مجالا ما ، تقع على الدولة مهمة كبيرة في القضاء على
صناع المحتوى السلبي وحذف كل شيء لا يتناسب مع واقعنا وكل أمر يسيء لنا اجتماعيا وسياسيا
واقتصاديا ومقاطعته كليا من خلال عمل حملات او إطلاق هاشتاك خاص بمنع تناقل المحتويات
السلبية والقضاء عليها قدر الإمكان .
0 comments:
إرسال تعليق