بسم الله الذي لا تتم السابغات من الأقوال والأعمال
والأفعال إلا به وحده لا شريك له والصلاة والسلام على أشرف الخلق والأنبياء والمرسلين
سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا ومرشدنا إلى الجنة رسول رب العالمين محمد بن
عبد الله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.
في دراستنا هذه سوف نقوم - بمشيئة الله تعالى - بتوضيح
وتفسير مقال أديبنا المبدع العلامة الدكتور حمدي عبد اللاه رضوان عن ماهية مفهوم الإنسان
والإنسانية في الإسلام مقارنة بمفهوم الإنسان والإنسانية لدى الغرب المتحضر !!
" ولكل وجهة هو موليها " .
لم يفهم الغرب حتى الآن مفهوم الإنسان والإنسانية في ديننا الحنيف الإسلامي
بل . لم يحاولوا فهم هذا المفهوم لصك آذانهم مسبقاً وطبعها وختمها وعدم إنارتها مشيئة
إلهية قدرها الله تعالى في سابق علمه بعدم استجابتهم للهدى وارتضائهم بالشكوك والظلمات
واتباع الأهواء والشهوات !!! ؟؟ " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور " .
وأجمل الكاتب وأوجز في تعريف مفهوم الإنسانية في الإسلام بأنه عبودية الإنسان
لله رب العالمين وحده لا شريك له ( لا معبود بحق إلا الله تعالى ) وكل ما سوى الله فعابد لله تعالى وحده ولا ند ولا
نظير ولا شبيه ولا مثيل له لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته الإنس والجن والملائكة
والأنبياء والرسل والبشر والحيوانات والطيور والكائنات الحية والجمادات والبحار والمحيطات
والأنهار والأشجار والبساتين واليابسة وكل ما في السماوات السبع والأراضين والأفلاك
وما بينهما وما تحت الثرى الجميع خلق الله لا يحيدون عن أوامره ولا يخرجون عن نواهيه
الجميع تحت قهره وسلطانه موحدون له وحده مؤمنون به والعجب العجاب أن الإنسان المأمور
من بين سائر المخلوقات بعبادة الله وحده هو الوحيد الخارج عن طاعته وعبادته !!! ؟؟
وانقسم الناس إلى ثلاثة أصناف :
1-
مؤمن به موحد به وحده لا شريك له متبع لأوامره مجتنبا عن نواهيه طائعا
لرسله وأنبيائه المرسلين معتقدا بالبعث والجزاء يوم الدين على ما اكتسب وقدم في محياه
قبل مماته !!!!!
2- كافر به غير موحد له جاعلا له ندا من دونه يعبده معه افتراء وظلما وزورا وتناسيا لألوهيته مع ما وقر في قلبه من خطئه فيما يعتقده ولكنه الكبر والعلو كما فعل رئيس الشياطين إبليس - لعنه الله تعالى - ورفض السجود لآدم استكبارا وعلوا مستخدماً عقله " خلقتني من نار وخلقته من طين " . على اعتبار أن النار أشد وأقوى من التراب والطين فكيف يرضخ لما هو دونه - كما صور له عقله ذلك !!!!! ؟؟
" فاتبع هواه وكان عاقبة أمره خسرا
" . !!!! ؟؟ وكل متبع لهواه وفكره ( ومزاجه ) فأبليس - عليه لعائن الله تعالى
- هو سلفه وأستاذه وقدوته بل . أسوته التي سوف يندم عليها يوم لا ينفع الندم !! "
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
3-
موحد بالله تعالى وحده ومؤمن به لكنه يتبع عقله وهواه وتفكيره ومنطقه
خارجاً عن بعض أوامر الشريعة الإسلامية لأن تفكيره وهواه صار كإله له يطيعه ويقدمه على أوامر الشرع قال الله
تعالى جل ذكره وعلا شأنه :
" أفرأيت من اتخذ
إلهه هواه وأضله الله على علم وهذا الصنف الثالث الذي أراد كاتبنا أن يوضحه عن رؤية
ونظرة الغرب لمفهوم الإنسان عندهم !!! فلا
ارتباط بأوامر الله عندهم العقل هو المصدر الأول للحكم على الأشياء وعدم الرجوع إلى
الشرائع السماوية وإلى الأوامر والنواهي الإلهية !! وهي نظرة ورؤية ليست بالجديدة
!!! بل . هي نفس الرؤية الوثنية والإلحادية عند فلاسفة اليونان سقراط وأرسطو أفلاطون
- وإن كان الأخير له بعض أقوال معتدلة لكنها لا تخرجه عن دائرة الشرك والوثنية !!!
؟؟
إذن فما الجديد ؟؟ !!
الجواب : إنه إعادة صياغة للوثنية
والشرك بالله تعالى وترك الأديان السماوية والشرائع الإلهية جانبا والاتجاه بالفكر
والعقل والهوى إلى حيث اتباعه !!! ؟؟ وإن شئت فقل :( إنه تجديد دعوى الوثنية والشرك
بالله تعالى العلي العظيم في ثوب جديد )
!!!!! ؟؟
وأكتفي بهذه القراءة والدراسة الأدبية والنقدية على رائعة الكاتب العلامة الدكتور حمدي عبد اللاه رضوان لعلي أكون قد وفقت فلئن وفقت فبتوفيق من الله تعالى وفضل منه وحده فبه ومنه الإعانة وحده لا شريك له !!! ؟؟ ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فلأنه عمل بشري يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار والزلل .
**كاتب الدراسة
رفيق فهمي واصل
ناقد أدبي
القاهرة في مساء الجمعة المباركة
الموافق 30/12/2022
0 comments:
إرسال تعليق