ليس بالجديد على المغرب ، فتح ذراعيه لكل محتاج للحماية
غريب ، بالأحرى إن كان له اقرب قريب ، يهودي يسأل عن أصله فيكون نفس المغرب له
مُجيب ، ما انقطعت الصلة منذ سالف قرون
بين الراسخة من الجذور وأحداث من تاريخ قريب ، خلال هجرة لتأسيس دولة يستقرّ فيها
ما تشتَّت من بشر عبر شمال الدنيا كالجنوب ، وحَّدتهم العِبْرِيَة على سياسة
المُناسب كالمَنسوب ، مرة بإظهار الخوف ومرات باستعمال العُنف والكل على ذمة
منظمات عالمية محسوب ، لتصبح إسرائيل رقماً صعباً على ضعاف القلوب ، في مساحة تأكل
من أطرافها كشمعة من أجل هناء "قِلَّةٍ" تذوب ، أمعنت في كراهية
التَّطبيع بما أبرزته مسموعاً أو مرئياً أو على صفحات الجرائد مكتوب ، تزدرد تشرب
تبرّد تدفئ تقيم الأعراس وتقتني ما ترتديه أنيقاً بجيب مثقوب ، ضامنها التَّطبيع
المباشر مع "القدس الغربية" و "تل أبيب" بلسان صامت مصلوب ،
المناضل لا يزن قنطاراً من اللّحم ببطن مغطى بخيمة من الثوب ، إلا إن طبَّع بطبعه
المسلوب ، تواطؤا مع زمن الضَّعيف المغلوب ، والغالب قَوِيّ بالتخطيط العلمي
السليم في التكنولوجية وحداثة ابتكارات الطب . الحكمة تقتضي تسخير العزيمة لامتصاص
علل الهزيمة بالسلاح المطلوب ، وليس بتنظيم قصائد في مدح اندفاعٍ "مناسباتي"
يرقد بين أوراق كتب ، المناضل لا يتوصَّل براتب منتظم من محتلّ يصفه خلف قناع
بالرَّهيب ، ولا بتسوَّل من دولة خليجية ليشتري سيارة من آخر صيحات التَّصنيع
الغربي العجيب ، المناضل هيكله العظمي جواز مرور لضفة الأمل بتحقيق الاستقلال
المنشود المحبوب.
المملكة المغربية طبَّعت مع دولة إسرائيل من أجل خاطر ما
يفوق ربع سكان الأخيرة ، من مواطنيها اليهود المغاربة ، بما فيهم من علماء
ومخترعين ، ورجال دولة من وزراء وسامي موظفين ، وعمال مهرة في جل الحرف ،
ومسيِّرين لقطاعات حيوية ، يربحون رواتبهم بعرق جبينهم ، كما رَبَّى المغرب آباءهم
وأجدادهم ، وليس بمد اليد للأثرياء دون مقابل عملي يقدمونه . اليوم بالآلاف يعودون
لموطنهم الأصلي الأصيل المغرب ، ليساهموا في إنعاش نمائه بإحداث عشرات المشاريع
الاستثمارية في مجالات الفلاحة والسياحة والعقار ، منطلقين من جهة مراكش
لغاية جهة وادي الذهب بجوهرتها "الداخلة"
. وما الاستقبالات التي نظمتها مراكش وما اعتراها من مباهج الفرح المترجمة بدقات
الدفوف والبنادر وأهازيج الفلكلور المحلي ، إلا علامة من علامات كرم المغاربة وهم
يستقبلون مغاربة يتمتعون بنفس الحقوق مثلهم ، في وطن يزخر بالاستقرار ومقومات
الاطمئنان والسلام .
*كاتب المقال
مدير تحرير جريدة الأمل المغربية
سفير السلام العالمي
0 comments:
إرسال تعليق