تعريف الشورى أو المشورة لغة :
هي مشورة الرأي ، واستخراج أفضل الأراء ووجهات النظر
لتحقيق الفائدة الأكبر في الأمر المتشاور عليه ، وهو تعريفٌ من الفعل شاور أو
شَوَرَ ، أي طلب الرأي الصائب والحكيم .
أمّا اصطلاحًا : فهو لا يبعد عن التّعريف اللغوي ، وهو
تقليب الأراء وجها وظهرًا وطرح إيجابيات وجهات النظر وسلبياتها للوصول في النهاية
للرأي الأصوب مع تجنب أكثر المعوقات التي تعيق تحقيق العمل المطلوب التشاور عليه .
فعملية المشاورة والشورى هي عمليةٌ تنمُّ عن وعيٍ
وإدراكٍ للأمور ولا يُشاوِر إلا العاقل طالبا أفضل المشورات .
وللشورى والمشاورة شروط ٌ وإيجابيات ومن شروطها :
١/ إختيار أهل العقل والرجاحة للمشورة .
٢/ إختيارُ أهل الخبرة والمعرفة بذات الأمر الذي ينوى
عليه المشورة ، ولا يُختار من يفتقر للخبرة ، فيتسبب بتشتيت الأمثل من الأراء .
٣/ تجنّب مشاورة الخصماء والمنافسين لك ، وإن كانوا من
أهل الخبرة والمعرفة ، وعلى الإنسان الفطن الحذر .
٤/تجنّب مشاورة الجاهل وقليل الخبرة خاصة في الأمور
المهمة والدقيقة .
٥/ عدم المشاورة في إجازة أو إيقاف أيّ تشريعٍ سماوي
فهذا من شأن الله ، وليس للعباد حقّ التشاور عليه .
إيجابيات المشاورة والشورى :
١/ إحساس الطّرف الآخر بأهميته لديك وبأن رأيه ومشورته
تهمك لأنك تعطي أهمية لرجاحة عقله وسداد رأيه .
٢/ المتُشاورُ إنسانٌ لا يأخذ بأحادية وفردية الرأي ،
فلا يتفرّد برأيه ويعطي للآخرين فرصة إبداء أرائهم .
٣/ الحد من الخلاف الذي قد ينتج من أحادية الرأي والقرار
، فالكل وافق على الرأي والقرار النهائي .
٤/ الوصول للمشورة والرأي الأمثل ودراسته من كل الجوانب .
٥/ تُحققُ المشورةُ الدّقيقة أكبر مساحةٍ من النّجاح
بكافة الإتجاهات .. بما في ذلك الدّيمقراطية في زمننا المعاصر لما لها من دورٍ
فعّالٍ في توفير أحد أقوى عناصر التّآلف والسّلام بين أطياف المجتمع الواحد وهي
المشورة المناهضة للأحادية وللعنصريةٍ
وللتّفرقة وللجزئية وللصّراعات القائمة على اختلاف وجهات النّظر وللإستبداد بالرّإي الواحد ، فهناك قانونٌ
يحكمنا اسمه "وشاورهم في الأمر ".
0 comments:
إرسال تعليق