ليس الإعمار فقط بإزالة الركام و ما خلفه العدوان الإسرائيلي من حطام ...او بناء المساكن و المدارس و المستشفيات و الكنائس ..إنما يسبق هذا و ذاك أن تكون هناك إرادة حقيقية من أصحاب القضية ليس فقط في إعادة الإعمار و إنما تحقيق الأمن والسلام للشعب الفلسطيني..فالإعمار الحقيقي يبدأ بتصفية النفوس و إزالة الأحقاد و تنظيف الكفوف و إخلاص النية و توحيد الصفوف ..يجب بداية و قبل كل شئ توحيد الصف الفلسطيني.. فقد عاني الشعب الفلسطيني ما فيه الكفاية من تعذيب و ترهيب و تفجير و تهجير ..منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 و حتي الآن ..في مجازر وصلت إلي نحو مائة مجزرة علي يد الاحتلال الإسرائيلي المغتصب ..و لازالت الفصائل الفلسطينية المسلحة علي اختلاف مسمياتها متفرقة ..كل منها يحمل لواء القضية و يجاهد بطريقته الخاصة.....وفي تفرقهم أصبح كل فصيل مراقب من جهاز المخابرات الإسرائيلي المعروف بالموساد ...و يغتال قادتهم بمساعدة عملاء لهم في الداخل والخارج من الاصدقاء ..علي سبيل المثال...هذا يحيى عياش القيادي في كتائب القسام اغتاله جهاز الشاباك يوم الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 1996 بمساعدة عميل ، وضع الاحتلال مواد متفجرة في جهاز هاتف محمول كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية...وأعلنت السلطة الفلسطينية أن كمال حماد (خال أسامة حماد أحد رفاق عياش وزميله بالجامعة) هو من تعاون مع إسرائيل في عملية الاغتيال ( المصدر : قناة الجزيرة)
و في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2004، شنت إسرائيل غارة جوية على سيارة كان
القيادي عدنان الغول يستقلها مع الشهيد عماد عباس، أحد خبراء المتفجرات في كتائب القسام،
وهو ما أدى إلى استشهادهما وإصابة عدد من المارة. وتعرض لتسع محاولات اغتيال إسرائيلية
غير أنها باءت جميعها بالفشل، كان أولها عام 1996 بعد عودته من سوريا، حيث دس له أحد
العملاء السم في القهوة بعد استدراجه إلى أحد المطاعم متظاهرا برغبته في بيع سلاح من
نوع كلاشينكوف ومسدس ( المصدر : قناة الجزيرة ).
و ليتهم حققوا شيئاً ملموساً و حرروا شبرا وأحدا من أرضهم المحتلة بل
يزيد الأمر سوءاً يوماً بعد يوم.. فبعد طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر في العام
قبل الماضي و الذي قدم فيه قطاع غزة وحده نحو 50 ألف شهيد و ضعفهم مصابون و تم تدمير
قطاع غزة بالكامل ..ولا أحد ينكر ما خلفه طوفان الأقصي من رعب و قلق وفزع لدي العائلات
الإسرائيلية خاصة بعد نجاح حماس بالتنسيق مع
الفصائل الفلسطينية الأخري في اختطاف العديد من الإسرائيليين منهم قادة و جنود و مدنيين
..مما دعي بعض اليهود الي الهجرة من فلسطين..و ايقنوا أن فلسطين ليست وطنهم المزعوم
..إلا أن هذا الرعب و هذا القلق سرعان ما زال بعد تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بعزمه السيطرة على غزة بل
وتمكين إسرائيل من الضفة الغربية..و دعوته للتهجير القسري للشعب الفلسطيني الي مصر
و الأردن و السعودية مما يترتب عليه تصفية القضية الفلسطينية للأبد وضياع حلم كل فلسطيني
في أن يكون له وطن مستقل..و عودة الفلسطينيين المشردين في شتي بقاع الأرض الي وطنهم
...لولا الرفض الحاسم و القاطع للرئيس عبد
الفتاح السيسي لمطالب ترامب و أعلن أن مصر لن تشارك في ظلم ...و دعي الي قمة عربية
طارئة في الرابع من مارس بالقاهرة لبحث سبل إعادة الإعمار دون تهجير الشعب الفلسطيني ..و حصل موقف الرئيس السيسي علي
تأييد ودعم جميع دول العالم ؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع ترامب عن رأيه وأعلن أنه كان
مجرد اقتراح ولن يفرض شيئا علي الرئيس المصري...بل و صار الجميع يطالب بسرعة إعادة
إعمار غزة ..و بالفعل بدأت معدات الاعمار تدخل القطاع تحمل العلم المصري ..و من هنا
أطالب جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة الي نبذ الفرقة و الاختلاف و توحيد صفوفهم وتسليم أسلحتهم لقيادة موحدة للدولة الفلسطينية
تحافظ علي الأمن و تحمي الحدود ..وحتي لا يتم اغتيال قادتهم المعروفين
لدي جهاز المخابرات الإسرائيلي .. يجب سرعة انتقالهم الي أي بلد عربي آخر توفر لهم
الحماية اللازمة .. الي أن يتحقق السلام الشامل
والعادل للشعب الفلسطيني.
حفظ الله مصر والوطن العربي
**كاتب المقال
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
رئيس اللجنة العامة ببني سويف.
0 comments:
إرسال تعليق