وقلت في رثاء أمي الحبيبة, رحمها الله تعالى رحمة
واسعة:
مَاذَا تَبَقَّى وَبَعْدَ الْأُمِّ لَا أَحَدُ؟!
فَالْكُلُّ رَاحَ وَأُنْسُ
الْكَوْنِ يُفْتَقَدُ!
وَالْأُفْقُ مَادَ وَمَا فِي الْفُلْكِ مُنْتَحِبٌ
وَانْدَاحَ سُقْمٌ وَلَاحَ
الْهَمُّ وَالْكَمَدُ
وَالشَّمْسُ مَا بَالُهَا تَأْسَى وَقَدْ خَسَفَتْ؟!
وَالْبَدْرُ يُذْرِي وَلَحْنُ
الْحُزْنِ يَنْفَرِدُ
وَالرَّوْضُ يَبْكِي وَنَوْرُ الْفُلِّ مُكْتَئِبٌ
وَالْيَاسَمِيْنُ انْحَنَى وَالْمَاءُ
لَا يَرِدُ
مَا بَالُ كُلِّ الدُّنَى تَجْرِي مَدَامِعُهَا؟!
قَدْ عَمَّ فِيْهَا الْوَبَا
وَالْآَهُ وَالسُّهُدُ
أَجَابَ صَوْتٌ بِأَحْشَاءِ الدُّنَى فَزِعٌ
فَارْتَجَّتِ الْأَرْضُ وَالْأَسْمَاعُ
تَرْتَعِدُ
هَلْ تَسْأَلُوْنَ وَمَا في الْكَوْنِ مُنْتَفِضٌ
يُذْرِي الدُّمُوْعَ وَنَارُ
الْحُزْنِ تَتَّقِدُ؟!
قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ رَاحَ الْفَرْحُ مُضْطَرِبًا
أُمِّي الْحَبِيْبَةُ غَابَتْ
وَالْأَسَى يَفِدُ
يَا شُؤْمَ يَوْمٍ بَدَا فِي سُوْءِ طَلْعَتِهِ!
لَمَّا نَعَاهَا بِمَنْكُوْرِ
اللُّهَى وَغْدُ
هَلْ ذَاكَ حَقًّا أَمْ اَنِّي نَائِمٌ وَهِمٌ
أَهْذِي بِزَيْفٍ وَفِي الْأَحْلَامِ
مَا أَجِدُ؟!
أُمِّي بِكِفَّةِ كُلِّ الْكَوْنِ قَاطِبَةً
وَمَا عَدَاهَا سَرَابٌ فِي
الْوَرَى بَدَدُ
أُمِّي الْحَنَانُ وَأُمِّي وَحْيُ مَرْحَمَةٍ
بَحْرٌ مِنَ الْجُوْدِ طَيْفٌ
لِلسُّرَى وَرَدُوْا
لَا زِلْتُ أَذْكُرُ قُمْ لِلْعِلْمِ يَا وَلَدِي
وَدَعِ التَّكَاسُلَ وَانْظُرْ
لِلْأُلَى صَعَدُوْا
لَا تَسْتَهِنْ بِالْمَعَالِي لَا تَكُنْ هَمَلًا
فَالْجَهْلُ بِالْقَوْمِ
يَهْوِي لِلْوَرَى زَبَدُ
فَكُنْ حَرِيًّا بِمَجْدٍ فِي السَّمَاءِ تُرَى
نَجْمًا تَبَدَّى وَبَيْنَ
الْقَوْمِ تُفْتَقَدُ
أُمَّاهُ عُوْدِي فَإِنَّ الْحُزْنَ يَقْضِمُنِي
وَالْهَمُّ يَنْهَشُنِي
وَالرُّوْحُ تَرْتَعِدُ
عُوْدِي فَإِنَّ الْوَبَا قَدْ عَمَّ مُرْتَدِيًا
وَاسَّرْبَلَ الْبُؤْسُ
وَالْأَسْقَامُ تَطَّرِدُ
وَأَنَا هُنَالِكَ أَبْكِي وَالْحَيَاةُ وَغًى
مَنْ ذَا يُطَبْطِبُنِي؟!
لِلهِّ مَا أَجِدُ!!
أُمَّاهُ غَشَّتْكِ مِنْ مَوْلَايَ مَرْحَمَةٌ
في شَهْرِ ذِي الْعِتْقِ
وَالْآَلَاءُ تَحْتَشِدُ
يَا رَبِّ فَانْثُرْ عَلَيْهَا فَيْضَ مَكْرُمَةٍ
وَاسْبِغْ عَلَيْهَا
الْمُنَى مِنْ وَفْرِ مَا تَعِدُ
0 comments:
إرسال تعليق