كان يونس احد تجار المدينة الصغيرة المطلة على نهر
دجلة الخالد
جالساً على المسطبة المفروشة بسجادة ايرانيه فاخرة
في باب محله الكبير وحوله عددا من تجار المدينة ، وهو في غاية السعادة والانشراح وكان
يقص عليهم كيف اشترى نسيج من القماش الصوفي الاسود لغرض خياطة عبائه صيفية تسمى في
العراق ( خاجية ) وفي الخليج تسمى البشت ..
بادره احد التجار
- من اين اشتريت القماش الصوفي ؟ ومالونه ؟ وهل تأكدت
من قياساته ؟ وهل يكفي لخياطة الخاجية ؟
- اشتريته من شخص ثقة أعرفه جيداً ؛ و لون القماش
اسود قاتم ، قياساته اكثر من المطلوب لخياطة (الخاجية )
- وكيف عرفت القياسات ؟
- قستها في يدي ولي خبرة بذلك؛
- وسعرها ؟
- سعرها مناسب وافضل من السوق بكثير؛
- واين هي نرغب برؤيتها ؟
- ارسلتها الى بيتي واودعتها عند زوجتي الكبيرة
(أم حسن)وأمرتها ان تضعتها، في خزان الملابس( الكنتور ) في الطابق الاول منه ، بعيدة
عن الملابس الصيفية ؛هذه المحاوره سمعها شاب كان واقفاً خلفهم دون ان يعلم به احد واستمع
لكل المحاورة التي تمت بين يونس واصدقاءه التجار ، وعرف
مكان الخاجية .ذهب الي بيت التاجر يونس ، وطرق الباب
؛
- من في الباب ؟ ناداه احد اولاد التاجر يونس؟
-أنا سامر، ارسلني الحاج يونس لاستلام الخاجية السوداء
الموجودة في ( كنتور ام حسن ) في الطابق الاول من الكنتور لارسالها الى الخياط ..
- انتظر سوف اذهب الى امي واعلمها بالامر ؛؛
- بسرعة لاني سوف ارسلها للخياط في هذه الساعة ؛ هيا بسرعة
- انتظر دقيقة وآتيك بها ..
ذهب الولد مهرولاً الى أمه (ام حسن ):-
- والدي ارسل سامر يريد الخاجية الموجودة في كنتور(أم
حسن ) قالها الولد وهو يلهث ؛
-هيا بسرعة يا أمي ؟
-واي خاجية ؟؟ قالت ام حسن ..
-الخاجية الجديدة في الطابق الاول من الكنتور ، يريد
ان يرسلها الى الخياط ، هيا بسرعة ؛
-ام حسن بعد ان تاكدت من ان الحاج هو الذي ارسل الشاب
لاستلامها من خلال الوصف ؛ وعلى هذا الاساس ذلك سلمت الخاجية الى ولدها لتسليمها للشاب
الواقف بباب الدار ؛؛
-تفضل عمي سامر هذه الخاجية ؛؛
سامر استلم الخاجية من الولد واطلق ساقيه الى الريح
؛؛الحاج يونس ارسل احد العمال الى بيته لغرض جلب الخاجية ليطلع عليها التجار المتلهفين
لرؤيتها ؛؛رجع العامل واخبر الحاج يونس بان الشاب سامر الذي ارسلته قبل قليل استلمها
وذهب بها الى الخياط حسب قوله ؛؛
- لم ارسل احد غيرك؛
-لاادري حاج هكذا قال لي ولدكم ؛؛
ذهب حاج يونس
الى داره على عجل و احس بان الخاجية الجديدة احتمال انها سرقت ؛ لانه لم يرسل
احد ولايعرف شخص اسمه سامر ؛
- سأل الحاج زوجته ام حسن كيف سلمت الخاجية ؟ وهل
تعرفين الذي استلمها ؟
- حاج انا لم اسلمه بيدي وانما ولدنا هو الذي قام
بتسليمها له
- كيف تسلمين الخاجية دون معرف الشاب ؟
- الولد اعلمني بانك ارسلت الشاب واسمه سامر وقال
لولدنا
ان الحاج ارسله وقال : اذهب الى البيت وقل لهم ان
الحاج يونس يريد الخاجية الجديدة السوداء ، الموجودة في كنتور ام حسن في الطابق الاول
لغرض ارسالها للخياط ، وبعد ان اعطاني الولد المواصفات كاملة سلمتها للولد بسرعة حسب
طلبك ؟
-لااعرف الشاب ولم ارسل احد ابدا ؛ وكيف لي ان اعلم
انك لاتعرفة وهواعطي كل مواصفات الخاجية؛
لونها مكان حفظها وبالذات انها محفوظة لدى ام حسن
؟ فمن اين له هذه المعلومات؟
حاج يونس اصابه الذهول من هذا الامر؛؛ وعلاه الغضب
؛
فوجه لطمة على وجه المسكينة ام حسن واردفها بلطمة
ثانية وثالثة ورابعة الى ان انهارت تحت قدمية صارخةً انها لاتعلم
أي شيء عن الشاب ؛؛ ولن تنفعها توسلاتها له واردفها
برفسة قوية ..واسمعها كلمات قاسية اشد من ضرباته لها وخرج من البيت وهو في اشد حالات
الغضب ؛؛
رجع الى جماعته مستفسراً عن الشاب وهل يوجد احد يعرفه
أورآه واقفاً خلفهم ، فكانت اجابة الجميع بانهم لم يعرفوا شيئا عنه ولم ينتبه احد لوجوده ؛؛
وهكذا تمت سرقة الخاجية الجديدة وحمّلَ الحاج يونس
مسؤولية الضياع على زوجته ام حسن المسكينه ؛؛
والحقيقة أن المسؤول الاول عن سرقة الخاجية هو حاج
يونس نفسه وأن حديثه مع التجار ، ووصفه للخاجية لونها ومكان حفظها سهل للسارق سرقة الخاجية
ولولا ذلك لما استطاع سرقتها
وان ام حسن غير مسؤولة تماماً عن السرقة اليس كذلك
؟
كان من المفروض على حاج يونس أن لا يتطرق الى تلك
التفاصيل التي كانت السبب في ضياع الخاجية وحديثه الى التجار هو الذي سهل عملية السرقة
...
0 comments:
إرسال تعليق