كم نحتاج إلى عينى القلب•••!
وكم نحتاج إلى ((الاجتهاد ))
لنصل إلى
القلب السليم ٠٠!
سيما فى ظل ضوضاء غير متناهية
وفتن متكاثرة ؛
وعوائق متتابعة
ودنيا طاغية ؛؛؛
نعم •••
قلوب العارفين لها عيون
ترى ما لايرى الناظرينا
وأجنحة تطير بغير ريش
إلى
ملكوت رب العالمينا
وألسنة بأسرار تناجى
تغيب
عن الكرام الكاتبينا
قال سيدى ابن عجيبة
- رضى الله عنه-:
[ لكل إنسان أربع أعين :
عينان فى رأسه ،
وعينان فى قلبه وتسمى :
(( البصيرة))
فإن انفتح ما فى القلب وعمى ما فى الرأس ، فلايضر،
وان انفتح ما فى الرأس وانطمس ما فى القلب لم ينفع
والتحق بالبهائم بل هو أضل ٠٠٠
ثم يقول:
عمى القلب هو انطماس البصيرة ،
وعلامة انطماسها أمور :
() إرسال الجوارح فى معاصى الله ،
() والانهماك فى الغفلة عن الله ،
() والوقيعة فى أولياء الله ،
() والاجتهاد فى طلب الدنيا مع التقصير فيما طلبه
منه الله ،
وفى الحكم ( لسيدى ابن عطاء
- رضى الله عنه - قال:
( اجتهادك فيما ضمن لك ، وتقصيرك فيما طلب منك ،
دليل على انطماس البصيرة منك )
وعلامة فتحها - اى البصيرة -
أمور :
() المسارعة إلى طاعة الله
() واستعمال المجهود فى معرفة الله ،
()بصحبة أولياء الله ،
() والإعراض عن الدنيا واهلها،
() والأنس
بالله ،
() والغيبة عن كل ماسواه ٠
واعلم ان البصر والبصيرة
متقابلان فى اصل نشأتهما ،
فالبصر
لايبصر إلا الأشياء الحسية الحادثة،
والبصيرة
لاتبصر إلا المعانى القديمة الأزلية ،
فإذا انطمست البصيرة كان العبد مفروقا عن الله ،
لايرى إلا الأكوان الظلمانية الحادثة ٠
وإذا انفتحت البصيرة بالكلية استولى نورها على نور
البصر فانعكس البصر إلى البصيرة ، فلايرى العبد إلا اسرار المعانى الأزلية ، المفنية
للاوانى الحادثة ، فيغيب عن رؤية الأكوان بشهود المكون ،
وعلاج
انفتاحها •••••••
يكون على يد
طبيب ماهر
عارف بالله ،
يقدحها له بمرود التوحيد ،فلايزال يعالجها بإثمد
توحيد الأفعال ثم توحيد الصفات ، ثم توحيد الذات حتى تنفتح ،
فتوحيد الأفعال والصفات يشهد قرب الحق من العبد ،
وتوحيد الذات يشهد عدمه لوجود الحق
وهو الذى اشار اليه فى الحكم بقوله :
( شعاع البصيرة
يشهدك وجود الحق ،
لاعدمك ولاوجودك .
كان الله ولاشيئ معه ، وهو الآن على ما عليه كان
)
فيرى حينئذ من أسرار الذات وانوار الصفات ما لايراه
الناظرون ويشاهد ما لايشاهده الجاهلون .
وقال الورتجبى :
( الجهال يرون الأشياء بأبصار الظواهر ، وقلوبهم
محجوبة عن رؤية حقائق الأشياء ، التى هى تلمع منها انوار الذات والصفات ، واعماهم الله
بغشاوة الغفلة وغطاء الشهوة )
فما أحوجنا إلى
قلوب لها عيون•••?!
0 comments:
إرسال تعليق