كان الوصول إلى السفح أصعب مما تتخيل،،،
نعم لم يكن طريقي إلى السفح سهلا، كنت اسير على طريق مليئ ب الاشواك، وكانت
توخز قدمي وكأنها تخيطها على الأرض، وانا انظر امامي،
آه هناك طريق طويل كله اشواك،
كيف لي أن اسير لقطع كل تلك المسافات وانا بتلك الحاله.،!!!؟؟؟
وقتها أردت الرجوع إلى الوراء، تاركا طريق مجدي، وفضلت الخمول في وادي الخسران،
بدلا من تلك المصاعب المستحيلة،
وبينما انا كذلك، انتابني شعور من الحزن والألم
وقلت، كيف لي الرجوع، حيث سأبقي قابعا في بئر الظلام والتأخر والخمول والتقاعس والنسيان مادمت في الحياة !!!
لذا قررت المسير، رغم الصعوبات حتى لو أدى ذلك لموتي حيث لا حياة بلا عز وبلا
كرامة،
وقررت التواصل والمسير، وبينما انا هكذا رفعت قدمي اليمنى وسرت إلى الأمام حيث لا مفر من الاشواك لكني ارتقيت عليها سائرا
متحديا وكلما اسير خطوه إلى الأمام كلما تزيد الاشواك وخزا والما بي والدماء تسيل حتى
لكثرة الألم، باتت تلك الاشواك لاتالمني،!!!
ووقفت برهه، قلت
ترى هل أنهيت طريق الاشواك،
وعندما نظرت إلى قدماي وإذا ب الاشواك لاتزال، وان اقدامي قد امتلئت دماء،
وقتها عرفت ان جراح الزمن، وجراح الغدر من اقرب الناس لي ، وجراح الخيانة،
وجراح الذئاب، التي بالغت بالطعن بي، باتت
لم تؤلمني، ولم أشعر بها، لأنها تكيفت بجسمي وروحي وقلبي، لشدة الجراح والألم، ولكن
صبري الذي أصبح توئم مع صبر أيوب،
جعلني اسير في تلك المطبات بكل تحدي وقوة، ومتصارعا مع الرياح العاتية الصفراء،
تاره اغمض عيناي لشدة سمومها، وتارة اضع كف يدي على عيناي، لأجل مقاومة تلك الغبار
القاسية، ومن ثم اسبر على تلك الاشواك، والدماء نسير تحتي، ولا اهتم وهكذا اسبر واسير بكل تحدي وقوة وصبر وعزيمة،
ومرت الايام والسنين، وهكذا اعيش معها، وبينما انا كذلك، رأيت ان هناك سفح لونه أخضر،
جميل مغطى بالورود المختلفة الألوان، و تتراقص فوقه فراشات جميلة، وانهار عذبة، وكأنها الجنة وينزل على السفح قوس
السماء ذات الألوان السبعة،
وقلت سوف اسير بسرعة من أجل الوصول، وعندما نظرت إلى قدماي، وإذا بي قد تعديت
طريق الاشواك حيث نظرت إلى الخلف حيث الاشواك خلفي بعيدا وانا بطريق معبد دون أن أشعر،
فرحت لذلك فرحا شديدا، وركضت سريعا إلى السفح والقيت بنفسي في النهر لأغسل
كل دمائي وجراحي، وآهاتي واحزاني، وكأني كأيوب عندما قال له الرب العظيم، اركض برجلك
هذا مغتسل بارد وشراب، وعادت له قواه واملاكة وأهله ومثلهم معهم، جزاء الصبر والتحدي،
وهذا ماحصل لي، حيث وصلت إلى المستقبل السعيد الزاهر الطويل، ونلت كرامتي وشموخي بكل
فخر وعز وكرامة، وبكل سعادة لا توصف بالكلمات، لكن لم يكن الطريق سهلا، ولم يكن الوصول
إلى السفح، إلى المستقبل الى السعادة سهل المنال،
0 comments:
إرسال تعليق