من خير من أنجبت مصر، شرفت بالعمل معه لشهور عديدة، تعامل معي طوال الرحلة تعامل الأب مع ابنه، كان نموذجا للعطاء والعمل ليل نهار خدمة لهذا الوطن...
كثيرا ما اجتمعنا مع سيادته في اكثر من مكان...كنت ارى الجزء الأبيض من عينيه يكسوه اللون الأحمر من شدة الإجهاد والتعب.
لن أنسى له ما حييت مواقف كثيرة، جميعها تؤكد على حرص رجل بحجم رئيس وزراء مصر على كل كبيرة وصغيرة على ارض هذا الوطن الغالي.
كثيرا ما اتصل بي بعد منتصف الليل ليستفسر عن أمور او ليبلغني أمرا بنفسه او تكليفا، ومن اطرف وأعمق تلك المواقف موقفين:
الموقف الاول عندما اتصل بي بعد منتصف الليل وكان معه على الهاتف سيدة من كفر صقر!!!! مواطنة!!! قال لي يا دكتور رضا، فيه معاية على التليفون سيدة تشكو انها أتت لك الديوان لتطلب تجهيز شقتها لانها غير قادرة،
استفسرت من سيادته، وعلى الفور تذكرتها، قلت لسيادته حالتها بالضبط، وأنها استفادت من اكثر من ميزة من المحافظة كالشقة ومساعدة مالية...وأن هناك من يستحق دولة الرئيس ولَم يستفد، فاطمأن قلبه بأننا لم نقصر معها.
في المرة الثانية، كان اتصاله المتأخر بي بعد الواحدة ليلا ليقول لي: جاي عندي يا دكتور رضا شكوى ان فيه بناء بيتم عندك حالا في منطقة اسمها "الغشام" بالزقازيق!!!! وعلى الفور نزلت وضبطنا الحالة.
الموقف كثيرة، وبعضها يتعذر شرحه، تؤكد على معنى أؤمن به وهو "القيادة بالحب"، وهي لا تعني التسيب او الانحلال، ولكن مهم أن تكون هناك علاقة حب وتقدير بين الرئيس والمرؤوس، حتى العلاقة بين الطالب والأستاذ، اذا وجدت هذه العلاقة وجد الحافز على العطاء والابداع...الخ.
أكن لهذا الرجل كل التقدير والاحترام، وأسأل الله ان يبارك في صحته وفِي أسرته، والا يحرم وطننا من جهوده وعطائه...اللهم آمين آمين.
0 comments:
إرسال تعليق