• اخر الاخبار

    الأحد، 30 سبتمبر 2018

    أحمد الخالصي يكتب عن :لامح القوة الناعمة للحشد_ السرعة والندرة

     



    الاندهاش سيكون موضع سخرية إذا أراد أن ينطبق على ماهية الحشد الشعبي ، فلا وصف يلحق أو كلمة تسبق هذا الكيان.الزمن بكل متغيراته التقنية والاجتماعية نراه اليوم قد أجهض صدارة القوة الصلبة (العسكرية) وجعلها مرغمة خلف القوة الناعمة والأسباب تدور وجودا وعدما حول الرأي العام العالمي وكذلك الكلفة الاقتصادية مضافا لذلك النأي عن أي ردة فعل قد تظهر في مرحلة ما إذا ما استخدم الحل العسكري.قد يكفر الكثير بالحقيقة عندما يغض النظر عن وجود قوة ناعمة للحشد الشعبي خصوصا مع السيل المتواصل من الهجمات المضادة عليه على كافة الأصعدة، لكن حاشا للحقيقة أن تُحجب بمكر الأعداء.
    للحشد الشعبي مجموعة متكاملة من معطيات القوة الناعمة والتي سنأتي عليها تباعا ولعل أبرزها هي السرعة المصحوبة بالندرة في تكوينه إذا لا يخفى على الكثير مجريات الأحداث التي جرت في 2014 والتي يصددها تمخض الصمت الحكيم عن صرخة مدوية أرعبت ضجيج الظلام فكانت فتوى الجهاد الكفائي والاستجابة السريعة للشعب العراقي الذي دحض سرعة الضوء بمعدل إنشاء الحشد الشعبي ، فخلال ثلاثة أيام فقط تطوع مايقارب الثلاث ملايين عراقي من اجل الدفاع عن أرضهم، ومن خلال هذا المعطى تتبلور فكرة القوة الناعمة من حيث الأتي:
    1_ سابقة تاريخية شهدها العالم فمن كلمةٍ انبثقت الحروف الشعبية لترسمها على ورقة الخلود، فلم يحدث سابقا أن أدت كلمة إلى جعل شعب كامل ينتقل من حالة الانكسار لحالة الهيجان الحماسي.
    2_ ترك كل شيء خلف الوطن ، فبالرغم من المعاناة التي تحيط بالفرد العراقي من كافة الجوانب والتي جعلت منه بعداد الموتى الأحياء ، نجده قد خلع كفن المآسي وارتدى بزته العسكرية ، وبهذا الموقف دحض التفكير السائد الذي يجعل جميع الشعوب بحُلٍ عن مساندة حكوماتها الفاشلة لو حدث بمثل هذا الموقف ، لكن الثقة العميقة لهذا الشعب بمرجعيته جعلت منه متناسيًا ولو بشكل مؤقت لهذا الفشل.
    3_الاستجابة السريعة، والتي تمثلت بكمية الأعداد الهائلة التي انبرت للتطوع، وفي ذلك قصص تقضم بطولة التأريخ ، فبسرعة الغيرة تشكلت قوات من حالة الفوضى للنظام الملائم لمثل هكذا حروب ولا اقصد بذلك التنظيم العسكري المعمول به، أنما اقصد التنظيم الذي تطلبه مجابهة داعش.
    الذي ذُكر قد لايتجرأ أي كاتب روائي مبتل بالخيال أن يقوم به، فهو أشبه ما يكون بالمدينة الفاضلة ولو على النطاق العسكري، وهذا ما يحملنا لحالة الندرة ، ففحوى القوة الناعمة حمل الآخرين على الإعجاب من ثم التأثير على سلوكهم وصولا للإتباع، ومن المعروف أن كل شيء نادر جاذب للانتباه .
    لذلك نحن أمام عنصر من عناصر القوة الناعمة التي فرضتها ندرة الأحداث بسياق شعبي سريع، فلا أحد يمكن أن يتصور أن هذه الأمور تجري في ظل المؤشرات القائمة في وقتها من حالة نفور شعبي من الحكومة واستياء من فشلها المتكرر، كذلك الهالة الإعلامية المدعومة لداعش والتي جعلت الجو العام مشحون بالقلق والرعب ومما زاد الإعجاب دهشة السرعة التي تمت بها الاستجابة.....
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أحمد الخالصي يكتب عن :لامح القوة الناعمة للحشد_ السرعة والندرة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top