ناس هايصة في الجونة وملايين لايصة في الفقر والمرض. الحلوين هايصين في الجونة، والملايين لايصين مع الغلاء..
لسنا ضد الفن أو السياحة..لكن ده مش فن، ده عرض أزياء وأجساد عارية، وسلوكيات لا تناسب قيم بلد لطالما اتسم بالوسطية.
هؤلاء الذين وفدوا على الجونة، هل يمثلوك؟ هل يمثلونني؟! هل يمثلون قيم بلد كمصر؟! من هؤلاء؟!
للاسف قلنا من قبل هي حرب ممنهجة للقضاء على وسطية هذا الشعب وهذا الوطن...بالتأكيد لا نريدها تورا بورا، ولا نريدها اخوانية او حتى سلفية بالمنهج الذي حاول البعض فرضه، ولكن نريدها وسطية كما كانت...نريدها فاعلا لا مفعولا به.
يا حضرات التطرّف في العري والانحلال يقود الى تطرف مضاد في الفكر والسلوك (فلكل فعل رد فعل مضاد له في الاتجاه ومساوي له في المقدار...أليس هذا بقانون؟!)
يا حضرات...نحن لا نتساوى في ثقافتنا او في ردود افعالنا، فمنا المتعلم ومنا غير ذلك، منا المثقف ومنا غير ذلك، منا متبلد المشاعر ومنا غير ذلك...مع هذا التناقض في تركيبة المجتمع تكون الوسطية هي خير نظام حيث يحتوى الجميع.
ما شهدناه على مدار الأيام الماضية، وما يتم الترويج له من قبل ارزقية الاعلام الخاص، لا يمكن ان يَصْب في مصلحة تماسك وترابط هذا المجتمع، الذي جسد الوسطية في أسمى معانيها على مدار تاريخه، بلد الأزهر الشريف!!!
ثم من هؤلاء؟! هل هذه هي النماذج التي نسعى لتصديرها لشبابنا وللأجيال القادمة على انهم قدوة؟! هل هؤلاء قدوة؟! هل من سب وطنه ودهس علم بلاده وحقر من شأنها قدوة؟! هل الراقصات وشواذ السلوك وسواقط المجتمع قدوة؟!
اذا كان المقصود هو تقديم هؤلاء السواقط لأبنائنا وبناتنا على انهم قدوة، فلنقل على هذا البلد السلام، ويبقى عليه العوض.
هناك من سيتحدث عن السياحة والترويج لها من خلال تلك المهرجانات!!! الحقيقة هي ان كل يبكي على ليلاه، فساويرس رجل اعمال، واللي تغلب به العب به، الرجل يبحث عن الربح وبأي ثمن، وبالتأكيد لم تعنيه يوما قيم هذا البلد، فما يعنيه هو منتجعه ونسب الأشغال والأرباح.
وإذا كان المقصود هو الترويج للسياحة كما يدعون، كان ينبغي عليهم توجيه حملة العري للخارج وليس الداخل!!! كان ينبغي عليهم التعاقد مع قنوات اجنبية كبري تستهدف الاسواق المستهدفة، وليس نشر هذا الغسيل الشاذ في الشارع والبيوت المصرية.
مؤكد أن هناك ألف طريق لترويج السياحة والحصول على العملة الصعبة، ولكن المؤكد أيضا أن نشر هذا النوع من الغسيل، واظهار مصر بهذا الشكل المخجل لكل مصري معتدل، ليس من بين الطرق اللائقة لبلد بحجم وبعراقة مصر.
ما رأيناه هو نوع من القبح وتبارى في العري وبذخ غير مبرر في بلد اكتوى أغلب سكانه بنار الغلاء والفقر...فالملايين تعاني الان من الغلاء غير المسبوق وغياب الأمن المادي، تلك الملايين تشاهد في نفس الوقت سواقط وفياضة المجتمع وهم يتبارون بأزيائهم المليونية...لمصلحة من؟!
أكرر...لا نريدها اخوانية ولا سلفية ولا أفغانية، وأيضا لا نريدها هوليودية، نحن نريدها مصرية وسطية أزهرية شرقية، كما كانت على مدار تاريخها العظيم...اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
0 comments:
إرسال تعليق