ان نظرة مقارنة بين أولي زيارات الرئيس عقب ثورة 30 يونيو. والزيارة الخامسة الأخيرة توضح بما لا يدع مجالاً لأي شك ان مصر قطعت شوطاً كبيراً على طريق النهوض والقوة والعودة الحقيقية لممارسة دورها القوي والفاعل وأنها تسير في الاتجاه الصحيح.
وان حملات التشكيك الإعلامي وتسميم الأجواء رغم استمرارها وضراوتها فإنها لم تفلح في تحقيق أهدافها. بل على العكس فإن العالم كله يشهد الآن بصدق التجربة المصرية وعمق الرؤية المصرية وحيادية المواقف المصرية التي يهمها الحفاظ على المصالح المصرية بما لا يتعارض مع المصالح الإقليمية أو الدولية.
إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة تعيد رسم الصورة الذهنية عن مصر، واجتماعه مع رجال أعمال أمريكيين في مختلف المجالات، تعنى أن مصر تتجه نحو جذب رؤوس أموال تعمل بحرية داخل مصر.
لعل واحدة من أهم نتائج الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحها في تبديد سحابات التشكيك الإعلامية وانعكاساتها السياسية والاقتصادية التي يقودها ويروج لها تحالف أهل الشر الذين لا يريدون لمصر ولا المصريين خيراً. ويضم دولاً ودويلات وأجهزة مخابرات وعملاءهم من الإخوان وغيرهم.
لان قطاع الاستثمار العقاري سيشهد انتعاشا خلال الفترة القادمة من خلال تدفق الاستثمارات الأجنبية داخل مصر؛ ما يؤدى إلى تحسين الوضع الاقتصادي، والقضاء على جزء كبير من معدلات البطالة. لان جزءا كبيرا من الزيارة ركز على الدعم الاقتصادي والاستثمار بمصر، وكذا التطرق إلى ما أنجزته مصر من أجل تذليل العقبات أمام المستثمرين، خاصة في المناطق الاستراتيجية لمشروعات البنية التحتية والطرق.
إن مصر تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأمريكية في أفريقيا، والثانية في الشرق الأوسط، أن فرص الاستثمار في مصر أفضل بكثير من دول أخرى إذ إن مصر لها طبيعة خاصة بين الدول العربية.
فقد أتاحت الزيارة فرصة واسعة لاجتذاب كبري الشركات العالمية الأمريكية للسوق المصري بلقاءات حرص عليها رؤساء كبري الشركات الأمريكية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأتاحت الزيارة عمل الأرضية اللازمة لبناء علاقات تجارية أوسع بين القاهرة وواشنطن لإبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين.
** أتاحت الزيارة رداً قوياً على المشككين في الإصلاح الاقتصادي المصري وهو البرنامج الذي لقي إشادة واستحسانا من كل خبراء العالم. كما أتاحت الزيارة اللقاء مع رئيس البنك الدولي والمجلس الأوروبي. أتاحت الزيارة أيضاً تأكيد مصر والإمارات على دعم العلاقات بينهما. والعمل على توحيد الصف العربي. والمواقف العربية ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية. أتاحت الزيارة.
تأكيداً مصرياً على محورية القضية الفلسطينية. وضرورة العمل على كسر الجمود في العملية السياسية مع العمل على توحيد الصف الفلسطيني من أجل الاتجاه نحو حل الدولتين علي أساس قرارات الأمم المتحدة وبحدود ما قبل الرابع من يونيو 1967.
لكن جانبا مهما من وجهة نظري فإن الزيارة أتاحت فرصة واسعة للمصريين في الخارج وخصوصاً في أمريكا ان يروا مصر التي لا يرونها. فإن مصر التي يتعطشون لها تخضع لعمليات مسخ وتشويه آناء الليل وأطراف النهار من إعلام معادي وجد الساحة خالية أمامه كي يبث ما شاء أو حسب ما طلب ممولوه من سموم وأفكار وأخبار.
** أقولها بضمير صالح وبحكم اطلاعي على كثير مما لا ينشر ان مصر تتغير للأفضل لدرجة انه سيأتي يوم سيكون دخولها مثل أوروبا يحتاج الكثير من الموافقات.
ان مصر بلدنا وحدة واحدة تحت قيادة الرئيس السيسي وان المشكلات في مصر سواء كانت كنسية أو مجتمعية تحل بهدوء.
** إلى هنا. هل يمكن الاعتماد على كل الآثار الإيجابية للرئيس عبد الفتاح السيسي والحصاد المتميز لاجتماعاته ولقاءاته كي نواجه بها ما يحاك ضد مصر من مؤامرات تجد لها أذرعاً إعلامية لا يهمها القيم الإعلامية ولا التقاليد والأعراف المهنية إنما يشغلها الغاية تبرر الوسيلة خاصة وان صناع الاكاذيب جاهزون والممولين سفهاء لا يحسبون للمال حساباً إنما أعماهم الحقد على مصر والكراهية لشعبها ففتحوا خزائن دولهم ودويلاتهم لكل صناع الكذب وأساطين الافتراء كي ينطلقوا في أبواق معادية في ساحة خالية.
** وهل تكفي زيارات البابا تواضروس في تبديد هواجس الأقباط ومن قبلها زيارات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لدول أوروبا ولقاءاته مع المصريين في الخارج في إزالة آثار تلك الحملات المعادية والدعايات السوداء التي تستهدف مصر والمصريين.
** إننا مع كل الآثار الايجابية لهذه الزيارات في تبديد بعض السحابات السوداء والغيوم الداكنة التي تصيب أفئدة وعقول المصريين بالخارج فإن هذه القضية لا يجب ان تترك دون علاج جذري.
** ان لدينا ما يزيد علي 10 ملايين مصري بالخارج لهم علينا كامل الحقوق في رعايتهم وصون بنائهم المصري من أي مؤثرات إعلامية معادية فلا نترك الإعلام الأسود وحده في الساحة يروح ويجيء يجري وينطلق دون رابط أو كابح.
** لا يجب ان نترك المصريين في الخارج فريسة دعايات سوداء تستهدف قوتهم ونسيجهم الوطني المصري وانتماءهم وقيمهم وحتى جذورهم.
** إن على كل منا واجباً يحب أن ينهض به فإن 10 ملايين مصري بالخارج يمثلون ثروة ورصيداً لو أحسن توظيفهم لوجدناهم خير سفراء لمصر والمصريين.
** إن إعلامنا المصري ككل يكاد لا يري أبعد من حدود مصر الجغرافية. إننا نناقش قضايانا. ومشكلات الإقليم والمنطقة والأزمات الدولية والعالمية وكأننا نتحدث بعضنا إلى بعض. وتركنا خارج الحدود لمن يملكون ملكة الكذب وسطوة المال وتسيطر عليهم أحلام الشهرة والسلطنة وتملأ قلوبهم الكراهية لمصر وكل ما هو مصري.
لان دوراً مهما ينتظر كبار مستثمرينا وخبراء الإعلام فينا -وهم كثير-لكي يصبح لمصر فضائية تكون الأكثر مشاهدة والأقوى تأثيراً والأعلى فاعلية ولا نترك المصريين في الخارج أو الرأي العام الغربي فريسة سهلة لكل أعداء مصر.
إن علينا التخطيط لاستراتيجية إعلامية مهنية شاملة تعكس بأعلى درجات الوضوح حقيقة ما يجري في مصر من بناء جاد للإنسان جنباً إلى جنب مع معالم جديدة لمصر الجديدة تخرج بها إلى الساحات الفسيحة في مدن جديدة ذكية ومجمعات صناعية وزراعية وإسكانية متميزة وطرق وكباري تؤسس لمصر 2030 وما بعدها.
أن القمة ستركز بالأساس على دعم العلاقات الثنائية في جملة من التطورات المتعلقة بملف الإرهاب، وجزء منها بخبرة مصر في مواجهة الإرهاب طوال الفترة الماضية، والحالة الناجحة في السياسية المصرية في التعامل مع منابع الإرهاب، ومكافحة الإرهاب بعلى رأس الأولويات لأن تجربة مصر ناجحة.
أن تحقيق ذلك من شأنه المساهمة بفعالية في استقرار الأوسط وتوفير الأمن لكافة شعوب المنطقة، وفي هذا السياق إلى أهمية الدور الأمريكي في إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويتعين على ترامب، في غضون ذلك، ترتيب أولويات جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها مصر. فقد تم تأسيس الجيش المصري لخوض حروب برية ويرفض كبار ضباطه تركيز المساعدات على مكافحة الإرهاب.
ويمكن أن تحاول القاهرة الفوز في هذا الجدل من خلال الاستناد إلى تعهدات ترامب بخلق فرص عمل، حيث يساعد شراء أنظمة السلاح على زيادة فرص التوظيف في قطاع الدفاع.
0 comments:
إرسال تعليق