فى تلك الأيام نسمع ونطالع على مواقع التواصل الإجتماعى ؛ اختفاء شاب أو فتاة لأنه رسب فى مادة من المواد؛ كما حدث مؤخرا لطاب في الإعدادية ؛ ذهب ليرى نتيجته ؛فوجد تلك الفاجعة ؛فكان معه صديق سوء ..فأشار عليه بألا يذهب للمنزل ويستقل قطاراً ويذهب حيث فعل هو هذا الصديق السوء من قبل.
وكانت غاية هذا الصديق السوء فى هذا ؛أنه سىء فلابد أن يكون صديقه سيئاً مثله ؛وسول له شيطانه أن يوسوس لهذا الطالب المسكين بأن أباه سيضربه ويعذبه ويبكته ..فيشترى دماغه أفضل ..ويترك البيت!!
سمع الطالب لصديق السوء وذهب حيث فعل هو هذا الصديق ،ومن جبروته أن اهل الطالب عندما سألوه مرة واثنين تعلل بأنه لا يعرف عنه شيئاً ؛بل ورافقهم طوال الليل فى البحث عنه ،ولولا عناية الله ..ويقظة رجال الأمن والجهد الرائع لشباب حارته وأقاربه ما وجدوه .
هذا الشبل الصغير لا يعى ما فعله ..لقد شاهدت حسرة أباه عليه ولملمة حزن أمه وأعمامه وأخواله ..القضية ليست فى هذا الشبل تحديداً ولكنها فى أولادنا جميعاً..القضية عامة وهى ..أين نحن من أولادنا؟!
لقد تهنا فى دروب الأمور المعيشية الصعبة بفضل حكومة تضغط يومياً علينا وتخرج بتصريحات مستفزة بأن ما تفعله يصب فى مصلحة المواطن..ناهيك عن الفساد الذى تفشى واستفحل وأصبحت رائحته تزكم الأنوف ..أى عبث ما نحن فيه؟!
فالأب كأنه يدور فى ساقية والزوجة كذلك فلا يشفع لهما عملاً واحداً ،ولكنهما يعملان فى أكثر من مهنة حتى يفيا بمتطلبات أولادهما من "مأكل ومشرب وملبس وعلاج ودروس خصوصية وفواتير كهرباء ومياه وتليفونات"..والكارثة أن ما يحصلون عليه يغطى حياتهم اليومية بالكاد ولولا البنوك الاجتماعية "الجمعيات"التى تدخلها ربة المنزل لتعرى جسد الجميع وأصبحت الفضيحة بجلاجل.
هذا جعل الوالدين منخرطين فى توفير لقمة العيش تاركين تربية أبنائهم لوسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات وأصدقاء السوء ؛وأخطرهم أصدقاء السوء ؛ولما لا والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل..فنحن كآباء –أقسم بالله- لا نعرف أصدقاء أبنائنا ؛وعندما يتوهون فى دروب الحياة نقف عاجزين لا نستطيع فعل شىء.
فلو عادت بنا الأيام لوجدنا العائلة مكونة من 5 رجال وأب وأم ..الجميع يجلس على طبلية واحدة ..بعد صلاة العشاء لا يخرج أحد ؛ولو خرج كبير البيت ينبه عليه :خارج عند مين ولحد الساعة 10 علشان هنقفل البيت..كانت هناك راحة نفسية وهدوء وسكينة وفوقهم "الأدب".
وليس كتلك الأيام السوء التى يمتطيها شياطين الإنس ؛فالفلوس هى عنوان السعادة للوالدين وأورثوها لأبنائهم –والدنيا ماشية وكله تمام-ما دام الولد يدخل قرش-لا يعنيهما مصدره بقدر ما يعنيهما أن الجيوب متخمة بالفلوس.ولا يستقيظان إلا عندما تقع كارثة!هنا.. يكون القرب من الله أول شىء يتم فعله .
فيا سادة.. أبناؤكم زينة الحياة الدنيا وعليكم الاعتناء بهم ؛فلا تتركوهم دمية فى يد اصدقاء السوء ..حاسبوهم على اخطائهم ،وتخيروا لهم أصدقائهم ،ولا تتركوا الحبل على الغارب فيتم تطويحه يميناً ويساراً ويتوه أبنائنا فى متاهات الحياة.
فى النهاية بقى ان أقول ..أولادنا أمانة استأمنا عليها رب الأمانات ..وهم فى معيتنا حتى بعد زواجهم ..فلنربى اولادنا على كتاب الله وسنة رسوله ..حتى نجد بعد موتنا بنتاً أو ولداً صالحاً يدعو لنا كما بشرنا سيد الأنام سدنا النبى صلى الله عليه وسلم.
0 comments:
إرسال تعليق